والعيد أقبل مزهوًا بطلعته كأنه فارسٌ في حلة رَفَلا والمسلمون أشاعوا فيه فرحتهم كما أشاعوا التحايا فيه والقُبَلا فليهنأ الصائم المُنْهِي تعبده بمقدم العيد إن الصومَ قد كَمُلا قصيدةٌ راقت لي فأحببتُ أن أهديها لكم في آخر خميس من رمضان، شهر الخير والإحسان، وقد يكون غداً الجمعة هو أول أيام عيد الفطر المبارك، فأحمد الله تعالى أن بلَّغنا ختام رمضان، وأعاننا على صيامه وقيامه، وأسأل الله تعالى لنا ولكم القبول، وأن يُعيده الله علينا وعليكم ونحن بأتم صحة وعافية، وهنيئاً لنا وللوطن وقادته وللأمة الإسلامية جمعاء إطلالة العيد السعيد. والقصيدة للشاعر السعودي محمد بن سعد المشعان رحمه الله الذي انتقل إلى رحمة ربه خلال أيام عيد الفطر لعام 1422ه بعد سنوات من الكفاح الدراسي نال فيها الشهادة الجامعية من كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والكفاح العملي في وزارة المعارف التي تقلَّد فيها مناصب عدة حتى تقاعده المبكر والتحاقه بالقطاع الخاص. نعم.. العيد أقبل مزهواً بطلعته كما يُقبل الربيع الطلقُ يختالُ ضاحكاً حاملاً معه الفرح والسرور لكل مسلم على وجه الأرض أيا كان حاله، لاسيما وقد ذكَّرنا الخالق جل في عُلاه بالمسكين والفقير في تلك الليلة بالذات فأمرنا حبيبنا المصطفى -صلى الله عليه وسلم- بإخراج زكاة الفطر لمواساته من جهة، وتطهيرا لصيامنا من الرفث والفسوق من جهة أخرى، ففي الحديث الذي أخرجه البخاري عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: (فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير: على العبد والحر، والذكر والأنثى ، والصغير والكبير من المسلمين، وأمر بها أن تُؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة). وللشاعر الجمبلاطي أبيات جميلة جاء فيها: طاف البشير بنا مذ أقبل العيد فالبشر مرتقب والبذل محمود يا عيد كل فقير هَزَّ راحته شوقاً وكل غني هَزَّهُ الجود العيدُ اقبل مزهواً بطلعته، فاستقبلوه بكل سعادة العالم واسعدوا مَنْ حولكم، وتلمَّسوا جيرانكم وأقرباءكم فقد يكون من بينهم يتيم أو محتاج مُتعفف لم تدخل فرحة العيد قلبه منذ فُجِع بفقد أحبته أو تغيُّر حاله. العيدُ أقبل مزهواً بطلعته، ومنَّا مَن يرزح خلف قضبان السجن بسبب الدَّين والإعسار، وأولاده في البيت ينتظرون بشغفٍ عودته لهم محملاً بهدايا العيد. العيد أقبل مزهواً بطلعته ومنَّا من أقعده المرض وألزمه السرير في احد المستشفيات يترقب مَنْ يُطِل عليه صباح العيد ليُهنئه، ويشاركه فرحته. العيد أقبل مزهواً بطلعته ومنَّا مَنْ فارق الأهل والأحباب، وبقي وحيداً في قبره يتطلع لبرِّ أبنائه بدعوة صالحة ترفع درجاته، أو زيارة صلة لأهل وِدِّه يتذاكرون فيها أيامه فيترحمون عليه. العيد أقبل مزهواً بطلعته، ومنَّا ومنَّا ومنَّا.. وبفضل الله تعالى فالخير باقٍ في أمة محمد حتى قيام السَّاعة ولكنه مجرد تذكير والذكرى تنفع المؤمنين، جعلنا الله وإياكم من عتقائه في هذا الشهر الفضيل، ورزقنا عبادته على الوجه الذي يُرضيه عنا، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وللشاعر محمد الأسمر تذكرة جميلة في ذلك حيث يقول: هذا هو العيد فلتصفُ النفوس به وبذلك الخير فيه خير ما صنعا أيامه موسم للبر تزرعه وعند ربي يخبي المرء ما زرعا فتعهدوا الناس فيه:من أضر به ريب الزمان ومن كانوا لكم تبعا وبددوا عن ذوي القربى شجونهم دعا الإله لهذا والرسول معا واسوا البرايا وكونوا في دياجرهم بدراً رآه ظلام الليل فانقشعا قبل الوداع: سألتني: ما أجمل ما في الأعياد؟ فقلت: نعمة العافية في النفس والأهل والأصحاب والقُرب الجميل منهم، ثم ابتسامات الكبار وضحكات الصغار الذين يرفلون في ثيابهم الجديدة وتتساقط الحلويات من أيديهم وهم يتمايلون طرباً بغبطة يغبطهم عليها الكثير من الكبار. فمرحباً بعيد الفطر السعيد ومرحباً بالتبكير فيه لنشهد صلاة الجماعة ونهنئ الأهل والصحاب كما قال ابن المعتز: أهلاً بفِطْرٍ قد أضاء هلالُه فالآنَ فاغْدُ على الصِّحاب وبَكِّرِ وانظرْ إليه كزورقٍ من فِضَّةٍ قد أثقلتْهُ حمولة من عَنْبَرِ رئيسة قسم الإعلام الاجتماعي النسائي بالمنطقة الشرقية