في أول خرق للهدنة الإنسانية التي بدأت منتصف ليل جمعة إلى السبت، قامت ميليشيا الحوثي بقصف حي العريش في عدن وقريتي خوبر والقبة في الضالع والأحياء السكنية قي تعز بالدبابات والأسلحة الثقيلة، فيما قال مستشار مكتب وزير الدفاع السعودي أحمد عسيري: إن الهدنة المعلنة تفتقر للآلية، حيث إنها لا تلتزم بالشروط الأساسية لإقرارها، وقالت قيادة التحالف العربي الذي تقوده المملكة إنها لم تتلق أية مطالب أو اتفاقات بهدنة في اليمن من الحكومة الشرعية. وأعلن المركز الإعلامي للمقاومة الشعبية في محافظة تعز أمس السبت أن محصلة المواجهات التي دارت بين المقاومة ومليشيا الحوثي والمخلوع صالح في عدة أحياء بمدينة تعز وضاحية الضباب بلغت 46 قتيلاً من المليشيات و6 من المقاومة وجرح العشرات من الطرفين، وأكدت مصادر المقاومة أنها أفشلت مخططًا لمليشيا الحوثي وصالح لاقتحام مدينة تعز بهجوم مكثف بدأته فجر الجمعة من عدة اتجاهات، مصحوبًا بقصف مدفعي وصاروخي مكثف للأحياء والمساكن. من جهة أخرى، قال مسؤول السبت: إن 10 أعضاء يشتبه بانتمائهم الى تنظيم القاعدة، بينهم 3 قادة محليين، قتلوا في غارتين لطائرات امريكية من دون طيار في جنوب شرق اليمن. وبحسب المسؤول، استهدفت الضربات سيارة وحاوية مليئة بالاسلحة مساء الجمعة في ميناء المكلا، كبرى مدن محافظة حضرموت التي يسيطر عليها تنظيم القاعدة منذ اوائل ابريل. وبهذه الضربات، يرتفع عدد القتلى الذين يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة الى 23، قتلوا جميعًا في غارات مماثلة في اقل من 3 اسابيع، وكان تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب اعترف في منتصف يونيو بمقتل زعيمه في اليمن ناصر الوحيشي، الرجل الثاني في التنظيم، في غارة لطائرة امريكية من دون طيار. إلى ذلك، انتهكت الهدنة المفترض ان تسمح بنقل مساعدات انسانية الى آلاف الاشخاص المعوزين في اليمن، مرات عدة السبت بعد بضع ساعات فقط من دخولها حيز التنفيذ، ودعا مجلس الأمن الدولي الجمعة جميع أطراف النزاع الى احترام هذه الهدنة الانسانية المفترض ان تستمر من الجمعة عند الساعة 23,59 بالتوقيت المحلي (20,59 ت غ) حتى نهاية شهر رمضان، اي في 17 يوليو. لكن صباح السبت شهدت البلاد مجددًا معارك عنيفة وغارات جوية للتحالف العربي على مواقع المتمردين الحوثيين. واستهدفت طائرات التحالف العربي مواقع للمتمردين الحوثيين في مدينة تعز (وسط) حيث كانت المواجهات دائرة بين المتمردين المدعومين من إيران والمقاتلين الموالين للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، على ما أفاد شهود عيان، وقصف الحوثيون أيضًا أحياء عدة من تعز بحسب المصادر نفسها. وفي جنوب البلاد ضرب التحالف مواقع للمتمردين في عدن وفي محافظة لحج المجاورة بحسب شهود، وتأتي هذه الغارات بعد أن قصف المتمردون احياء عدة في عدن كما قال المتحدث باسم المقاتلين من انصار هادي، عبدالله الدياني. وقبيل بدء سريان الهدنة المعلنة، أعلن زعيم المتمردين في اليمن عبدالملك الحوثي في بيان بثته قناة «المسيرة» التابعة له «بالنسبة للهدنة ليس لدينا أمل كبير بنجاحها». وكانت الدول ال15 الاعضاء في مجلس الامن الدولي دعت الجمعة المتحاربين الى «تعليق عملياتهم العسكرية خلال الهدنة» و»التحلي بضبط النفس في حال اخترقت الهدنة حوادث معزولة وتجنب اي تصعيد»، كما ناشدتهم «تسهيل وصول مساعدة انسانية عاجلة الى كافة ارجاء اليمن»، وبحسب الأممالمتحدة فإن 80% من السكان -اي21 مليون شخص- يحتاجون للمساعدة او الحماية واكثر من 10 ملايين شخص لا يجدون الطعام ومياه الشرب بسبب النزاع الذي اوقع اكثر من 3200 قتيل نصفهم من المدنيين منذ اواخر مارس. وبعد أسبوع من وضع البلاد في درجة الطوارىء الصحية الأقصى اعتبر المتحدث باسم الأممالمتحدة ستيفان دوجاريك أن «من الملح والعاجل ان تصل المساعدة الانسانية الى جميع الاشخاص المحتاجين طيلة مدة الهدنة»، وقالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي عبير عطيفة لوكالة فرانس برس: إن هذه الهدنة هي أملنا الأخير مؤكدة رسو سفينتين محملتين بالمواد الغذائية والوقود قبالة عدن.