كشفت دراسة قامت بها شركة متخصصة في تقصي تجارب الاستخدام حول المنتجات والخدمات الجديدة، عن وجود نسبة كبيرة من مستخدمي ساعة أبل الذكية، "Apple Watch"، لا يرغبون بتوجيه نصيحة لشراء الساعة إلى عائلاتهم أو أصدقائهم بسبب قلة الخدمات والتطبيقات. وقامت شركة "UserTesting" باستطلاع آراء مجموعة من مستخدمي ساعة أبل، حيث وجهوا لهم أسئلة نقاط القوة والفوائد والمشاكل التي تواجههم بالإضافة إلى إمكانية نصحهم لأصدقائهم باقتنائها، حيث وجد أن نسبة 38 % فقط ممن شملهم الاستطلاع لا يواجهون مشكلة في إعادة نصح الاخرين بشراء ساعة ابل الذكية، فيما يرى 35 % منهم أنهم لن يقدموا على هذه النصيحة، و27 % غير متأكدين من رأيهم النهائي. وأشارت الدراسة أن أفضل الطرق التي تزيد من رضا المستخدمين عن الساعة وتزيد من حماستهم لشرائها هي تحسين عمل تطبيقات الطرف الثالث، مشيرا إلى أن نسبة ممن شملهم الاستطلاع أكدوا مواجهة مشاكل عند تشغيل تلك التطبيقات التي تم تطويرها من قبل شركات أخرى وليست من قبل شركة أبل ، كما أشار 19 % من مستخدمي ساعة ابل الذكية إلى أن أكبر المشاكل التي واجهتهم هي عدم عمل تطبيقات الطرف الثالث بشكل جيد عليها، حيث عابها إما البطء أو عدم الجدوى منها مقارنة بالتطبيقات الأساسية بالساعة أو بالتطبيقات المخصصة لبقية أجهزة الشركة الذكية مثل أيفون وأيباد وأيبود. وشهد الاستطلاع تسجيل نسبة 29 % من المستخدمين إعجابهم بمزايا تتبع الأداء البدني الموجودة بالساعة، فيما رأى 19 % أن أفضل ما يميز ساعة ابل هو نظام التنبيهات الذي يغنيهم عن متابعة هواتفهم باستمرار. وقد أعلنت أبل عن " watchOS 2" وهو نظام التشغيل الجديد لساعتها الذكية، والذي جلب معه مزايا تساعد مطوري تطبيقات الطرف الثالث في تحسين أدائها، حيث يمكن النظام الجديد من توفير تطبيقات تعتمد بشكل أساسي على الساعة ومكوناتها من مستشعرات دون الحاجة للهواتف. وفي سياق متصل توقع تقرير شركة أبحاث السوق "IDC" أن يتجاوز إجمالي شحنات الأجهزة الذكية القابلة للارتداء مثل الساعات الذكية لهذا العام حاجز 72 مليون وحدة، بزيادة سنوية قدرها 173.3 % مقارنة ب 26.4 مليون وحدة تم شحنها العام الماضي. وأشارت "IDC" أن الطلب على الأجهزة القابلة للارتداء الأساسية، التي لا تعتمد على تطبيقات الطرف الثالث، كان مذهلا لشركات مثل " Fitbit" وشاومي في دفع السوق مع أساورهم وساعاتهم الذكية الإلكترونية التي لا يتجاوز سعرها 100 دولار، وتوقعت أن يستمر هذا الزخم طوال العام الجاري، حيث ستتصدر الأجهزة الذكية القابلة للارتداء العام القادم مثل ساعة ابل وعدسات "Hololens" من مايكروسوفت والذي يمثل تغييرا قادما في مجال الحوسبة، والانتقال من الأجهزة القابلة للارتداء الأساسية إلى الذكية، ما يعني إتاحة عدد كبير من الفرص للبائعين ومطوري التطبيقات، وصانعي الملحقات، كما سيتخطى حجم الشحنات في عام 2019 سقف 155 مليون وحدة، وهو ما سيترجم إلى نمو سنوي مركب قدره 42.6 % خلال السنوات الخمس القادمة. كما ستسيطر النظارات والأساور والساعات الذكية التي تستخدم لمراقبة اللياقة البدنية حالياً على قطاع الأجهزة القابلة للارتداء، مع تحقيق الأجهزة الصحية لأعلى معدل نمو للمبيعات ضمن هذه الفئة، وذلك بسبب تنامي الوعي الصحي لدى المستهلكين، والمتمثل بمراقبة أوزانهم، ونظامهم الغذائي، وممارسة التمارين الرياضية. ومن جانبه قال الخبير والمستشار التقني طارق الجاسر "إن الساعات الذكية وجدت لتكون مكملة للهواتف والأجهزة اللوحية، ولكنها في طور التطور لتكون أجهزة مستقلة، حسب توجه بعض المصنعين، فهناك ساعات توفر شريحة اتصال وسماعة، وهي ربما تجد قبول بعض المستهلكين، لكن عند الاعتياد عليها كأجهزة ملحقة ومكملة فسيزداد الاقبال عليها نظراً لما تسهله على المستخدم من متابعتها، فالأجهزة القابلة للارتداء ستكون ثورة بالمستقبل، وهي مليئة بالمفاجآت وعلينا ان نواكبها ونستفيد منها لصالحنا". وأشار أن أسعار الأجهزة القابلة للارتداء تعتبر مناسبة مقارنة بمزاياها وأنها تقنية جديدة، ولو قارناها بساعة فارهة فهي رخيصة جداً لما فيها من مواصفات ومميزات، كما يعتمد تطوير وتسويق انظمة التشغيل والاجهزة على دعم المطورين، فهم عماد قوي لأي مشروع تقني وأحد الأدلة هو نظام الاندرويد حيث بدأ بالاعتماد على المطورين، وكان هذا السبب لإيجاد بيئة مهيأة مليئة بالتطبيقات والخيارات للمستهلك، حيث أصبح النظام يدعم جميع فئات الأجهزة المختلفة. ويذكر أن أبل طرحت ساعتها الذكية قبل عدة شهور بسعر يبدأ من 349 دولارا، وتوقعت أبل بيع ما بين 30 مليون إلى 40 مليون ساعة بنهاية العام الجاري.