هل بدأت الحضارة الغربية (الاوروبية والامريكية) في الانحدار؟ الجواب ربما نعم وبقوة اذا استمروا في طريق الانحلال الأخلاقي، لأنه كما علمنا التاريخ عن حضارات سابقة سادت ثم بادت وأن اي حضارة تفتقد أبجديات القيم والمبادئ والعدالة لن تدوم ولن تقوم لها قائمة كما حدث للامم السابقة، لا يخفى على كل ذي لب اهمية وجود الجانب القيمي والذي يمثل العمود الفقري الذي ترتكز عليه اي حضارة وما حدث في امريكا مؤخرا بمباركة السيد (باراك) من شرعنة لزواج المثليين (الشواذ)! بمثابة الطامة التي لن يغفرها له الشعب الامريكي بل ستبقى (وصمة) على جبينه، ما من قرية ولا مدينة استشرت وانتشرت فيها هذه الفاحشة الممقوتة إلا وأهلكها الله عز وجل، ففي الحديث الحسن الذي عند ابن ماجة وغيره، قال صلى الله عليه وسلم: (لم تظهر الفاحشة في قوم قط، حتى يعلنوا بها، إلا فشا فيهم الطاعون، والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم). امريكا للأسف ليست الوحيدة التي سلكت هذا الطريق نحو الانحطاط بل ان عددا من الدول الاوروبية قد سبقتها ولا نعلم الحكمة او الفائدة التي جعلت بعض تلك الدول تتسابق وتتسارع من اجل شرعنة زواج المثليين!، لوكسمبورغ اعطت مثالا حيا للانحطاط كونها شهدت سابقة تاريخية بهذا الخصوص عندما تم عقد قران رئيس وزراء لوكسمبورغ (كزافيه بيتيل) مع صديقه البلجيكي (غوتيه دستيناي) وبهذا الاسفاف يصبح أول مسؤول أوروبي عالي المستوى في الاتحاد الأوروبي يعقد زواجا مثلياً و(طينها) الصحافي الفرنسي (ستيفان بيرن) صديق الزوجين (امحق من زوجين) عندما حضر الزواج وقال إن «لوكسمبورغ تقدم صورة لبلد متقدم في القضايا الاجتماعية!! أي تقدم وأي (نيلة!) يا ستيفان يا ولد بيرن!؟». هذا فيما يخص الغرب ولكن، ما علاقتنا نحن في الشرق بالموضوع؟ هناك علاقة لمن ينظر للصورة الاشمل لمن ينظر للعالم على انه قرية فعلا وكما تعلمون اننا في زمن القوي يفرض سيطرته وهيمنته ليس فقط سياسيا واقتصاديا بل حتى اخلاقيا والاقوياء لديهم القدرة على تطويع القوانين وتسخيرها لصالحهم, وفي المقابل نجد الضعيف سواء كان على مستوى دول او افراد دائما معجبا بذلك القوي ويجد الضعفاء المتعة في تقليد الغرب ومحاكاته، هنا مربط الفرس (المحاكاة)- الان وبعد ان اصبح للشواذ حقوق في الغرب ونحن في عالم اصبح قرية, فلا نستبعد ان نسمع عن نفس المطالبات بحقوق الشواذ في بلدان عربية واسلامية ولا نستغرب ان يجد اولئك المطالبون الدعم الغربي والمساندة وربما يبرز نجوم من مشرقنا العربي لا لانهم نجوم فعلا بل لانهم من الشاذين والشاذات قد تمردوا على دينهم, قيمهم، مبادئهم واوطانهم ولا نستبعد ان يستقبلهم الغرب استقبال الابطال والفاتحين! وهذه طامة بحد ذاتها ان يصبح الشاذ بطلا!!. سؤال، عندما تشرعن الولاياتالمتحدة زواج المثليين، يا ترى كم نسبتهم في كل ولاية وكم نسبتهم في تلك الدول حتى تسن لهم القوانين؟ كان الاجدر بتلك الدول بما فيها الولاياتالمتحدة التي برعت في الاختراعات واستخدمت العقل فيما يخدم الانسان والانسانية البحث عن علاج ظاهرة المثليين وتجفيف منابعها كما عودونا وعلمونا في استخدام وكيفية تجفيف المنابع! لا فتح الباب على مصراعيه للشواذ!, الانسان يولد على الفطرة السليمة ولكن من يتمادى ويسرف في المباح ويطغى سوف يجد نفسه مع الوقت لم يعد يرضيها ولا يقنعها ذلك المباح وغالبا سيدفعه الفضول للبحث عن الجديد حتى ولو لم يكن ذلك الجديد مقبولا عرفا ولا دينا ومن هنا قد تبتدئ رحلة الشذوذ عافانا الله وإياكم. اما السيد اوباما فقد خذل الجميع بما فيهم شعبه بهذا القرار التاريخي وبدلا من ان يترك بصمة يذكرها له التاريخ نجده قد دخل التاريخ من (اسوأ) ابوابه تاركا (وصمة) عار وشتان بين البصمة والوصمة!.