يطرح البعض مفهوم مغلوط عن أسباب الشذوذ الذي هو مرض ( فكري ) و ( نفسي ) و ( عاطفي ) قبل أن يكون مرض سلوكي فيجعلون من أسبابه عدم الاختلاط بين الجنسين أو أنه يكثر في بيئة الجنس الواحد سواء في المدرسة أو الجامعة أو غير ذلك وللأسف يوجد بعض الأكاديميين النفسيين يؤمن بهذا السبب وقد سمعت أحدهم يقول ذلك في قناة تعد محافظة وهذا مفهوم خاطيء جدآ بالإحصائيات والأدلة , لن أناقش الاختلاط وأضراره فرأيي به كتبته في أكثر من مقال ولازلت أؤمن به ولكن سأكتب عن هذا المفهوم الخاطيء , في أميركا على سبيل المثال ارتفعت نسبة الشذوذ لأكثر من 15 % وقد تعرضت النائبة بمجلس النواب عن الحزب الجمهوري سالي كيرن لتهديدات من الشواذ والمنافحين عنهم بعد أن صرحت أن " الشذوذ الجنسي أشد خطرآ على الولاياتالمتحدة من الإرهاب الإسلامي " وقبل قرابة العشر سنوات احتفلت مدينة نيويورك بافتتاح أول مدرسة للشواذ جنسيآ , وانتخاب أول أسقف شاذ جنسيا في الكنيسة البروتستانتية الأميركية , عدا تشريع زواج الشواذ في عدد من دول غربية وهي دول قائمة على الاختلاط بين الجنسين , هناك هيئات تصون وتحمي ( الشاذين والشاذات ) جنسيآ وهذه الهيئات ومعهم الشاذين والشاذات في بيئات مختلطة بلا شك ! وبعد هذا ستجد من يقول أن من أسباب الشذوذ عدم الاختلاط بين الجنسين في بعد كل البعد عن الواقع المُعاش ! من وجهة نظري إن من أهم أسباب الشذوذ بعد الفراغ الديني ( الروحي ) وانعدام الثقة بالنفس هو عدم الزواج فعدم الزواج إما أن يدفع الفتاة لإقامة علاقة مع شاب إشباعآ للرغبة العاطفية أو الجنسية أو كليهما ولكن في هذه الحالة هي تعرف أنها قد تنكشف فتخاف من الفضيحة بالتالي ستختار أن تشبع رغباتها العاطفية أو الجنسية مع فتاة مثلها دونما خوف من فضيحة وعار لأن علاقتها بالفتاة لن تكون مريبة على عكس الفتى , وكذلك يفعل ذات الشيء الفتى الذي لا يستطيع الزواج وتوفرت لديه أسباب الشذوذ من غياب للوازع الديني وغياب للعاطفة الأسرية وضعف الشخصية مع إزدياد " المهيجات " أو المثيرات للغرائز ! فهو إن لم يستطع إقامة علاقة مع فتاة خارج إطار الزواج ( الذي لا يقدر عليه ) فإنه سيشبع رغبته مع فتى مثله وكما أسلفت لا يحصل هذا إلا مع توفر السبب الأول وهو الفراغ الديني وانعدام الوعي كما الفراغ العاطفي . وكدليل أن عدم الزواج هو سبب للشذوذ مع توافر أسباب أخرى أن الفتاتين الشاذات جنسيآ تتقمص إحداهن دور الرجل في معاملتها وعلاقتها بالفتاة الأخرى وليس بينهن علاقة طبيعية فتاة مقابل فتاة وكذلك الفتى فأحدهم يتقمص دور الفتاة الناعمة وكل هذا بسبب شعورهم بنقص الحياة ! قد يطرح أحدهم تساؤلآ : متى لا يكون عدم الزواج سببآ للشذوذ ؟ والإجابة : إذا لم تتوفر أسباب وظروف أخرى كالتي ذكرتها سابقآ فيوجد الكثير والأغلب الأعم من غير المتزوجين والمتزوجات وليسوا شاذين لسبب الوعي الديني والثقة بالنفس وحتى لو كان الوعي الديني لديهم قليل لأنهم في مرحلة المراهقة مثلآ أو كان الوعي الديني يناسب فئتهم العمرية مقابل تعزيز الثقة بالنفس والدفء العائلي والإجتماعي فإن هذا كافي لأن لا يقعوا بالشذوذ ! هناك حالات شذوذ ( نادرة ) بين المتزوجين والمتزوجات , ( فالشاذ هو بالضرورة غير متزوج ولكن المتزوج من النادر أن يكون شاذ ) , ولو بحثنا عن الوضع القائم بين الزوج الشاذ و زوجته سنجد أنه لا يوجد بينهما إشباع عاطفي أو جنسي ولادفء عائلي بمعنى انفصال بالعلاقة رغم الإرتباط وكذلك ينطبق ذات الشيء على الزوجة الشاذة يعني أن الزواج هو الذي يحقق الرغبات العاطفية والجسدية ورغبات أخرى تجعل الإنسان لا يفكر بالشذوذ وإن لم تتحقق هذه الرغبات لسبب أحد الزوجين مع ضعف الدين قد يسلك أحدهم طريق الانحراف ( الشذوذ ) , إحدى الزوجات الشاذات تعاني من الجفاء العاطفي لزوجها الذي يمارس الخيانة مع إمرأة أخرى فصرفت كل عاطفتها لطالبة تدرسها صباحآ وتمارس معها الجنس ليلآ ! ما أردت قوله هو أن عدم الاختلاط ليس سببآ للشذوذ إنما يوجد أسباب أخرى له وعلى رأسها غياب الوازع والوعي الديني وكذا ( عدم الزواج ) وتحقيق الهدف منه !.