انتهك المتمردون الحوثيون الهدنة المفترض أنها تسمح بنقل مساعدات انسانية الى آلاف الاشخاص المعوزين في اليمن، مرات عدة امس بعد بضع ساعات فقط من دخولها حيز التنفيذ، وبدا أنها ولدت ميتة لعدم وجود الإرادة لدى اطراف النزاع. وقد دعا مجلس الأمن الدولي الجمعة جميع اطراف النزاع الى احترام هذه الهدنة الانسانية التي اعلنتها المنظمة الاممية، والمفترض ان تستمر من الجمعة وحتى نهاية شهر رمضان، اي في 17 يوليو. وقالت قناة العربية التلفزيونية: إن التحالف العربي قال السبت: إنه لم يتلق أي طلب من الحكومة اليمنية الموجودة في الخارج بشأن وقف حملته أثناء هدنة. وقالت قناة العربية عبر شريط الأخبار السبت «قيادة التحالف: لم نتلق طلبًا من الحكومة اليمنية الشرعية حول هدنة في اليمن». وصباح السبت شهدت البلاد مجددًا معارك عنيفة وقصفًا مكثفًا من جانب المتمردين الحوثيين على المدن اليمنية مما دفع طائرات التحالف العربي بقصف مواقع المتمردين. واستهدفت طائرات التحالف العربي مواقع للمتمردين الحوثيين في مدينة تعز (وسط) حيث كانت مواجهات دائرة بين هؤلاء المتمردين المدعومين من ايران والمقاتلين الموالين للرئيس اليمني الشرعي عبدربه منصور هادي، على ما افاد شهود عيان. وقصف الحوثيون أيضًا أحياء عدة من تعز بحسب المصادر نفسها. واتهمت وكالة الانباء اليمنية الرسمية التي تسيطر عليها الحكومة في المنفى الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح بإرسال تعزيزات الى مدينة تعز قبل الهدنة. وفي جنوب البلاد ضرب التحالف مواقع للمتمردين في عدن وفي محافظة لحج المجاورة بحسب شهود. وتأتي هذه الغارات بعد أن قصف المتمردون أحياء عدة في عدن كما قال المتحدث باسم المقاتلين من انصار هادي، عبدالله الدياني. كما أفادت مصادر صحفية في محافظة البيضاء وسط اليمن صباح السبت بأن جماعة أنصار الله الحوثية نشرت مسلحيها بشكل غير مسبوق في مدينة رداع، التابعة لمحافظة البيضاء. وقالت المصادر: إن مسلحي الحوثي في شوارع مدينة رداع، واستحدثوا نقاط تفتيش في العديد من الأحياء السكنية. وبحسب المصادر فإن أسباب انتشار المسلحين الحوثيين في شوارع رداع لا يزال غير معروف إلا أنه جاء عقب حملة اعتقالات طالت العديد من الشباب والناشطين المناوئين لهم في مدينة رداع. وتشهد مدينة رداع مواجهات عنيفة بين مسلحي المقاومة الشعبية والحوثيين الذين فرضوا سيطرتهم على المدينة والعديد من المناطق الأخرى في 17 أكتوبر الماضي عقب مواجهات عنيفة مع مسلحي القبائل آنذاك. وقبيل بدء سريان الهدنة المعلنة أعلن زعيم المتمردين في اليمن عبدالملك الحوثي في بيان بثته قناة «المسيرة» التابعة له «بالنسبة للهدنة ليس لدينا أمل كبير بنجاحها». وانطلاقًا من معقلهم في صعدة في شمال البلاد تمكن الحوثيون من السيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر ثم نزلوا نحو الجنوب، وشنت في 26 مارس حملة الغارات الجوية بقيادة الرياض. المساعدات الإنسانية وكانت الدول ال15 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي دعت الجمعة المتحاربين إلى «تعليق عملياتهم العسكرية خلال الهدنة» و«التحلي بضبط النفس في حال اخترقت الهدنة حوادث معزولة وتجنب أي تصعيد». كما ناشدتهم «تسهيل وصول مساعدة إنسانية عاجلة إلى كافة أرجاء اليمن». وبحسب الأممالمتحدة فإن 80% من السكان -أي 21 مليون شخص- يحتاجون للمساعدة أو الحماية وأكثر من 10 ملايين شخص لا يجدون الطعام ومياه الشرب بسبب النزاع الذي أوقع أكثر من 3200 قتيل نصفهم من المدنيين منذ أواخر مارس. وبعد أسبوع من وضع البلاد في درجة الطوارئ الصحية الاقصى اعتبر المتحدث باسم الاممالمتحدة ستيفان دوجاريك ان «من الملح والعاجل ان تصل المساعدة الانسانية الى جميع الاشخاص المحتاجين طيلة مدة الهدنة». وقالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي عبير عطيفة لوكالة فرانس برس: إن هذه الهدنة هي «أملنا الأخير» مؤكدة رسو سفينتين محملتين بالمواد الغذائية والوقود قبالة عدن. ومع هذه الهدنة يأمل برنامج الاغذية العالمي وشركاؤه في مساعدة أكثر من 237 ألف شخص. وأضافت عطيفة إن البرنامج تمكن منذ أسبوع من تسليم تسعة آلاف طن من المواد الغذائية إلى مستودعه في اليمن والآن باتت الهدنة ضرورية للتمكن من توزيع هذه المساعدات و«الوصول إلى كافة مناطق اليمن». وكانت هدنة سابقة في منتصف مايو استمرت خمسة أيام لكن المعارك ما لبثت أن استؤنفت بقوة بعد ذلك. استهداف القاعدة في موازاة ذلك قتل عشرة اعضاء يشتبه بانتمائهم الى تنظيم القاعدة، بينهم ثلاثة قادة محليين، في غارتين لطائرات أمريكية من دون طيار في جنوب شرق اليمن بحسب مسؤول محلي. وبحسب المسؤول استهدفت الضربات سيارة وحاوية مليئة بالأسلحة مساء الجمعة في ميناء المكلا، كبرى مدن محافظة حضرموت التي يسيطر عليها تنظيم القاعدة منذ أوائل أبريل. وقد استفاد التنظيم من ضعف السلطة المركزية في اليمن ومن طبيعة البلاد الجغرافية والقبلية إضافة إلى الاحتجاجات ضد الرئيس السابق علي عبدالله صالح، لتوسيع انتشاره في البلاد.