قالت مصادر أردنية إن الجيش أرسل تعزيزات عسكرية كبيرة على حدوده الشرقية والشمالية مع العراقوسوريا؛ استعدادا للتعاطي مع أي طارئ، خاصة بعد حديث عن مخطط إرهابي لتنظيم إيراني في المدن الأردنية، وأظهرت صور انتشار دبابات وأسلحة وآليات ثقيلة ومتطورة بغية تعزيز منظومة أمن الحدود وزيادة قدراتها العسكرية، وتبنى مجلس النواب الأمريكي مشروع قرار بتسليح عمّان التي تشارك في الحملة ضد تنظيم داعش. وكان رئيس اركان الجيش الاردني ومستشار الملك للشؤون العسكرية مشعل الزبن زار الحدود مع سوريا للاطلاع على آخر الاستعدادات لحماية الحدود والتعامل مع أي طارئ. قلق أردني ويقول تقرير ل"الأناضول" إن الأردنيين في المدن الشمالية المحاذية للحدود السورية يعيشون حالة قلق؛ جراء استمرار سقوط القذائف الطائشة على أراضيهم من الجانب السوري، وقد زادت حدة القلق عقب مقتل شاب في مقتبل العمر، نهاية الشهر الماضي، في الرمثا، بسقوط واحدة من هذه القذائف على مقربة من مكانه، وسط المدينة. ورغم تعايش الأهالي هناك مع ضجيج الانفجارات وأصوات القصف المستمر، الذي غالبا ما يقع في مدينة درعا السورية، إلا أن القذائف الطائشة التي تتراشقها قوات النظام السوري مع المعارضة المسلحة أصبحت تشكل "كابوساً" يقض مضاجع الأردنيين هناك، خشية أن تنال قذيفة "عمياء" من عزيز عليهم. ووصف محمد قرباع -ثلاثيني من سكان مدينة الرمثا- القذائف الطائشة ب"العمياء"؛ كونها لا تفرق بين صغير أو كبير، مؤكدًا أن منازلهم تصدعت نتيجة الاهتزازات التي تسببها التفجيرات في الجانب السوري، فضلا عن حالة الرعب عند النساء والأطفال. بدوره رجح منصور أبو هاجم -خمسيني من سكان قرى الرمثا- أن يكون مصدر تلك القذائف هو النظام السوري، من دون أن يقدم دليلاً ملموسًا على ذلك. وقال: "نحن في حالة حرب، ونعاني من قلق فظيع، ومعرضون في أي لحظة لخطر سقوط القذائف، كما أننا نشاهد انفجارات القذائف على الجانب السوري بأعيننا، ونسمع دويها". من جانبه، أبدى الشاب عبد الله الأحمد -عشريني من قرية الشجرة- تعاطفه مع جيرانه في القرى القريبة جدًا من الحدود، موضحاً أنه ورغم بعد قريته النسبي عن الحدود، إلا أنهم يشعرون باهتزاز تسببه الانفجارات. ويبلغ طول حدود الأردن مع جارته الشمالية نحو 375 كلم، يتخللها عشرات المنافذ غير الشرعية، التي كانت وما زالت معابر للاجئين السوريين، حين يقصدون أراضيه نتيجة الحرب المستعرة التي تشهدها بلادهم. يذكر أن الأردن بدأ الاثنين الماضي بمحاكمة عراقي يحمل الجنسية النرويجية ويعمل لحساب تنظيم يتبع الحرس الثوري الإيراني للاشتباه في أنه خطط لتنفيذ أعمال "إرهابية" في الأردن. وقالت السلطات الأردنية إن المشتبه فيه خالد كاظم الربيعي اعتقل في الثالث من أبريل الماضي بعد ضبط 45 كيلوغراما من المتفجرات كان يخزنها في قرية "ثغرة عصفور" بمحافظة جرش شمالي المملكة. سلاح أمريكي وفي السياق، تبنى مجلس النواب الامريكي الثلاثاء نصا يعزز العلاقات العسكرية مع الأردن بما يشمل تسهيل بيع السلاح لهذا البلد في مواجهة تنامي خطر الجهاديين، وهو امتياز محصور بحلفاء نادرين لواشنطن مثل دول الحلف الاطلسي واسرائيل. والأردن عنصر مركزي في التحالف العسكري ضد داعش لا سيما وانه يقع على الحدود مع سورياوالعراق، البلدين اللذين يسيطر الجهاديون على مساحات شاسعة من أراضيهما. وتبنى النواب الامريكيون سريعا اقتراح