كشف متخصصون أن الأجهزة القابلة للارتداء: كالنظارات والساعات والأساور الذكية، التي بدأت بشكل فعلي بالانتشار على مستوى المملكة والأسواق العالمية، ما هي إلا عبارة عن وسائل مكملة لأجهزة الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، ولا يمكن لها منافستها حاليا، إلا أن تطورها مستقبلا قد يساهم في جعلها أحد الأجهزة الضرورية للمستهلك مما سيعزز مبيعاتها مقارنة بالمبيعات المتواضعة لها خلال الفترة الحالية. وقال الخبير والمستشار التقني طارق الجاسر: إن الساعات والنظارات الذكية وجدت لتكون مكملة للهواتف والأجهزة اللوحية، ولكنها في طور التطور لتكون أجهزة مستقلة، حسب توجه بعض المصنعين، فهناك ساعات توفر شريحة اتصال وسماعة، وهي ربما تجد قبول بعض المستهلكين، لكن عند الاعتياد عليها كأجهزة ملحقة ومكملة فسيزداد الاقبال عليها نظراً لما تسهله على المستخدم من متابعتها، فالأجهزة القابلة للارتداء ستكون ثورة بالمستقبل، هنالك نظارات قوقل، وساعة أبل وساعة سامسونج، والبنطال والحزام ذو خاصية الشحن، وهنالك الهاتف المعصم، فالمستقبل مليء بالمفاجآت وعلينا ان نواكبها ونستفيد منها لصالحنا. وحول تراجع مبيعات الأجهزة اللوحية أوضح الجاسر أن السبب الحقيقي لهذا التراجع لا يعود للأجهزة القابلة للارتداء فقط، بل لعدة أسباب أخرى منها: الحجم، وظهور الهواتف اللوحية من فئة "فابليت"، وأن الهاتف الذكي اصبح ينافس كثيرا من الاجهزة ومنها الأجهزة اللوحية، فهذه الفئة من الهواتف أصبحت تغني عن الأجهزة اللوحية. وتابع الجاسر "أن أسعار الأجهزة القابلة للارتداء تعتبر مناسبة مقارنة بمزاياها وأنها تقنية جديدة، ولو قارناها بساعة فارهة فهي رخيصة جداً لما فيها من مواصفات ومميزات، كما يعتمد تطوير وتسويق انظمة التشغيل والاجهزة على دعم المطورين، فهم عماد قوي لأي مشروع تقني وأحد الأدلة هو نظام الاندرويد حيث بدأ بالاعتماد على المطورين، وكان هذا السبب لإيجاد بيئة مهيأة مليئة بالتطبيقات والخيارات للمستهلك، حيث أصبح النظام يدعم جميع فئات الأجهزة المختلفة". ومن جانبه قال الخبير التقني ومؤسس موقع إلكتروني "Electrony.net" محمد البسيمي إن المنافسة مستبعدة بين الأجهزة القابلة للارتداء والهواتف الذكية والسبب أن عامل الحجم لا يساعد الساعات الذكية والنظارات لتقديم عتاد قوي قادر على تنفيذ مهام صعبة، وفي وضعهم الحالي تعتبر الأجهزة القابلة للارتداء مجرد شيء مكمل للأشخاص الذين يبحثون عن اختصار وتسهيل لحياتهم واستخدامهم بدل إخراج الجوال في كل مرة لمشاهدة الشاشة مثلا. وحول انخفاض مبيعات الأجهزة اللوحية أشار البسيمي إلى أنه لا توجد علاقة مباشرة بالأجهزة القابلة للارتداء مع انخفاض مبيعات اللوحية، وأرجع السبب إلى الهواتف المحمولة، فقبل عدة سنوات كانت الهواتف المحمولة تأتي بشاشات بحجم 3.5 الى 4.0 انش فقط، وفي ذلك الوقت كان الجهاز اللوحي بشاشة 7 انش يعتبر أمرا مدهشا، ويقدم مزايا استخدامات متقدمة على الهواتف وقتها، أما الآن فإن الهواتف الذكية الرئيسية تتراوح قياساتها من 5.0 الى 6.0 انش، وبالتالي أصبحت بديلا حقيقيا للأجهزة اللوحية، كما أن المستخدم لا يجد سببا لشراء هاتف وجهاز لوحي معا، فيكتفي بشراء هاتف يقوم بدور الجهاز اللوحي. وحول الأسعار، أكد على أن أي تقنية جديدة عالميا يكون سعرها مرتفعا في البداية، لكنها تحصل على انخفاض سريع ومستمر في الأسعار، ليس ذلك فقط بل ستصبح المواصفات أفضل والمزايا أكثر مع الوقت وبالنسبة للأسعار في الأسواق السعودية فهي متوازية مع الأسواق العالمية والفروق بسيطة ولها علاقة باختلاف قوانين الدول. وحول تقبل السوق السعودي والدعم المتواضع لها للأجهزة القابلة للارتداء قال البسيمي: "لا أعتقد أن الدعم المتواضع قد يؤثر على المستخدم خصوصا إذا كان مقتنعا بشكل كبير بالمنتج، فنتذكر جميعنا أن الأيفون الذي انطلق وسط دعم محدود من المطورين، لكن سرعان ما أثبتت الفكرة نفسها ورأينا المطورين ينهالون على النظام وتقديم أعمالهم عليه". وفي سياق متصل، كشفت إحصائيات شركة برايس ووتر هاووس كوبرز "PwC"، انه من المتوقع أن تصل قيمة التداول في سوق التجهيزات القابلة للارتداء إلى 70 مليار دولار بحلول العام 2024. بالإضافة إلى ذلك، فإن كل 1 من أصل 5 أشخاص في الولاياتالمتحدة حالياً يملك أحد أشكال التقنيات القابلة للارتداء. وتسيطر النظارات والأساور والساعات الذكية التي تستخدم لمراقبة اللياقة البدنية حالياً على قطاع الأجهزة القابلة للارتداء، مع تحقيق الأجهزة الصحية لأعلى معدل نمو للمبيعات ضمن هذه الفئة، وذلك بسبب تنامي الوعي الصحي لدى المستهلكين، والمتمثل بمراقبة أوزانهم، ونظامهم الغذائي، وممارسة التمارين الرياضية. ووفقاً للإحصائية فإنه لكي تتمكن التقنيات القابلة للارتداء من إثبات جدارتها ونجاحها على المدى الطويل، يتوجب عليها العمل في إطار مفاهيم التصميم القائمة على حاجة الإنسان، بحيث تصبح سهلة الاستخدام، فضلاً عن تقديمها للحلول التي من شأنها تعزيز نمط الحياة اليومية.