السؤال: مشكلتي أني كلما فكرت في أصدقائي الكسالى وكيفية تفكيرهم ومستواهم الهزيل، يتسرب إلي نوع من البؤس والتفكير السلبي، فما هو الحل؟ وكيف أتعامل مع هذه الحالة؟ وكيف أفكر بإيجابية؟ وكيف أحب النجاح؟ مع العلم أني تلميذ مجتهد. الجواب تكتمل معاني الإيجابية في حياة المسلم حين يحقق في نفسه معنى قوله تعالى: "قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين* لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين". وكذلك الإيجابية في السنة النبوية: فعندما نعيش مع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم نجد الحث على الإيجابية والإرشاد إليها، ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك". واعلم أن الله خلق الإنسان، وأنزله إلى الأرض، وجعل الجنس البشرى خلائف يخلف بعضهم بعضا، لمهمة عظيمة هي عبادة الله، وعمارة الأرض، ولكن الشيطان سلط على هذا الإنسان يغويه ويدفعه إلى الشر، وقد أخذ الشيطان على نفسه العهد بالعمل على غواية هذا الإنسان، وقد يكون هذا داخل النفس أو من صديق أو قريب، لذا قال تعالى: "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين". البداية تكون بمعرفة: 1- فردية التكليف: إن هذا الإحساس بالمسئولية يجعل المسلم يقوم بواجبه نحو ما أمره الله به، وإن كان من ضمن واجبات المسلم التزام الجماعة ودعوة الغير، ولكن تقصير الغير لا يعد مبررًا لأن يقصر. 2- عدم استصغار العمل، أو النظر إليه على أنه قليل: فرب أمر تراه صغيرا وهو عند الله عظيم، ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تحتقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق". 3- النظر إلى النتائج والأجر الكبير: فإن المتمعن في قول الرسول صلى الله عليه وسلم «لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خير لك من حمر النعم»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء». 4- على المسلم أن يكون عالي الهمة: يقول أحد العلماء: «علو الهمة هو استصغار ما دون النهاية من معالي الأمور» وقال عمر بن الخطاب: "لا تُصغرن همتك فإني لم أر أقعد بالرجل من سقوط همته».