منذ أن تبين للغرب أن إيران بدأت العمل مجددا في برنامجها النووي قبل أكثر من عقد من الزمن حتى بدأت المباحاث بين الغرب وإيران. وقد تكون الصدف هي ما عجلت في الاتفاق النووي. ففي عام 2011م قامت سلطنة عمان بالعمل كوسيط للإفراج عن ثلاثة من الأمريكيين الذين تم القبض عليهم في إيران بتهمة التخطيط لعمليات تخريبية. وبعدها اجتمع ممثلون عن إيرانوأمريكا وكان من ضمن فريق المفاوضين الأمريكان دبلوماسي اسمه (جون كيري) وكان رئيس هيئة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الامريكي، وأصبح وزيرا للخارجية في وقت لاحق. وكل ما في الأمر هو أن إيران أرادت الاستمرار في تطوير برنامجها النووي باستخدام التكنولوجيا الغربية التي بدأت بها برنامجها النووي أيام الشاه. والغرب برئاسة امريكا علمت أن إيران وصلت مرحلة اللا عودة في برنامجها النووي في وقت كان من المفروض أن تكون دول الخليج العربي أحد اقطاب كل المحادثات النووية. فهي الدول القريبة التي يهمها البرنامج النووي الإيراني. ولكن هذا لم يحدث رغم أن اتفاقية البرنامج النووي بدأت في العاصمة العمانيةمسقط وليس في العاصمة النمساوية فيينا. وكان من المفروض على كل دول الخليج أن تجلس على طاولة مفاوضات مع إيران قبل أن تجلس إيران مع أمريكا في مسقط أو تجلس إيران مع الدول العظمى في فيينا. فالمتضرر أولا واخيرا من برنامج إيران النووي هي دول الخليج. والسبب يعود ليس في احتمال استخدام إيران سلاحها النووي، ولكن تكمن المشكلة في أي تسرب ممكن ان يحدث في مفاعل بوشهر. والأغرب من ذلك أننا وأثناء فترة المباحثات بين جميع الأطراف في السنوات الماضية لم نسمع من دول الخليج أي حديث واضح حيال ما هو توجهها وماذا تريده من اي اتفاق رغم أن كل شيء بدا واضحا، خاصة عندما تم الإعلان عن بناء مفاعل صغير في (اراك) ليس له قدرة توليد اي كهرباء، ولكنه في الحقيقة مفاعل أبحاث او مفاعل لفصل يورانيوم 235 من اليورانيوم الخام واي عمليات لها علاقة بين استعمال اليورانيوم أو البلاتينيوم. وكذلك إعلان هيئات الطافة الذرية بأن إيران وعبر حوالي عشرة آلاف من أجهزة الطرد المركزي قامت بعملية خداع في نسبة التخصيب عبر إعادة عملية تخصيب اليورانيوم بنسب أعلى لتصل إلى نسبة عشرين بالمائة واحتمال ارتفاع النسبة أن تصل نسبة التخصيب إلى تسعين بالمائة. ولكن الواقع حيال هذا الاتفاق هو أنه من المحتمل تفكيك أجهزة الطرد المركزي. ولكن فيما يخص الغرب فكثير من المحللين يعتقدون بأن الهدف اقتصادي. فتطوير الطاقة الإنتاجية للكهرباء في إيران وتطوير البنية التحتية لصناعة الغاز والبترول هو سوق تبلغ قيمته الترليون دولار. والشعب الإيراني يريد كل ما هو غربي والملالي يعرفون بأن الوقت قد تغير. وأخيرا فالاتفاق النووي الأخير هو في الحقيقة اتفاق اقتصادي... فوز معنوي لإيران ولكنها عملية مربحة للغرب. وغدا سأتحدث عن قصتي مع برنامج إيران النووي. كاتب ومحلل سياسي