بين فترة وأخرى يطفو على السطح أن دولة ما قامت بإمداد حركة قتالية أو منظمة تحريرية في بقع حول العالم، وتكون إما مناطق قتال دائر أو مناطق تكون هشة من الناحية الأمنية. وأهم من ذلك هو عندما تريد دولة أن تحارب دولة أخرى بالوكالة. وقد طفا على السطح وبدا واضحا عندما بدأت الحرب الباردة بين المعسكر الأمريكي والسوفييتي. وهذا أمر طبيعي في حالة وجود نزاع أو تنافس بين أقطاب قوى عالمية. ففي أي نزاع يحدث بين أي دول أو عندما يحدث خلل أمني في أي بلد، فهناك من سيتدخل لأسباب كثيرة. سواء أكانت أسبابا سياسية أو دينية أو عقائدية أو اقتصادية. ومثال على ذلك فالكل يعلم أن أكثر من كان يتعاطف مع منظمة الجيش الجمهوري الإيرلندي (آي آر أى) كان الأمريكان من مدينة بوسطن التي تسكنها اغلبية كاثوليكية، رغم ان هذه المنظمة مصنفة بأنها إرهابية وأفرادها ملاحقون في كل مكان. وفي أثناء الحرب الباردة كان الأمريكان يؤيدون منظمات ويدربونها وفي نفس الوقت يقوم السوفييت بنفس العمل. وقد كان الإتحاد السوفييتي في فترة الحرب الباردة الأكثر في دعم ما يسمى المنظمات التحررية، والتي كان ضباط من كوبا مشتركين فيها مع بقية الدول الشيوعية. ولم يكن السوفييت يقومون بهذا العمل إلا نكاية بأمريكا والتي بدورها تقوم بنفس الأنشطة. وقد رأى العالم أجمع الكثير من الحروب في أفريقيا وأمريكا الجنوبية التي في الحقيقة هي حرب بين معسكرين مختلفين. وعادة ما تجذب هذه الحروب الكثير من الشباب لأسباب أيدولوجية مثل ما رأى الكل أثناء محاولة المد الشيوعي عندما انضم لهذه المنظمات، التي هي عادة انفصالية، الكثير من الشباب العربي ممن يحملون الفكر اليساري. وكان أحد أشهر من قام بما يسمى بالنضال في ذلك الوقت (تشي غيفارا). ولكن ما أن تهدأ الأمور أو تكون هدنة رسمية تذوب هذه المنظمات مثلما حصل لمنظمة (الفيتكونغ) الفيتنامية التي كانت تحارب أمريكا بضراوة إلى العام 1975م، ولكن فيتنام تعتبر من اكثر الدول التي تتعامل مع أمريكا تجاريا. ولهذا السبب ليس بمستغرب أن تقوم أمريكا مثلا بإنشاء أو تموين أو تدريب منظمة مثل القاعدة التي بدأ قادتها بمحاربة السوفييت في أفغانستان. ولكن في هذه المرة لم تختف هذه المنظمة، وبدأت بالانقلاب على من كان يرعاها تماما مثلما فعل (فيديل كاسترو) والذي انقلب ضد أمريكا. وأحد أهم أسباب قيام الكثير بدعم منظمات تشترك معها العداء لجهة معينة هو أن هذه المنظمات ومن ينضم إليها يعرف الأرض أكثر ويمكن التضحية بهم في أي وقت لأنهم لا يمثلون جهة رسمية. وكذلك يستخدم الكثير من الدول هذه المنظمات سواء داعش وغيرها في عمليات إزعاج وخلخلة الأمن ضد دولة ما في وقت هذه الدول لا تخاطر بأبنائها أو مقدراتها، وتقوم بمدها بالمال والعتاد، وينخرط فيها شباب لا يعرفون معنى اللعبة السياسية، ولا يعرفون انهم ينفذون أجندات خارجية. كاتب ومحلل سياسي