عقد القادة العسكريون في الائتلاف الدولي اجتماعاً في واشنطن أمس بينما لم تنجح الغارات الجوية على مواقع تنظيم «داعش» في العراقوسوريا من وقف تقدم الجهاديين، خصوصاً في عين العرب (كوباني)، حيث يحتل مبنى في وسط المدينة. ويشارك الرئيس الأمريكي باراك أوباما في اجتماع القادة العسكريين، وذلك للمرة الأولى منذ بدء حملة غارات الائتلاف، الذي يضم 22 دولة على مواقع التنظيم المتطرف. ورغم الغارات شبه اليومية، التي تشنها مقاتلات أمريكية ولدول حليفة وصل الجهاديون للمرة الأولى الإثنين إلى وسط عين العرب بشمال سوريا. وقالت فايزة عبدي عضو مجلس بلدية عين العرب، التي لجأت إلى تركيا إن تنظيم داعش «بات يطوق المدينة من ثلاث جهات». وصباح أمس شهدت الأحياء الشمالية المؤدية إلى مركز مرشد بينار الحدودي التركي معارك ضارية. وشن الائتلاف غارة جوية جديدة على المنطقة، كما أشار شهود إلى عدة غارات جوية ليلية. وفي العراق، سجل المتشددون تقدماً، خصوصاً في محافظة الأنبار، حيث لا يزال الجيش العراقي يمنى بالانتكاسات أمام التنظيم الذي يسيطر على مناطق واسعة من المحافظة منذ مطلع العام. وفي المحافظة الواقعة غرب العراق على الحدود مع سوريا والأردن والسعودية، كان آخر انسحاب للجيش العراقي الأحد مع فرار 300 من جنوده من مركز لهم قرب مدينة هيت. وأعلن مسؤول من الشرطة المحلية أن قضاء هيت، الذي كان أحد المعاقل الأخيرة للحكومة في المحافظة بات «تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية 100%». واعتبر نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار فالح العيساوي «يمكننا القول إن الأنبار باتت خاضعة بنسبة 85% تحت سيطرة تنظيم داعش، الذي يضيق الخناق على الرمادي كبرى مدن المحافظة. وحذر العيساوي من أنه إذا استمر الوضع على هذا النحو دون تدخل بري لقوات أجنبية في الأيام العشرة المقبلة فإن المعركة المقبلة ستكون على أبواب بغداد». من جهته، شدد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس على الضرورة القصوى «لأن تفتح تركيا حدودها» مع سوريا للسماح بمساعدة المقاتلين الأكراد في الدفاع عن مدينة كوباني السورية الحدودية أمام تقدم تنظيم الدولة الإسلامية. وصرح هولاند بأنه من «الضرورة القصوى أن تفتح تركيا حدودها» للسماح بمساعدة المدافعين عن كوباني، وهم «أكراد سوريون». كما وجه «نداءً» إلى غير المشاركين في الائتلاف الدولي، كي توفر «جميع الدول المعنية» للذين يقاتلون تقدم الجهاديين «الدعم الذي ينتظرونه منا، أي ببساطة وسائل الدفاع عن النفس بوجه الإرهاب». وتابع «حالياً هناك شهيدة، هي مدينة كوباني التي قد تسقط في أي لحظة بين أيدي الإرهابيين». وأضاف «كلنا متضامنون مع الذين يقاتلون الإرهاب. أفكر بما يجري اليوم في كوباني، المدينة الشهيدة، المدينة الرمز. إن قررنا التدخل كما قررنا بالنسبة لفرنسا في العراق، فعلينا أن نوفر للمعارضة السورية المعتدلة، تلك التي نعترف بها وحدها كمعارضة شرعية في سوريا، كل المساعدة اللازمة».