أكد الملحق الثقافي بسفارة خادم الحرمين الشريفين بالولاياتالمتحدةالأمريكية، "الدكتور محمد العيسى"؛ أن حالات المشاكل الأمنية التي سُجلت ضد الطلاب والطالبات المبتعثين في أمريكا لم تتجاوز "1%" من عدد الطلاب والطالبات، ولم تتضمن في أي منها الدعوة إلى الجهاد أو التطرّف الديني. وذكر "العيسى" أن شهادة الأمريكيين تقول: إن السعوديين أفضل الجنسيات التي تحترم أنظمة وقوانين الولاياتالمتحدةالأمريكية، موضحاً أن معظم الحالات الأمنية المسجلة ضد بعض المبتعثين تتعلق بمخالفات غير مقصودة في أنظمة الإقامة، أو في حالات الخلافات الزوجية، مثل ضرب الزوج لزوجته، أو العكس، وبالفعل سُجلت حالات ضرب زوجات لأزواجهن.
جاء ذلك خلال اللقاء الثقافي الذي أقيم مساء يوم أمس الأربعاء، بمقر جمعية الثقافة والفنون بجدة، ونظمه مركز الملك سلمان للشباب، بحضور مجموعة كبيرة من المثقفين والإعلاميين والدبلوماسيين وأساتذة الجامعات والطلاب؛ حيث أدار اللقاء الزميل الإعلامي "صالح الثبيتي".
وقال رئيس العلاقات العامة والإعلام ومشرف المنتدى الثقافي بجمعية الثقافة والفنون بجدة الإعلامي "سهيل طاشكندي": إن اللقاء كان بعنوان: "سر النجاح في أمريكا.. تمكين الشباب"، وبدأ بعرض فيلم توضيحي أنتجه مركز الملك سلمان للشباب عن الملحقية الثقافية السعودية بأمريكا والدور الذي تقدمه للمبتعثين والمبتعثات السعوديين في أمريكا والبالغ عددهم أكثر من "120" ألف طالب وطالبة.
وأضاف أنه وبعد هذا الفيلم؛ قدم أطفال جمعية الثقافة والفنون بجدة نشيداً ترحيبياً، ثم ألقى مدير الجمعية "عمر الجاسر" كلمة شكر فيها مركز الملك سلمان على اختيارهم للجمعية لإقامة هذا اللقاء الثقافي المميز، مرحباً بضيف اللقاء "الدكتور محمد العيسى".
وأردف "طاشكندي": "في بداية هذا اللقاء مع الملحق الثقافي بسفارة خادم الحرمين الشريفين بالولاياتالمتحدةالأمريكية؛ قدم "الدكتور محمد العيسى" نبذة مختصرة عن سيرته ومسيرته، أشار فيها إلى أنه من مواليد مدينة جدة بحي السبيل، ودرس في جدة ومكة، وأكمل دراساته العليا في أمريكا، وأنه يشجع نادي الوحدة الرياضي، وهو أب لخمسة أبناء وبنات، أكبرهم "سعود" وهو طبيب يعمل بالرياض".
وكشف "الدكتور العيسى" أن لدى الملحقية الثقافية السعودية في أمريكا، 375 اتفاقية، و400 طبيب وطبيبة هذا العام، وأن لديهم نظاماً يضمن للمملكة عودة أبنائها المبتعثين والمبتعثات في مجال الطب إلى أرض الوطن، والاستفادة منهم وعدم استقطابهم من جهات خارجية.
وقال: "ارتفع عدد المبتعثين والمبتعثات ووصل إلى "122500" طالب وطالبة في الولاياتالمتحدة، ولا شك أن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث هو برنامج عبقري، ولقد انتقلنا إلى مبنى خاص بنا في عام 2014م، وهذا المبنى أصبح من أملاك وزارة التعليم ويضم قاعة الملك عبدالله الثقافية التي أنشئت عام 2013م ويزورها طلاب المدارس في الولاياتالمتحدةالأمريكية".
وأشار إلى أنهم أغلقوا عدداً من البرامج التي تكدس فيها العدد، ورفعوا المكافآت للطلاب الذين يدرسون في الجامعات المتميزة، وأنهم يمنعون تكدس الطلاب في ولاية واحدة، منوهاً بأن لديهم برنامجاً للمتميزين ومن لديهم براءة اختراع، وأنهم قسّموا الولاياتالمتحدة إلى أقاليم ليسهل عليهم متابعة الطلاب والطالبات، ولديهم قسم للطوارئ يعمل على مدار 24 ساعة، وأنهم يقيمون حفل تخرج منذ عام 2008م، ومن خلال هذا الحفل تم توظيف عدد من المبتعثين والمبتعثات.
وأضاف: "نحن نتواصل مع الطلاب من خلال جميع وسائل التواصل الاجتماعي، ولدينا مكتب محاماة لتسجيل براءة الاختراع، وهذا البرنامج تدعمه وزارة التعليم، كما أن لدينا 327 نادياً موزعة على 237 مدينة في نحو 48 ولاية أمريكية".
وأردف: "من مزايا الابتعاث دمج أبناء الوطن، فلقد وجدت طالباً من شمال المملكة يسكن مع طالب آخر من جازان، وشهدنا عدداً من حالات الزواج بين المبتعثين؛ ومنها أن الزوج من منطقة والزوجة من منطقة أخرى بالمملكة".
