قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في مؤتمر صحفي مشترك مع فيدريكا موجيريني مسؤولة السياسة الخارجية الأوروبية: إن إيران والاتحاد الأوروبي اتفقا على بدء محادثات بشأن قضايا متنوعة. وأضاف: «ستُجرى محادثات رفيعة المستوى بين إيران والاتحاد الأوروبي بشأن قضايا مختلفة من بينها؛ التعاون في مجال الطاقة.. وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب والقضايا الإقليمية». وذكرت موجيريني أن تنفيذ اتفاق نووي توصلت إليه إيران والقوى العالمية الست في فيينا يوم 14 يوليو/تموز «يعتمد على الإرادة السياسية لكل الأطراف المعنية.. وتنفيذ الاتفاق سيمهد الطريق أمام تعاون أوسع بين إيران والغرب». وزارت موغيريني إيران لبحث تطبيق الاتفاق النووي الموقّع مع الدول الست الكبرى، بحسب ما أفاد مكتبها. ولعب الاتحاد الاوروبي دورا مهما خلال المفاوضات التي استمرت سنوات بين إيران ودول مجموعة 5+1 (الولاياتالمتحدةوفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا وألمانيا). وقد أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن زيارة وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اليوم لإيران ستكون اختبارا لطهران بعد توقيع الاتفاق النووي. وقال خلال عشاء في باريس مع الصحفيين العاملين في القصر الرئاسي: إن «فابيوس، هو فرنسا (...) والطريقة التي سيتم استقباله بها ستكون بالنسبة لنا تقييما لتصرّف إيران». وكان الرئيس يشير بذلك -بشكل واضح- إلى الهجمات الشخصية التي تعرّض لها فابيوس مؤخرا من قبل المحافظين الإيرانيين بسبب مواقفه الحازمة خلال المفاوضات التي أدت إلى اتفاق فيينا. وقال: «نتوقع من الرئيس (الإيراني حسن) روحاني أن يثبت أن إيران حاليا بإمكانها أن تسهل إيجاد تسويات لأزمات خطيرة تدمي المنطقة خصوصا سوريا». وحسب هولاند، فإنه «يتوجّب على إيران أن تكون بلدا يقدم حلولا؛ ومن بين الحلول التي يجب إيجادها هناك المسألة اللبنانية ولكن أيضا سوريا واليمن والبحرين». وفيما بدا أنه ردّ على تصريح هولاند، انتقدت وسائل إعلام وشخصيات من أوساط المحافظين الإيرانيين وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عشية وصوله فيما دافعت عنه الحكومة الإيرانية. ونقلت وكالة فارس للأنباء المقرّبة من المحافظين عن (مجتبى ذو النور) الممثل السابق لمرشد الجمهورية الإيرانية في الحرس الثوري أن وزير الخارجية الفرنسي «يأتي إلى إيران خلال أسبوع دعم المصابين بالهيموفيليا؛ ما يذكرنا بمواطنينا الأعزاء الذين قضوا بسبب استيراد الدم الملوث الذي كان فابيوس المسؤول الرئيسي عنه». وكان فابيوس رئيس وزراء حين اندلعت في فرنسا فضيحة الدم الملوث في الثمانينيات. وفي 1999 برّأ القضاء الفرنسي لوران فابيوس في هذه القضية. وفي مواجهة هذه الهجمات التي وردت أيضا في وسائل إعلام أخرى قريبة من المحافظين وتناولت كذلك دعم فرنسا للعراق خلال حرب الخليج (1980-1988) أو كذلك موقفها المتشدد خلال المفاوضات الأخيرة حول البرنامج النووي الإيراني، تولّى وزير الصحة الإيراني سيد حسن هاشمي الدفاع عن فابيوس. وقال: إن «فابيوس شخصية دولية.. وليس من مصلحة البلاد إثارة هذه المسألة (قضية الدم الملوث) الآن» مضيفا إنه «كما لو أنه على سبيل المثال إذا أرادت شخصية ألمانية القدوم غدا إلى إيران، أن تطرح مسألة دور ألمانيا في الحرب العالمية (الثانية)».