فيما شيّع المصريون أمس، الذين قضوا في هجمات ارهابية على كمائن عسكرية شمال سيناء، الأربعاء، ساد الهدوء الحذر مناطق الشيخ زويّد ورفح وحتى العريش، عقب أربعاء دامٍ، سقط فيه 30 قتيلاً ومصاباً من الجيش والشرطة، وأكثر من 100 من العناصر التكفيرية، كشفت معلومات أمنية، أن ضابطاً مفصولاً من الخدمة، هو العقل المدبر لاغتيال النائب العام الراحل المستشار هشام بركات. وشدد المتحدث العسكري، الذي نشر على صفحته الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، مجموعة ثالثة من الصور للقتلى من الإرهابيين، على أن سيناء في قبضة رجال القوات المسلحة، مطمئنا الشعب المصري بأن الأعمال الإرهابية مهما كانت، لا ترقى لمواجهة قدرات الجيش المصري، الذي يواجه "مجموعة من المرتزقة لن يتمكنوا من السيطرة على شبر واحد من أرض مصر". وفي رد مقتضب على ما تناولته وسائل الإعلام حول الأوضاع في سيناء، اكتفى بالقول "إن الشائعات المنتشرة أمر طبيعي في الحروب". وفي الوقت الذي سادت فيه مشاعر مختلطة، بين الحزن والارتياح للثأر، وصلت جثامين الضحايا على متن طائرة حربية، بعد ظهر الخميس، إلى مطار ألماظة العسكري، قبيل نقلها لمستشفى القبة، لتسليمها لذويها، بالتزامن مع حملات تمشيط تواصلت طيلة الليل، وحتى ساعات مبكرة من صباح أمس، لأحياء مدينة الشيخ زويّد ورفح والقرى المجاورة لهما. ووفق تصريحات للأمن المصري، فإن عناصر برية مدعومة بمروحيات عسكرية، ووحدات من قوات العمليات الخاصة، واصلت مداهمة البؤر الإرهابية، ونجحت في تصفية 23 إرهابيًا من تنظيم "بيت المقدس" الإرهابي، ممن شاركوا في الهجوم الإرهابي على الكمائن العسكرية بطريق قرية الجورة جنوب الشيخ زويد. بالسياق، أكد شهود عيان ومعلومات استخبارية، بشمال سيناء، مقتل قائد الجناح العسكري بتنظيم ما يسمي بيت المقدس الإرهابي كمال علام، في قصف جوّي، بينما تأكدت القوات المسلحة من مقتل باسل حسين محارب نجل شيخ التكفيريين بسيناء "المدعو أبو منير" والإرهابي أبو إسكندر أحد أكبر قيادات التنظيم، وتم تصوير جثتيهما. من جهة أخرى، كشفت معلومات أمنية مصرية، أن ضابطاً سابقاً ومفصولاً من الخدمة قبل سنوات، هو العقل المدبر لاغتيال النائب العام الراحل المستشار هشام بركات، الاثنين الماضي، وأن طريقة تنفيذ العملية تشبه محاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية السابق، في سبتمبر 2013. وأوضحت المعلومات، أن الضابط ويدعى هشام عشماوي، شارك في عدة عمليات إرهابية، سواء بالإشراف أو التخطيط أو المشاركة، ومنها محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق، ومذبحة كمين الفرافرة، يوليو 2014، ومذبحة العريش الثالثة، فبراير 2015، التي استهدفت الكتيبة 101.. ونشرت الجهات الأمنية صورة للضابط المفصول، داعية من يتعرف عليه للإبلاغ عنه.