هل سمعتم بهذا الاسم؟ هناك شخصيات في الحياة لا نسمع عنها، شخصيات تستحق أن تكون في ذاكرة كل فرد، وفي كل مجال.. هذا (فهد) وصل اسمه وفعله ونفتخر، ماذا قدّم؟! أين تربى وكيف؟! ليس هناك مدارس للشهامة والشيمة.. المجتمع يمنحها ويؤسس لها كعملة قيّمة وثمينة. (فهد) تبرع بكليته لشاب يتيم لا يعرفه.. لن أدخل بكم في مساحات العواطف، وحتى لا نتوه في مسارب الاستنتاجات، علينا معرفة الحقيقة، ليسأل كل فرد منّا نفسه ماذا قدم لهذا الوطن؟! ماذا قدم للآخرين؟! جميل إسلامنا الذي شرّع المحبة والسلام، [الابتسامة في وجه أخيك صدقة].. (فهد) منح الابتسامة والأمل.. خير عطاء.. البعض يبخل. البعض تغيب عنه ثقافة الابتسامة؛ لأنه يبخل بقراءة نتائجها، هل يرون قراءة الأشياء مضيعة للوقت؟! استفحال الجهل منقصة في ظل امكانيات القراءة والاطلاع والمعرفة، عندما نتعمّد الجهل والتجاهل فنحن نشيّد التخلف ونشجع عليه، أليس هذا طريق وأد وتدمير القيم الإنسانية؟! وسائل إعلامية تهتم بأخبار عابرة، تتجاهل أخبارا مهمّة لمواطنين كان يجب وضع أسمائهم في المقدمة.. هذا (فهد الشمري) نموذج، ما فعله يدخل في قائمة فلسفة [أفشوا السلام].. أترك لكم قراءة قصته كما قرأتها في (فجر الالكترونيه).. قصة تحمل معاني وقيما وموقفا ومرجلة ليس لها حدود.. تقول القصة: [تبرع الشاب (فهد بن خلف الربوض الشمري) بإحدى كليتيه للشاب اليتيم محمد بن طاري هايس الرمالي الشمري لوجه الله تعالى، ضارباً بذلك أروع مثال للشاب المسلم وأسمى معاني التضحية والإيثار على النفس]. [وكان الشاب فهد خلف الربوض الشمري قبل 9 أشهر قد وجد مسنة تمشي في حرارة الشمس الحارقة ويظهر عليها التعب والإرهاق، حيث توقف عندها وقال لها يا خالة، هل تريدين مساعدة؟ فقالت أوصلني إلى المستشفى فركبت معه وهي تبكي فقال لها لماذا تبكين يا خالة؟ فقالت: تأخرت على ابني الذي يغسل كليته.. فقال وأين والده؟ فبكت بشدة وقالت أبوه متوفى وهو ابني الوحيد وعمره 14 عاماً، ولم نجد من يتبرع له ولا نملك المال لكي نعالجه خارج البلاد، وهو يعاني منذ فترة طويلة من الفشل الكلوي وحالته متدهورة جداً]. [وتأثر فهد من بكاء المسنة وحزنها على فلذة كبدها، فقال لها يا خالة، لا تبك أنا ابنك الثاني، وإن شاء الله نجد من يتبرع له، فحزم الشاب أمره وتوكل على الله، وذهب إلى وحدة الكلى في مستشفى الملك خالد بحائل فسألهم عن حالة الشاب، فقالوا له إن حالته سيئة جداً ويحتاج إلى متبرع في أسرع وقت ممكن، فعزم على التبرع للشاب لتخفيف معاناته، وتجفيف دمعة أمه التي أحزنته ببكائها وفق موقع تواصل]. [وزف المستشفى لوالدة محمد خبر العثور على متبرع، بعد أن أرسلت الفحوصات الطبية إلى الرياض، وتطابقت الأنسجة، فانهارت الأم المسنة بالبكاء عندما علمت أن من تبرع هو الشاب الذي أوصلها، داعية الله أن يكتب له الأجر والثواب]. [وأجريت العملية صباح يوم الخميس الموافق (7/10/1436) في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، وتكللت العملية بالنجاح ولله الحمد والمنة، وهما الآن يرقدان بالمستشفى وحالتهما مستقرة وبصحة جيدة]. انتهى الخبر. هذا الشاب (فهد) يستحق الكثير.. أتساءل ماذا سيقدم له الوطن ومسئولوه؟! أتساءل ماذا سيقدم له أهل الخير من رجال الأعمال والشركات والمؤسسات؟! أتساءل ماذا ستقدم له الجمعيات الخيرية؟! أتساءل ماذا سيقدم له المجتمع؟! أتساءل ماذا ستقدم له الجامعات والمدارس والمنتديات؟! هل سنراه في البرامج الثقافية والنشاطات الاجتماعية ومحافلها؟! هل سيعطى الفرصة للتحدث عن تجربته وموقفه وأوضاعه.. (فهد) نموذج للشباب الذين يجب استضافتهم على كل منبر.. بل وأرجو أن تتحول قصته إلى فيلم يؤصل لهذا الموقف النبيل. شبابنا محتاج الى القدوة الطيبة.. مللنا برامج الضّياع والهزال والغثاء.. مللنا برامج ومهرجانات مساحيق الوجه والتفاهة.. قنوات فضائية تسوق شبابنا بعيدا عن القيم والأخلاق.. مللنا الخزعبلات التي تعمل على تسطيح فكر الشباب ومواقفه.. جعلونا ننظر الى شبابنا بنظرة قلق وخشية وخوف وتشكيك.. وصل حد فقد الثقة في قدرات الشباب ومواقفه وقناعته.. الشباب نتاج آبائهم ومجتمعهم وليس نتاج الفراغ وبرامج الضياع.. عندي ثقة في كل الشباب، لكنهم يحتاجون الى آباء يواكبون تطلعاتهم وقدراتهم.. شكرا (فهد).. موقفكم زاد قناعتي الإيجابية بشباب وطني.