ها هو ذا العيد أقبل من جديد، يرفل بثياب العز والشموخ، أقبل بالبشر، والفرحة تغمر قلوب المخلصين من العبيد الذين قضوا موسماً من مواسم الطاعات هو صوم شهر الله المعظم رمضان، فجاء هذا الضيف (العيد السعيد) ليهنئهم بعظيم الثواب ورضا الله عنهم بعد الصيام والقيام والذكر، فرحة ارتسمت على الشفاه وتصافح الأيادي، هذا الضيف وترحب أهلاً وسهلاً بالعيد حللت ضيفاً عزيزاً قدمت بالبشر تبارك للمسلمين أعمالهم الصالحة في شهر الصيام شهر الصبر والرحمة والصدقة. أما نحن المسلمين في أنحاء المعمورة فاستقبلناك يا عيد بالبشر وبالسرور، واستقبلناك بالزهور وأجمل الثياب والعطور، استقبلك الصغير والكبير منذ الصباح الباكر مع تفتح الزهور وتغريد الطيور وتمايل الأغصان، التي شاركت الناس فرحتهم، ترقص وتغرد وتتفتح بالبسمة والإشراقة، وقبيل صلاة العيد يأكل الناس بعض تمرات ويحتسون القهوة ويذهبون لصلاة العيد، بعد توزيعهم زكاة الفطر، مواساة لإخوانهم الفقراء والمساكين، ثم يهنئون بعضهم بعضاً، ويسلّم بعضهم على بعض، تعلو شفاههم الابتسامة بقلوب صافية تنبض بالسعادة والصفاء والنقاء، غسلوا الأحقاد والضغائن، فالعيد فرصة للسلام وللتسامح تعانقت الأجساد وتجلت معان سامية جميلة من الصفح والمحبة والبر والصلة، والشكر لله لقد عدت يا عيد الفرحة والتعظيم والتكبير لله الحميد المجيد المنعم على عبيده بالفطر هذا اليوم بعد أن حبسوا أنفسهم عن الأكل والشرب والجماع طوال نهار رمضان يا عيد يا يوم الفرحة والصلة يخرج الناس، جميع الناس لمعايدة بعضهم بعضاً، الصغير يزور الكبير من الأقرباء والجيران ويتبادلون الهدايا ويزورون موتاهم ومرضاهم، إنها فرحة لها طابعها الخاص في قلوب المخلصين فقط، والأطفال الذين تعانق فرحتهم فرحة الكبار الذين يقدمون لهم حلوى العيد ويدفعون لهم الأموال ليغرسوا في قلوبهم حب شعيرة من شعائر الدين العظيم حينما نرمق الوجوه نجدها مستبشرة ضاحكة متهللة بالفرحة ولكن أي وجوه.. وجوه المخلصين من العباد وفي المقابل نرمق وجوهاً عليها غبرة ترهقها قترة؛ لأنها لم تعرف للعيد فرحة لم تتقرب إلى بارئها حق التقرب أفسدت صيامها وقصرت في صلاتها ولم تشارك الناس صلاتهم وسلامهم وليعلم الجميع أن ديننا دين الفطرة دين البهجة والسرور وليس التزمت أو التضييق فيخرج الناس ليلعبوا العرضة ويدقوا الطبول فرحة وشكراً للخالق.. ففي هذا اليوم تتجلى معاني الإنسانية بدفع زكاة الفطر والهدايا ومواساة الفقراء والمساكين والأعطيات والزيارات للأقرباء والمعارف والمرضى والموتى قال تعالى: (إنما المؤمنون إخوة). ولعل أبرز مظاهر الفرح في يوم عيد الفطر هو الفطر، وهذا من فضل الله على العباد فيا له من فضل ويا لها من طاعات تجدد النشاط وتجلي الهم وتقرّب العبد من ربه، ومن ذلك يتبين أن عيد الفطر مجموعة عبادات من شكر لله وصلاة وذكر وصدقة وصلة وبر وصفح.. الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، تعظيماً وشكراً.