طهران، فيينا، واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب – نفت إيران أمس، تأثر برنامجها النووي بفيروس «ستاكسنت»، متهمة الغرب بمحاولة تخريبه، وذلك بعد تقارير أفادت بتعطّل آلاف أجهزة تخصيب اليورانيوم الإيرانية. وقال رئيس «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية» علي أكبر صالحي: «لحسن الحظ، واجه فيروس ستاكسنت النووي طريقاً مسدوداً، ورغبات الأعداء وأحلامهم لم تتحقق». ووصف التقارير في هذا الشأن بأنها «مزاعم كاذبة للإعلام الغربي»، مضيفاً: «منذ أكثر من سنة، سعى الغربيون الى نشر الفيروس في منشآتنا النووية، لتعطيل نشاطاتنا، لكن علماءنا الشبان سيطروا عليه في الموقع الذي أرادوا اختراقه». وزاد أن «الغربيين يتحدثون بعد سنة من علمهم بفشلهم». وقال ساخراً: «قولوا لوسائل الإعلام تلك، أن تهنئ نفسها». وأشار صالحي الى أنّ إيران «حققت إنجازات مهمة في التكنولوجيا النووية، سنكشف عنها بعد انتهاء المفاوضات بين إيران والدول الست» المعنية ببرنامجها النووي، والتي تبدأ في الخامس من كانون الأول (ديسمبر) المقبل. ولفت الى نجاح نصب غطاء لقلب مفاعل «بوشهر» النووي، معلناً ان بلاده ستبدأ في ايلول (سبتمبر) 2011 إنتاج الوقود النووي لمفاعل طهران للبحوث الطبية. ويأتي تصريح صالحي بعدما نقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن ديبلوماسيين في فيينا قولهم ان البرنامج النووي الإيراني يواجه مشاكل تقنية كبرى، أرغمت طهران على وقف موقت لآلاف أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في تخصيب اليورانيوم. وأكدت ايران قبل شهور، تغلغل «ستاكسنت» في أجهزة كومبيوتر شخصية لعاملين في مفاعل «بوشهر»، لكنها نفت تأثر أنظمة المفاعل. وأوردت «أسوشييتد برس» تقارير للوكالة الدولية للطاقة الذرية في شأن البرنامج النووي الإيراني، تفيد بوقف مئات أجهزة الطرد المركزي في الأشهر ال18 الماضية، وركود القدرة على تخصيب اليورانيوم في السنوات الأخيرة. وفي منشآة ناتانز للتخصيب، تراجع عدد أجهزة الطرد من 4920 في ايار (مايو) 2009، الى 3772 في ايلول 2010، كما تفيد الوكالة الذرية. وتتجه الشبهات الى فيروس «ستاكسنت» الذي أكد خبراء الاسبوع الماضي، انه صُمم لتدمير أجهزة طرد مركزي، من خلال جعلها تدور في شكل خارج عن السيطرة. أما وكالة «رويترز»، فنقلت عن ديبلوماسي غربي بارز تأكيده ان الايرانيين «يعانون من بعض المشاكل الكبيرة، في شأن تذبذب التيار الكهربائي في اجهزة الطرد، اضطروا الى إغلاقها». ونقلت «اسوشييتد برس» عن مسؤول من دولة عضو في الوكالة الذرية، قوله ان «ستاكسنت» قد يسبّب ضرراً اضافياً للبرنامج النووي الايراني، مشيراً الى تقارير لأجهزة استخبارات غربية تفيد بتغلغل الفيروس في نظام التحكّم في مفاعل «بوشهر»، وسينشط حين يبدأ المفاعل العمل خلال شهور. وأشار الى ان الفيروس سيتداخل مع أجهزة السيطرة على وسائل أساسية في المفاعل، مثل الحرارة والضغط وتدفق النيوترون، ما قد يؤدي الى انصهار في المفاعل، واحتمال انفجاره. في واشنطن، قال أولي هاينونين المساعد السابق لمدير الوكالة الذرية والرئيس السابق لقسم التفتيش في الوكالة، ان فيروس «ستاكسنت» قد يكون تغلغل في نظام التحكم في «بوشهر»، «أو في مكان آخر»، مضيفاً: «قد يسبّب دماراً ضخماً». وأضاف ان طهران تواجه مشاكل تقنية في التخصيب، بسبب أخطاء في تصميم اجهزة الطرد التي تعمل بنسبة 60 في المئة فقط من قدرتها. وزاد أن ايران بذلت جهوداً شاقة لوضع تصاميم لصنع نموذج أقوى لأجهزة الطرد.