القانون عبر تصويت شفوي، على ان يصوت عليه لاحقا مجلس الشيوخ. ويهيمن الجمهوريون على المجلسين. وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية ايد رويس إن "الأردن هو في الصفوف الامامية في المعركة ضد تنظيم داعش وفي ازمة اللاجئين في سوريا حيث نزح ملايين الاشخاص". وأضاف "بالنظر الى ان الاردن حليف اساسي وقديم للسلام والاستقرار في المنطقة، فمن المهم ان تدعمه الولاياتالمتحدة حين يواجه تلك التحديات الامنية". ومن جهته اعتبر المتحدث باسم مجلس النواب جون باينر -الذي زار الاردن في مارس الماضي- أن من شأن نص القانون ان "يعزز علاقاتنا بالملك عبدالله، الصديق الجيد والحليف الوثيق لنا في المنطقة". بدورها، قالت النائبة الجمهورية ايليانا روس ليتنن "نوجه رسالة مفادها اننا متضامنون مع حلفائنا واننا سنقوم بكل ما هو ضروري للتغلب على الارهاب والتطرف الراديكالي". ويضيف النص الأردن لثلاثة أعوام الى قائمة الدول التي تستفيد من آلية مبسطة لتوقيع عقود لتصدير السلاح الامريكي. وتشمل القائمة حاليا دول الحلف الاطلسي بالاضافة الى اسرائيل واليابان واستراليا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية. ماكين ينتقد وفي سياق قريب، انتقد السيناتور الامريكي الجمهوري جون ماكين الاستراتيجية العسكرية التي تتبعها الادارة الامريكية لمكافحة تنظيم داعش، معتبرا انها "تخسر" الحرب ضد المتشددين ومنتقدا وتيرة تدريب مقاتلي المعارضة السورية. وجاء كلام ماكين المرشح الجمهوري للرئاسة في انتخابات 2008 اثناء جلسة استجواب لوزير الدفاع اشتون كارتر ورئيس هيئة اركان القوات الامريكية الجنرال مارتن دمبسي امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ حول مواضيع تتراوح من اوكرانيا الى الشرق الاوسط. وقال ماكين "ليس هناك أية اسباب تدعو الى الاعتقاد ان ما نفعله سيكون كافيا لتحقيق الهدف الذي لطالما اعلنه الرئيس، وهو اضعاف تنظيم داعش وصولا الى القضاء عليه سواء على المدى القريب او على المدى البعيد". وقال "إن وسائلنا والمستوى الحالي لجهودنا لا يتناسبان مع اهدافنا وهذا يوحي باننا لسنا بصدد الانتصار، وحين لا تكون بصدد الانتصار في الحرب، فهذا يعني انك تخسر". وادلى ماكين العضو في لجنة القوات المسلحة بهذه التصريحات تعليقا على اقرار وزير الدفاع بأن تدريب واشنطن لمقاتلي المعارضة السورية المعتدلة للتصدي لتنظيم داعش انطلق ببطء شديد. وقال كارتر إنه يجري تدريب ستين مقاتلا من المعارضة اعتبارا من الاسبوع الماضي. وجرت جلسة الاستجواب غداة اعلان الرئيس باراك اوباما الاثنين في البنتاغون أن التحالف الدولي بقيادة واشنطن "يكثف" حملته للتصدي لتنظيم داعش في سوريا، محذرا أن المعركة ستستغرق وقتا. لكن ماكين استبعد ان تحقق هذه الاستراتيجية نجاحا، واصفا التصريحات حول تحقيق انتصارات بانها من باب الاوهام. وقال "حين يتعلق الامر بتنظيم داعش، فإن تعليقات الرئيس اوباما تكشف عن مستوى التوهم المقلق الذي يطبع تفكير الادارة". وكان اوباما اعلن عن تنفيذ اكثر من خمسة آلاف غارة على مواقع للتنظيم، مؤكدا تصفية "مئات المقاتلين بينهم قادة كبار في تنظيم داعش". وشنّ الائتلاف في الايام الاخيرة سلسلة غارات مكثفة على مواقع للجهاديين ولا سيما غارات غير مسبوقة على الرقة، معقل التنظيم في شمال سوريا، ملحقا أضرارا بالبنى التحتية التي يستخدمها مقاتلوه.