ودعا "العيسى" إلى تعزيز الأعمال التطوعية، قائلاً: "المشاركة في الأعمال التطوعية هو الطريق إلى النجاح، ولدينا عدد من المنظمات التطوعية والاجتماعية التي تنقل الصورة الحقيقية والصحيحة عن الشخص السعودي المسلم، وأنا أطالب المبتعثين والمبتعثات بتطبيق الأنظمة والقوانين عند عودتهم من برامج الابتعاث، ونشر ثقافة احترام الأنظمة والقوانين بين أفراد المجتمع".
هذا وقد شهد اللقاء حواراً مفتوحاً بين "الدكتور العيسى" والحضور؛ حيث أجاب من خلاله على جميع الأسئلة والاستفسارات التي وُجهت له بكل شفافية ووضوح، مؤكداً أن جميع المبتعثين والمبتعثات يعودون إلى وطنهم فور انتهاء مدة دراستهم، ومن يبقى في أمريكا فذلك عائد لظروفه الخاصة.
وقال: "لقد كنا قلقين على بعض الأطباء من استقطابهم للعمل في أمريكا، وحرصنا على أن تكون تأشيراتهم لا تسمح لهم بالبقاء في أمريكا، فالأطباء من أكثر الحالات التي يمكن استقطابها للعمل في أمريكا، وخاصة الأطباء المميزين، ونحن نحرص على عودتهم للمملكة لتستفيد منهم بلادنا".
ورداً على سؤال حول مدى إمكانية زيادة مكافآت الطلاب والطالبات، قال: "أنا ممكن أساعدكم في أي شيء ما عدا موضوع المكافآت، فهذا ليس مجالي ولا علاقة لي به".
ورداً على سؤال آخر حول موضوع "الحضانة"، أكد "الدكتور محمد العيسى" أن هذا الموضوع تم تجهيزه والرفع به للجهات المختصة، وأشار إلى زيارة قام بها مؤخراً وفد من مجلس الشورى السعودي للملحقية بأمريكا، وأكد الوفد أن موضوع "الحضانة" بالفعل تمت مناقشته في المجلس، وتم بعد ذلك رفعه للمقام السامي لاتخاذ اللازم.
وكشف الدكتور "العيسى" أنهم لم يسجلوا أي حالة تنصّرت أو خرجت من الملة، قائلاً: "الطالب والطالبة السعوديان لا يتنصّران، ولا يأكلان لحم الخنزير، ولا ينسيان وطنهما، ولا يتركان دينهما، ومن يدّعي غير ذلك فهذا غير صحيح، وقد شاهدت بنفسي بعض المبتعثين والمبتعثات يبكون إذا سمعوا السلام الوطني السعودي".
ورداً على مداخلة من مدير جمعية الثقافة والفنون بجدة "الأستاذ عمر الجاسر"؛ وجّه فيها أمنية العديد من الفنانين والفنانات السعوديين بالدراسة الفنية المتخصّصة في أمريكا، قال "الدكتور محمد العيسى": "لا شك أن الفن رسالة، ونحن نحرص على دعم جميع الفنانين والفنانات، وأنا أوجّه لهم تحية بهذه المناسبة، وأود أن أشير إلى وجود كثير من اللوحات الفنية لفنانين وفنانات سعوديين نزيّن بها مبنى الملحقية الثقافية بأمريكا، كما يوجد عدد كبير من المبتعثين والمبتعثات يدرسون الفن في الجامعات الأمريكية، ونحن بدورنا نعرّف الأمريكان بالفن السعودي ونهديهم كتاب "الفن في السعودية" الذي لمست من خلاله انبهار الكثير من الأمريكان بما يشاهدونه في هذا الكتاب من أعمال فنية سعودية".
وفي مداخلة أخرى؛ طالب المصور الفوتوغرافي "خالد خضر" بتوقيع مذكرة تفاهم بين الملحقية الثقافية السعودية بأمريكا مع جمعية الثقافة والفنون بجدة، بحيث تتولى من خلالها الجمعية اختيار نخبة من الفنانين والفنانات السعوديين ليشاركوا بأعمالهم الفنية في معارض بأمريكا، وقد وعد "الدكتور العيسى" بأن يتم ذلك خلال المرحلة المقبلة، وبحيث تتولى الجمعية الترتيب لهذا الموضوع.
وبيّن رئيس العلاقات العامة والإعلام ومشرف المنتدى الثقافي بجمعية الثقافة والفنون بجدة الإعلامي "سهيل طاشكندي"؛ أن "الدكتور محمد العيسى" اختتم هذا اللقاء الثقافي بالتأكيد على أنه محظوظ بوجوده بين أبنائه المبتعثين والمبتعثات؛ حيث يجد منهم كل حب وتقدير، مؤكدًا أن تجربة الابتعاث تجربة جميلة وثرية ستعود بالنفع على الوطن.
وفي ختام اللقاء، قدم مدير جمعية الثقافة والفنون بجدة "عمر الجاسر" شهادات شكر وتقدير من الجمعية "للدكتور محمد العيسى"، ولمركز الملك سلمان للشاب؛ تسلمها الأستاذان "هاني المقبل" و"سهيل الرزين"، وبعد ذلك التقطت الصور التذكارية بهذه المناسبة.