طوت ولاية كارولينا الجنوبية اليوم الجمعة وللمرة الأخيرة العلم الكونفدرالي على أرض مبنى البرلمان ، بعد حادث مقتل تسعة أمريكيين من أصل أفريقي الشهر الماضي على يد شاب أبيض ما أثار رد فعل عنيف ضد أحد رموز القرن التاسع عشر الميلادي ، وسار طابور حرس الشرف متعدد الأعراق من شرطة الولاية نحو صاري العلم وسط العشب أمام الدرج المؤدي الى مبنى البرلمان ذو الأعمدة اليونانية في كولومبيا عاصمة كارولينا الجنوبية ، ثم بدأ ضابط قوي البنية يحرك المقبض لإنزال العلم، وسط هتافات صاخبة من آلاف المتفرجين. وبدلا من طي العلم على شكل مثلث، حسبما اقتضت العادة في طي الأعلام، طوى الضباط القماش على شكل مستطيل ، ووقعت نيكي هالي حاكمة الولاية مشروع القانون امس الخميس لإنزال العلم، والذي ظل مرفوعا طيلة 54 عاما على مبنى برلمان كارولينا الجنوبية إعلاءً لحركة الحقوق المدنية للقضاء على سياسة الفصل العنصري. وشاهدت هالي التي ارتدت ثوبا ابيض اللون بياقة سوداء الحفل من أعلى درج البرلمان مع فريق من كبار المسؤولين بالولاية ، وتعد هالي وهي ابنة لمهاجرين من طائفة السيخ الهندية، هي أول امرأة وأول حاكم غير أبيض لولاية كارولينا الجنوبية، وأول امرأة من أصل غير أوروبي تتولى الحكم في واحدة من الولايات الكونفدرالية السابقة. وأثارت المذبحة التي وقعت في 17 يونيو وراح ضحيتها تسعة أمريكيين من أصل أفريقي في كنيسة في مدينة تشارلستون في كارولينا الجنوبية نقاشا على المستوى القومي بعد أن ظهر مطلق النار الأبيض ديلان روف / 21 عاما/ المشتبه بانه منفذ الجريمة، في صور على الانترنت وهو يرفع العلم الكونفدرالي الذي كانت الولايات الجنوبية ترفعه في حربها للدفاع عن العبودية والتي حاولت الانفصال في الحرب الأهلية الامريكية فيما بين عامي 1865-1861 . وفي غضون أيام قليلة دعت هالي التي تنتمى الى الحزب الجمهوري إلى إزالة العلم ، ويمثل العلم الذي يرفرف منذ 150 عاما رمزا للعزة الوطنية بالنسبة لبعض البيض فى الجنوب الامريكي، بينما ينظر اليه السود واخرون اليه على انه رمزللعنصرية.