أكد الملحق الثقافي بسفارة خادم الحرمين الشريفين بالولاياتالمتحدةالأمريكية الدكتور محمد العيسى، أن حالات المشاكل الأمنية التي سُجلت ضد الطلاب والطالبات المبتعثين في أمريكا لم تتجاوز 1٪، ولم ُيسجل فيها أي حالات تدعو إلى الجهاد أو التطرّف الديني، وأن شهادة الأمريكان تقول إن السعوديين أفضل الجنسيات التي تحترم أنظمة وقوانين الولاياتالمتحدةالأمريكية، وذكر أن معظم الحالات الأمنية المسجلة ضد بعض المبتعثين تتعلق بمخالفات غير مقصودة في أنظمة الإقامة، أو في حالات الخلافات الزوجية. جاء ذلك خلال اللقاء الثقافي الذي أقيم نهاية الاسبوع الماضي، بمقر جمعية الثقافة والفنون بجدة، ونظمه مركز الملك سلمان للشباب، بحضور مجموعة كبيرة من المثقفين والإعلاميين ودبلوماسيين وأساتذة الجامعات والطلاب، وأدار اللقاء الزميل الإعلامي صالح الثبيتي. وأوضح رئيس العلاقات العامة والإعلام ومشرف المنتدى الثقافي بجمعية الثقافة والفنون بجدة الإعلامي سهيل طاشكندي، أن اللقاء كان بعنوان "سر النجاح في أمريكا.. تمكين الشباب" وبدأ بعرض فيلم توضيحي أنتجه مركز الملك سلمان للشباب عن الملحقية الثقافية السعودية بأمريكا، والدور الذي تقدمه للمبتعثين والمبتعثات السعوديين في أمريكا والبالغ عددهم أكثر من 120 ألف طالب وطالبة. وكشف الدكتور العيسى أن لدى الملحقية الثقافية السعودية في أمريكا، 375 اتفاقية، و400 طبيب وطبيبة هذا العام، وأن لديهم نظاما يضمن للمملكة عودة أبنائها المبتعثين والمبتعاث في مجال الطب إلى أرض الوطن، والاستفادة منهم وعدم استقطابهم من جهات خارجية. وقال: ارتفع عدد المبتعثين والمبتعثات ووصل إلى 122,500 طالب وطالبة في الولاياتالمتحدة، ولا شك أن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث هو برنامج عبقري، وقال: لقد انتقلنا إلى مبنى خاص بنا في عام 2014م وهذا المبنى أصبح من أملاك وزارة التعليم ويضم قاعة الملك عبدالله الثقافية التي أنشئت عام 2013م ويزورها طلاب المدارس في الولاياتالمتحدةالأمريكية، مشيرًا إلى أنهم أغلقوا عددا من البرامج التي شهدت تكدسا للطلبة، ورفعوا المكافآت للطلاب الذين يدرسون في الجامعات المتميزة، وأنهم يمنعون تكدس الطلاب في ولاية واحدة، منوّهًا بأن لديهم برنامجا للمتميزين ومن لديهم براءة اختراع، وأنهم قسّموا الولاياتالمتحدة إلى أقاليم ليسهل عليهم متابعة الطلاب والطالبات، ولديهم قسم للطوارئ يعمل على مدار 24 ساعة، وأنهم يقيمون حفل تخرج منذ عام 2008م، ومن خلال هذا الحفل تم توظيف عدد من المبتعثين والمبتعثات. وأضاف: نحن نتواصل مع الطلاب من خلال جميع وسائل التواصل الاجتماعي ولدينا مكتب محاماة لتسجيل براءة الاختراع وهذا البرنامج تدعمه وزارة التعليم، كما أن لدينا 327 ناديًا موزعة على 237 مدينة في نحو 48 ولاية أمريكية. وقال: من مزايا الابتعاث دمج أبناء الوطن، فلقد وجدت طالبا من شمال المملكة يسكن مع طالب آخر من جازان، وشهدنا عددا من حالات الزواج بين المبتعثين ومنها أن الزوج من منطقة والزوجة من منطقة أخرى بالمملكة. وشهد اللقاء حوارا مفتوحا بين الحضور والدكتور العيسى الذي أجاب عن جميع الأسئلة والاستفسارات التي وُجهت له بكل شفافية ووضوح، فأكد أن جميع المبتعثين والمبتعثات يعودون إلى وطنهم فور انتهاء مدة دراستهم، ومن يبقى في أمريكا فذلك عائد لظروفه الخاصة، وقد كنا قلقين على بعض الأطباء من استقطابهم للعمل في أمريكا، ولذلك حرصنا على أن تكون تأشيراتهم لا تسمح لهم بالبقاء في أمريكا، فالأطباء من أكثر الحالات التي يمكن استقطابهم للعمل في أمريكا، وخاصة الأطباء المميزين، ونحن نحرص على عودتهم للمملكة لتستفيد منهم بلادنا. وردًا على مداخلة من مدير جمعية الثقافة والفنون بجدة عمر الجاسر الذي وجّه فيها أمنية العديد من الفنانين والفنانات السعوديين بالدراسة الفنية المتخصّصة في أمريكا، قال الدكتور محمد العيسى: لا شك أن الفن رسالة، ونحن نحرص على دعم جميع الفنانين والفنانات، وأنا أوجّه لهم تحية بهذه المناسبة، وأود أن أشير إلى وجود كثير من اللوحات الفنية لفنانين وفنانات سعوديين نزيّن بها مبنى الملحقية الثقافية بأمريكا، كما يوجد عدد كبير من المبتعثين والمبتعثات يدرسون الفن في الجامعات الأمريكية، ونحن بدورنا نعرّف الأمريكان بالفن السعودي ونهديهم كتاب "الفن في السعودية" والذي لمست من خلاله انبهار الكثير من الأمريكان بما يشاهدونه في هذا الكتاب من أعمال فنية سعودية. وفي مداخلة أخرى، طالب الفنان السعودي المصور الفوتوغرافي المعروف خالد خضر بإيجاد مذكرة تفاهم بين الملحقية الثقافية السعودية بأمريكا مع جمعية الثقافة والفنون بجدة، تتولى من خلالها الجمعية اختيار نخبة من الفنانين والفنانات السعوديين ليشاركوا بأعمالهم الفنية في معارض بأمريكا، وقد وعد الدكتور العيسى بأن يتم ذلك خلال المرحلة المقبلة، وبحيث تتولى الجمعية الترتيب لهذا الموضوع.