يعقد مجلس الأمن الدولي مشاورات حول الوضع الانساني في اليمن خصوصا بعد أن فشلت الهدنة الانسانية الاخيرة واستؤنفت الأعمال العسكرية في البلاد، حسبما أفاد مصدر دبلوماسي. وتسعى دول التحالف العربي والحكومة اليمنية إلى أن يمارس المجلس ضغطاً على ميليشيات الحوثي وعلي صالح وإيران للقبول بالهدنة ووقف الأعمال العدوانية التي تدعمها طهران ضد اليمنيين، لتتمكن هيئات الإغاثية السعودية والدولية من توزيع مساعدات على اليمنيين الذين عانوا حصار ميليشيات الحوثي لمدنهم ونهبها للمساعدات وإجبارها السفن التي تحمل الإغاثة إلى تحويل مسار وجهتها من عدن إلى موانيء يسيطر عليها الحوثيون. لكن الحوثيين قرروا تجاهل الهدنة ليستمروا في حصار المدن اليمنية وتجويعها وهو السلاح الذي مكنهم من التحكم في مصير ملايين اليمنيين ومنعهم من الانتفاضة ضد الحوثيين. وقالت مصادر في الأممالمتحدة: إن سفراء الدول ال «15» في مجلس الأمن سيستمعون الى تقرير لمنسق العمليات الانسانية في الأممالمتحدة ستيفن اوبراين قبل ان يناقشوا الموضوع في جلسة مغلقة. ويحتاج نحو %80 من السكان في اليمن - أي 21 مليون شخص - لمساعدات، في حين أن أكثر من عشرة ملايين يجدون صعوبة في ايجاد الطعام والماء، حسب الاممالمتحدة. وفشلت الهدنة الانسانية الثالثة منذ بدء النزاع الأخير في اليمن قبل أربعة أشهر، حيث استؤنفت الثلاثاء عمليات القصف والمعارك خصوصا في جنوب البلاد، وأعلن الحوثيون مبكراً - على الأرجح بتعليمات من طهران - أنهم لن يلتزموا بالهدنة. وفي توقيت مقصود شن الحوثيون وحلفاؤهم هجمات على مدن في محافظات تعز وعدن ومأرب، قبيل بدء الهدنة وبعد سريانها، فاضطر الطيران العربي للتدخل لمنع الحوثيين وقوات علي صالح من الاستمرار في هجماتهم، فيما بسطت المقاومة الشرعية في عدن وتعز نفوذها في مناطق جديدة. واندلعت اشتباكات برية في العديد من المناطق رغم مطالبة الأممالمتحدة جميع الأطراف باحترام وقف إطلاق النار للسماح بمرور المعونات الإنسانية. ووردت تقارير عن مقتل مجموعة من الحوثيين في تفجير سيارة مفخخة بمنزل زعيم قبلي عينه الحوثيون قبل أشهر محافظا لمحافظة البيضاء. ونقل موقع «بي بي سي» عن مسؤولين في مطار عدن قولهم: إن طائرة تابعة للتحالف فتحت النار على متمردين هاجموا المطار بالصواريخ. ويهدف الحوثيون من مهاجمة مطار عدن إلى إشعال المواجهة مجدداً لإظهار معارضتهم الهدنة التي أعلنها التحالف العربي، وعارضت طهران الهدنة أيضاً لمجرد أنها مبادرة من التحالف العربي، ولم تخضع للمشورة الإيرانية. وقال بيان أصدرته المقاومة الشعبية الشرعية في الجنوب اليمني: إن الميليشيات المتمردة قصفت عدن الشمالية بقذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا في انتهاك واضح للهدنة وتجاهل لمساعي وقف القتال وايصال المساعدات الإنسانية. وزار منسق الشؤون الإنسانية في اليمن التابع للأمم المتحدةعدن قبل أمس الأول وتقدم بطلب عاجل بدخول مواد الإغاثة. وطالبت الأممالمتحدة الحوثيين وميليشيا صالح الالتزام بالهدنة ليمكن توزيع مساعدات في مدن وقرى يمنية منكوبة وتعيش حصاراً حوثياً خانقا. وكانت قوات التحالف العربي، بقيادة المملكة، أعلنت عن هدنة تدوم خمسة أيام للسماح بدخول إمدادات الإغاثة، لكن احتفظت قيادة التحالف بحق الرد على "الأنشطة والتحركات العسكرية" الحوثية. وكان نائب الرئيس اليمني، رئيس مجلس الوزراء، خالد بحاح، قد قال: إن ميليشيات الحوثيين لم تأبه بالهدنة واستمرت في انتهاك الهدنة الإنسانية التي جرى سريانها منتصف ليل الأحد الماضي. وأوضح بحاح استقباله في الرياض الليلة قبل الماضية، السفير الأمريكي لدى اليمن، ماثيو تولر، أن الميليشيات المتمردة مستمرة في انتهاك الهدنة الإنسانية من خلال قصفها للمدن والأحياء السكنية بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية أن الجانبين بحثا خلال اللقاء المستجدات الراهنة في اليمن عقب تحرير محافظة عدن من الميليشيات المتمردة. وأشار بحاح إلى الجهود التي يقوم بها وزراء في حكومته والسلطات المحلية في عدن في سبيل استعادة الإعمار وتخليص المناطق في بلاده من الانقلابيين وإيقاف أشكال الحرب كافة. إضافة إلى المساعي القائمة من أجل وضع حد للظروف الإنسانية الصعبة التي يواجهها الشعب اليمني في الوقت الراهن. أربعة آلاف ضحايا الحوثيين قال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، طارق جاسارفيتش - أمس الثلاثاء - في جنيف: إن حصيلة قتلى الصراع في اليمن بلغت نحو أربعة آلاف شخص. كما أفاد مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بأن هناك 1859 مدنيا بين 3984 شخصا قتلوا في الفترة من مارس الماضي حتى 19يوليو الجاري. وأشارت الوكالتان التابعتان للأمم المتحدة إلى أنه فضلا على ذلك، أصيب نحو 19 ألفا و300 شخص، بينهم 4200 مدني. المقاومة الشعبية تتقدم وعلى الأرض، بسطت المقاومة الشعبية في جنوب اليمن نفوذها في مناطق جديدة في محافظة عدن، من أهمها مقر السلطات المحلية في دار سعد وجبهة الفيروز. وأوضحت المقاومة - في بيان صدر الليلة قبل الماضية، وبثته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية - أن عناصرها المسنودين بقوات من الجيش الوطني الموالية للشرعية نفذت أمس الأول عملية خاطفة لتطهير وتمشيط الجيوب المتبقية في مديرية دار سعد. الرئيس اليمني يزور مركز الملك سلمان للإغاثة زار الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمس مركز الملك سلمان للاغاثة والأعمال الانسانية في الرياض، وكان في استقباله الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للاغاثة والأعمال الانسانية. وقال الرئيس منصور في كلمة: "أنا سعيد جداً اليوم بأن أكون هنا في زيارة لمعلم من معالم الخير والانسانية والاحسان للمملكة العربية السعودية. فحين أعلن أخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عن تدشين مركز الملك سلمان للاغاثة والأعمال الانسانية في الثالث عشر من مايو الماضي لاقى هذا الإعلان أصداء عالمية واسعة". وأشار إلى أن "هذا العمل الانساني دليل عملي على ما يوليه خادم الحرمين الشريفين وحكومة المملكة العربية السعودية من اهتمام بالغ بالعمل الانساني والاغاثي، ورسالة واضحة وجلية بأن المملكة العربية السعودية عنوان للسلام والانسانية ورفع معاناة الشعوب المنكوبة والمتضررة". وأضاف الرئيس اليمني: "وكان لإعلان خادم الحرمين الشريفين اعتماد مبلغ مائتين وسبعين مليون دولار للاغاثة في اليمن بالغ الاثر على شعبنا. فبدأ تدشين أعمال هذا المركز المبارك من اليمن، فكانت حملة الامل ثم الجسر الجوي الى عدن، ثم الانشطة الاخرى المتنوعة في مختلف المجالات". متابعاً : "أنا على أمل كبير في ان تتضاعف جهود المركز الاغاثية في مختلف المجالات الطبية والانسانية، وكذلك ملف الجرحى والاحتياجات العاجلة والضرورية بالتنسيق مع الجهات الحكومية والمنظمات الانسانية الفاعلة، وامل في التفكير في فتح فرع للمركز بعدن لتذليل الصعاب وتسهيل الأمور". ورحب الدكتور الربيعة بالرئيس اليمني، معرباً عن سعادته بهذه الزيارة التي تجسد عمق العلاقات واهتمام الأخ الرئيس بنشاط وجهود المركز الإغاثية والانسانية تجاه اليمن الشقيق التي تأتي تتويجا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي يحرص على ان يكون هذا المركز واجهة مشرقة للأعمال الإغاثية والانسانية. وقدم الدكتور الربيعة درعاً تذكارية للرئيس منصور تقديرا لزيارته المركز. ورافق الرئيس اليمني في زيارته وزير الادارة المحلية عبدالرقيب سيف فتح، ووزير المغتربين علوي بافقيه. ..ويتجول في أجنحة المركز