قال مسؤولون بمطار عدن إن طائرة تجارية هبطت على أرض مطار المدينة الواقعة بجنوب اليمن لأول مرة منذ تسبب الصراع في إغلاق المطار قبل أكثر من أربعة أشهر. وقال منيف الزهيري وهو قيادي في القوات التي تقاتل الحوثيين ونائب مدير المطار لرويترز: «في حوالي الساعة الواحدة مساء بالتوقيت المحلي وصلت طائرة تابعة للخطوط الجوية اليمنية تقل 150 مواطنا كانوا قد فروا من المدينة بالقوارب إلى جيبوتي وعادوا إلى الوطن في أول رحلة تجارية إلى عدن منذ أكثر من أربعة أشهر». وبسبب القتال أصبح من المتعذر الوصول لمطار عدن وموانئها البحرية منذ دخل الحوثيون المدينة في السادس والعشرين من مارس الأمر الذي أدى إلى التدخل العسكري العربي وتسبب في خروج اللاجئين ونقص حاد في الغذاء والوقود والدواء. لكن المقاتلين المعارضين للحوثيين استطاعوا السيطرة على المدينة الشهر الماضي، وتقول الحكومة اليمنية التي تمارس عملها من السعودية: إنها ستجعل عدن قاعدتها لإدارة البلاد. وذكر الزهيري أن طائرة تابعة للصليب الأحمر تحمل 30 مقاتلا جنوبيا جرى أسرهم في معارك ونقلهم إلى صنعاء هبطت أيضا في عدن الخميس. وسيجري مبادلتهم بسبعة من قادة الحوثيين العسكريين المحتجزين في عدن. وكان هذا هو أول تبادل للأسرى بوساطة منظمة دولية وقد يكون مؤشرا على التقدّم صوب إنهاء الصراع الذي قتل بسببه أكثر من أربعة آلاف شخص. ميدانيا، انطلقت قوة عسكرية كبيرة موالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، الخميس من مدينة حضرموت إلى مدينة شبوة شرقي اليمن لدعم المقاومة الشعبية. وقال أمين جربوع شيخ قبلي في شبوة: إن أربعة ألوية تحركت من منطقة العبر بحضرموت إلى مدينة شبوة من بينها اللواء 23 واللواء 19، مؤلفين من مقاتلين وآليات عسكرية لدعم المقاومة الشعبية وتحرير المدينة من الحوثيين والقوات الموالية للمخلوع علي صالح. وتابع: «بدأت معركة تحرير شبوة وما هي إلا أيام وتنتصر المقاومة على الحوثيين وقوات صالح وتعود المدينة محررة كما حررت عدن ولحج». وأشار جربوع إلى أن قوات التحالف شنت قصفاً عنيفاً على مواقع الحوثيين وقوات صالح في بيحان ومناطق أخرى، كما نفذت عملية إنزال لآليات عسكرية في ميناء بلحاف دعماً للمقاومة. ولفت إلى أن ذلك يأتي في ظل استمرار المواجهات المسلحة بين الحوثيين والمقاومة الشعبية في منطقة خشمر، مؤكداً أن العديد من المسلحين التابعين للحوثيين وقوات صالح بدأوا بالانسحاب من شبوة بشكل كبير. وتشهد مدينة شبوة مواجهات مسلحة بين الطرفين في عدة جبهات قتالية منذ زحف الحوثيين وقوات صالح إليها قبل نحو أربعة أشهر والسيطرة على أجزاء واسعة منها. من جهة أخرى، أفادت مصادر يمنية بمقتل وإصابة عدد من الحوثيين الخميس في اشتباكات عنيفة مع المقاومة الشعبية بمدينة مأرب شرقي البلاد. وقالت مصادر محلية لوكالة الأنباء الألمانية: إن اشتباكات هي الأعنف دارت بين الطرفين في جبهة الجفينة جنوب غرب مأرب استمرت منذ مساء الأربعاء حتى وقت مبكر الخميس، استخدم فيها الطرفان الأسلحة الخفيفة والثقيلة. وأشارت إلى أن الاشتباكات اندلعت عقب محاولة الحوثيين المدعومين بالقوات الموالية للمخلوع صالح الهجوم على مواقع المقاومة في تلك الجبهة، إلا أن المقاومة صدت الهجوم وخلّفت قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين. في الوقت ذاته، أوضحت المصادر أن طيران التحالف العربي قصف مواقع وآليات تابعة للحوثيين وقوات صالح في جبهة الجفينة. وأكّدت مصادر عسكرية موالية لهادي أنه تم فجر الخميس طرد الحوثيين وقوات صالح من معسكري لبوزة ووادي عطان في لحج، فيما أسفرت هذه العمليات عن مقتل 23 مقاتلا من الحوثيين و19 من الموالين لهادي بحسب المسؤول في القطاع الصحي خضر لصور. وفي تعز، ثالث مدن البلاد، قتل 17 حوثيا شمال شرق المدينة ليل الأربعاء في اشتباكات مع القوات الموالية لهادي، وتم تدمير عدد من المركبات العسكرية التي كانت بحوزة الحوثيين بحسب مصادر عسكرية من «المقاومة الشعبية»، وهو الاسم الذي يطلق على مجمل الفصائل التي تقاتل الحوثيين والموالية لحكومة هادي. وفي محافظة أبين الواقعة شرق عدن، شنّ طيران التحالف عشرات الغارات الجوية ليل الأربعاء الخميس استهدفت خصوصا مقر اللواء 15 التابع لقوات صالح بين مدينتي زنجبار، عاصمة المحافظة، وشقرة على الساحل، بحسب مصادر محلية. واستهدفت الغارات مواقع الحوثيين في الكود ودوفس ومزارع المشور. وأكدت مصادر محلية أن مقاتلي ميليشيات الحوثيين فروا من هذه المناطق إلى مدينة شقرة والهضبة الوسطى ولودر في أبين.