في العام 1977م قامت الخطوط السعودية بإصدار تذاكر إركاب كان على غلافها ملصق على شكل مفتاح بلون ذهبي مكتوب عليه مفتاحك إلى الشرق الأوسط. ولكن في ذلك الوقت كان الكثير من محللي صناعة الطيران يعتبرون ان الخطوط السعودية كانت لديها فرصة لأن تكون مفتاح السفر للعالم وليس الشرق الأوسط فحسب. ولم أعرف مدى ملاحظة العالم أجمع لهذا النوع من التذاكر إلا بعدما سمعت موظفي خطوط (تي دبليو أى) يتحدثون عن جمال تصميم التذكرة مع المفتاح الذهبي في رحلة العودة من المملكة عبر أوروبا، حيث إن الخطوط السعودية آنذاك كانت تنقل المبتعثين والمسافرين المتوجهين لأمريكا عن طريق أوروبا. وفي تلك الفترة كانت خطوط (تي دبليو أى) يوجد معها اتفاق تعاون مع الخطوط السعودية في بعض عملياتها أوقات الذروة ولكن تلك الخطوط الأمريكية ومعها الكثير من خطوط الطيران الأمريكية كانت تعاني مشاكل إدارية ومالية. وقد انتشرت شائعة إمكانية قيام شاه إيران بشراء خطوط البان أم. ولكن في ذلك الوقت أيضا كانت معظم خطوط العالم تعاني بسبب مباحثات تحرير الأجواء (ديريغوليشن) فيما عدا الخطوط السعودية التي لم يكن لديها أي مشاكل في التمويل المالي. وقد كانت الخطوط السعودية تمتلك عددا كبيرا من الطائرات الأكثر نوعية وعددا من أي خطوط أخرى وتتمتع بسمعة فيما يخص الخدمات. وقد كان معروفا عنها تقديم افضل الوجبات حتى في مقاعد الدرجة السياحية. ولاحقا كانت مقاعد الدرجة الأولى المخملية قد حازت على أفضل تقييم عالمي فيما يخص مقاعد الدرجة الأولى. واشتهرت بكونها تقوم بأحد أطول الرحلات في العالم آنذاك بين الظهران ونيويورك مشاركة مع (البان أم). وقد كانت المطارات الدولية السعودية وجهة مفضلة لكل الخطوط. ومثال على ذلك كانت الخطوط البريطانية تقوم بتسيير رحلتها من لندن إلى العاصمة القطرية الدوحة عبر مطار الظهران. وأكثر من ذلك كانت الخطوط السعودية معظم طاقم مضيفيها من جنسيات غربية تتمتع بخبرة في التعامل مع المسافر والطائرة. وحدث أن العالم في ذلك الوقت شهد طفرة في أعداد المسافرين وكان بإمكان الخطوط السعودية أن تكتسح العالم فور بدء ما يسمى الطيران التجاري والأجواء المفتوحة. والخطوط السعودية تتمتع بميزة توفر الملايين من المسافرين سنويا وذلك بسبب موسم الحج والعمرة، إضافة إلى وجود 28مطارا إقليميا ودوليا في المملكة والذي يعتبر الأكثر في العالم من ناحية النسبة لعدد السكان. والغريب في الأمر هو أن الخطوط السعودية ولمدة عشر سنوات متتالية في الماضي كانت الأكثر جاهزية في كل شيء. فلديها ميزانية كبيرة ومطارات ذات قدرة عالية ومواسم سفر كثيرة وبرامج توظيف مفتوحة وملايين المغتربين في المملكة. وفي الماضي كنا نرى المواطن والأجنبي يبحث عن اي سبب ليسافر على الخطوط السعودية، ولكننا اليوم نرى المواطن يتهرب من السفر على خطوطنا الوطنية. في الماضي كانت الخطوط السعودية تمتلك مفتاحا ذهبيا لامتلاك الأجواء حول العالم وتهبط في القارات الست.