أنا شاب أعمل في أمريكا متزوج ولديَّ بنت، مشكلتي هي أن زوجتي -للأسف -ربطتني بها علاقات مشبوهة قبل الزواج؛ مما جعل الحياة الزوجية صعبة، وكلما تذكرت الماضي شعرت بشعور غريب، وشعرت بقلة الثقة في زوجتي، ولم أعد أحبها وأرتاح أكثر عندما لا أكون بجانبها، ورغم أنها كثيرة التذمر والشكوى إلا أنها مطيعة في النهاية، أرغب في طلاقها ولكني أشفق على ابنتي وعليها أيضا؛ علما أن أهلي فقراء جدا، ثم أرجع وأقول إن ما بني على باطل فهو باطل، ولا بد أن أطلقها وأتزوج بغيرها تكون مرضية الدين والخلق.. أعينوني جزاكم الله خيراً.. الجواب بالنسبة لمسألة الطلاق، تفكيرك فيها بحد ذاته مشكلة، فكلما فكرت فيها أكثر تأصلت جذورها أعمق في بالك وبدأت تبحث عن مبررات لها، لكن هل هدفك أنت هو الطلاق بحد ذاته..!!! إن تَغيُر طباع زوجتك، بلا شك أمر طبيعي.. واعتيادي، إذ في مرحلة بدء العلاقة -أي علاقة بين رجل وامرأة- أو حتى بين صديقين من نفس الجنس، ستجد في البدايات كل شخص يظهر للآخر أحسن ما فيه.. يخفي كل عيوبه.. يظهر إيجابياته. هذه طبيعة بشرية تحدث دونما أي شعور من الشخص. ولاحظ نفسك أنت. تذكر بداية علاقتكما، وستجد أنك نفسك كنت مثالياً في بداية العلاقة.. قارن بين نفسك وبين تغيرك الآن.! وبالنسبة للصفات السلبية، كل منا لديه جانب سلبي وإيجابي، ولو لم يكن للشخص ذلك لكان أرفع من منزلة البشر العاديين.. وهذا ما لا يكون.. إدراكنا لهذه النقطة بحد ذاته شيء رائع، لكن ما الذي يجعلنا نحس أن هذا الشخص مليء بالأشياء السلبية..؟ ذاك هو تركيزنا الشديد على كل الأفعال السلبية التي يقوم بها وملاحظة فقط القليل من الأعمال الإيجابية التي يفعلها الشخص.. لذا حقاً أعجبتني حين قلت: (إلا أنها مطيعة).. فرائع نظرتك إلى الجانب الإيجابي، وإن كنت أتمنى حقاً أن تزيد منها.. إن مسألة الشكوك، لو ترك الشخص العادي -الذي تزوج زواجاً لم تسبقه أي علاقة- العنان لما يمكن أن يعترض ذهنه من شكوك.. لما وسعه أي شيء.. بل إن الشك أحيانا ينقلب إلى مرض متى سمح له الشخص بأن يحتل حياته ويملأها. إن الحب هو إكسير رائع. نحن من نكونه ونمزجه. نحن بأفكارنا وتخيلاتنا.. نحن من ننقص جرعته التي تصل إلى القلب، هو لا يختفي أو يقل.. نحن من نفعل به هذا.. فلا تلم الحب.. بل لم أفكارك التي جعلت الحب ينقص.. وحاول التخلص منها، وستجد الحب يعود أقوى مما كان. أخي الفاضل مما لاشك فيه أن تفكيرك ثم معاودتك التفكير في موضوع علاقتكما السابق هو ما جعلك تضع سيناريوهات لم تحصل ولن تحصل..! لا يعني أنكما قبل الزواج تعرفتما على بعضكما، وربما حصلت بينكما بعض الممارسات الخاطئة.. لا يعني هذا أن زوجتك بهذا الشكل الذي تتخيله، فهي لم تتعرف عليك.. لم تحدثك إلا لكونها أحبتك وارتاحت لك أنت من بين الجميع، لا يعني أن تعكس ما حدث قبل الزواج على حالك الآن.. وتتصور أن ما حدث قبل الزواج سيتكرر وسيحدث دائما..!!