التفكير في اتجاه تطوير الذوق العام من الأهمية بما يجعلنا نعمل على تعزيز أمر إيجابي في السلوك المجتمعي، لأن نتائج ذلك على الصعيد الحضاري كبيرة ومهمة ومؤثرة في تركيب وتكوين صورة ذهنية نفضلها ونسعى اليها، وذلك لا يتحقق إلا من خلال مواكبة منهجية لأدائنا الاجتماعي والفردي على السواء، كما أنه ليس تمنيا أو زعما وادعاء وإنما أمر واقع وحقيقي وأصيل في الذات التي تعمل على تراكم فكرة مجتمعية يكتسبها الآخرون ويتخذونها انطباعا حين يتماسون معنا. تحتاج الجمعية السعودية للذوق العام الى دعم جميع أهدافها التي تنتهي الى نشر ثقافة الذوق العام في المجتمع من خلال الرقي بمستوى التعاملات في جوانب الحياة المختلفة، وذلك على امتداد شرائح المجتمع لتحسين صورة المجتمع السعودي، وهي في الحقيقة تعمل بتركيز مؤسسي وعلمي دقيق ومرتب له بحرفية، ما يتطلب دعما اجتماعيا، كميا ونوعيا، للبرامج التي تستهدف نشر ثقافة الذوق. تسعى الجمعية الى الوصول إلى 50% من عدد سكان المنطقة الشرقية، وإشراك جميع شرائح المجتمع ذات التأثير القوي في نشر ثقافة الذوق العام، الى جانب توفير المصادر اللازمة لتفعيل الذوق العام، ومعالجة الممارسات السلبية التي تخالف الذوق العام، وتوفير أدوات لعلاج الممارسات السلبية في الذوق العام، والإسهام في تنمية الحس الوطني المرتبط بالذوق العام ورفع مستوى المواطنة والولاء والانتماء. وقد وضعت لذلك برامج مدروسة أذكر منها برنامج ذوقيات، وبرنامج سفراء الذوق العام، وبرنامج تواصل وبرنامج أرصد وبرنامج وطن، وهي برامج كفيلة باستيعاب الذين يتفاعلون مع أداء الجمعية من أجل اكتساب قيم متجددة ومهارات تتعلق بمعاملاتهم الذاتية والاجتماعية، وتم ذلك وفقا لدراسات اجتماعية انتهت الى أن الذوق العام أسلوب حياة واحتياج يؤثر بشكل كبير وفاعل على جميع جوانب حياتنا اليومية. وكذلك من نتائج دراسات الجمعية، شعور المجتمع بوجود الممارسات الخاطئة، والتي تتنافى مع قيم الدين الحنيف، والتقاليد والأعراف المجتمعية الأصيلة، والرغبة الصادقة من الجميع لتحسين صورة المجتمع السعودي بالداخل والخارج من خلال تطبيقات الذوق العام، واستجابة الجهات الرسمية بنشر ثقافة الذوق العام والعمل على تطبيقها، وتفاعل الاعلام بكافة وسائلة بنشر ثقافة الذوق العام، إضافة الى الاجماع بضرورة إيجاد جمعية تُعنى بنشر ثقافة الذوق العام والاعتناء به وتطبيقه على كافة المستويات. ذلك كله يضعنا في حالة متقاربة مع فعاليات الجمعية والمساهمة في تطوير سلوكياتنا الرفيعة التي تقدمنا كمجتمع راق، يملك حسا حضاريا وإنسانيا متقدما ومهما بل وملهما، فموروثاتنا تعتبر قاعدة سلوكية ذات قيمة مضافة، تحتاج الى جهد تطوير مواكب على نسق عمل هذه الجمعية التي أقل ما توصف به أنها رائعة واستراتيجية اجتماعيا.