زوج يسأل : أنا شاب أعمل في أمريكا متزوج ولديَّ بنت، مشكلتي هي أن زوجتي للأسف ربطتني بها علاقات مشبوهة قبل الزواج ؛ مما جعل الحياة الزوجية صعبة، وكلما تذكرت الماضي شعرت بشعور غريب، وشعرت بقلة الثقة في زوجتي، و لم أعد أحبها و أرتاح أكثر عندما لا أكون بجنبها، ورغم أنها كثيرة التذمر والشكوى إلا أنها مطيعة في النهاية، أرغب في طلاقها و لكني أشفق على ابنتي وعليها أيضا؛ علما أن أهلي فقراء جدا ، ثم أرجع وأقول إن ما بني على باطل فهو باطل، و لابد أن أطلقها و أتزوج بغيرها تكون مرضية الدين والخلق.. أعينوني جزاكم الله خيراً.. د. غازي بن عبدالعزيز الشمري جواب د. غازي بن عبدالعزيز الشمري أخي السائل ألخص لك ما أراه مناسباً في نقاط سريعة.. أولا.. بالنسبة لمسألة الطلاق، تفكيرك فيها بحد ذاته مشكلة ، فكلما فكرت فيها أكثر كلما تأصلت جذورها أعمق في بالك.. و بدأت تبحث عن مبررات لها، لكن هل هدفك أنت هو الطلاق بحد ذاته..!!! لا أعتقد.. هدفك أنت، إيجاد حياة رائعة، تعيش فيها مسروراً مع زوجة تسعدك و تسعدها.. فابدأ بنزع أفكار الطلاق من عقلك ، و فكر كيف تستطيع تكوين تلك الزوجة الرائعة التي تريدها.. ثانياً.. تَغيُر طباع زوجتك، بلا شك أمر طبيعي.. واعتيادي، إذ في مرحلة بدء العلاقة -أي علاقة بين رجل وامرأة- أو حتى بين صديقين من نفس الجنس ، ستجد في البدايات كل شخص يظهر للآخر أحسن ما فيه ، كأنه في دور مسرحي.. يخفي كل عيوبه.. يظهر إيجابياته.. بل و ربما ظهرت لك صفات لا يمتلكها أساساً.. هذه طبيعة بشرية تحدث دونما أي شعور من الشخص.. ولاحظ نفسك أنت.. تذكر بداية علاقتكما، و ستجد أنك نفسك كنت مثالياً في بداية العلاقة.. قارن بين نفسك و بين تغيرك الآن..! ثالثا:ً مسألة الشكوك، أخي العزيز.. لو ترك الشخص العادي -الذي تزوج زواجاً لم تسبقه أي علاقة- العنان لما يمكن أن يعترض ذهنه من شكوك.. لما وسعه أي شيء.. بل إن الشك أحيانا ينقلب إلى مرض متى سمح له الشخص بأن يحتل حياته ويملأها.. أخي العزيز مسألة الشكوك والأفكار ليست بسبب كونه زواجاً سبقته علاقة، بل بسبب سحابة قلق عنّت لك، فرحت تسهم في مداها، لتغطي سماء ذهنك، ولتبحث عما يشرعنها لك.... إنك تركت كل تصرف تقوم به ولو كان بريئاً يبحث له عقلك عن اتجاه ليحوله إليه.. فلو كنتما تسيران مثلا و رأيت منها التفاتة سريعة، نظرت أنت وإذا به رجل يسير.. على الفور لن تفكر أنها كانت تتطلع إلى واجهة الملابس التي تسيران بجوارها.. بل سيذهب خيالك إلى أنها إنما التفتت من أجل الرجل الذي يسير.. وهذا حقاً سيء و متعب .. أجبر نفسك أن تنتزع هذا منك ، و فور أن يبدأ عقلك تفكيره في هذا ، ابحث عن شيء يشغلك، تحدث إلى شخص، قم ببعض التمارين.. أي شيء.. فقط لا تسمح له أن يتملكك رابعا .. أخي الفاضل مما لاشك فيه أن تفكيرك ثم معاودتك التفكير في موضوع علاقتكما السابق هو ما جعلك تضع سيناريوهات لم تحصل و لن تحصل..! لا يعني أنكما قبل الزواج تعرفتما على بعضكما، وربما حصلت بينكما بعض الممارسات الخاطئة.. لا يعني هذا أن زوجتك بهذا الشكل الذي تتخيله، فهي لم تتعرف عليك.. لم تحدثك إلا لكونها أحبتك و ارتاحت لك أنت من بين الجميع، لا يعني أن تعكس ما حدث قبل الزواج على حالك الآن.. وتتصور أن ما حدث قبل الزواج سيتكرر و سيحدث دائما..!! بالعكس ، فهي الآن شعرت أن صلة تربطها بك أكثر من السابق.. فهي الآن ليست غريبة تمارس معك شيئا خاطئاً هي زوجتك أمام الجميع تفخر بهذا و تسعد.. أخيرا.. أخي العزيز من كلامك لاحظت شيئاً.. بدا لي كأنما أنت قد اتخذت قرار الانفصال وانتهيت..!!! لكنك تبحث عن شخص يقره و يبرره لك حتى لا تكون وحدك المقرر ، و لا يؤنبك داخلك على ما فعلته، بل إن حصل أي شيء ستقول لنفسك: لست أنا وحدي من اختار هذا بل فلان اختاره معي.. عزيزي إقدامك بهذه العقلية على حياتك، سيدمرها.. ويفسد كل أركانها.. سعادتك لن تكون بالانفصال، سعادتك ستكون بحياة رائعة.. و التي لن تنالها إن استمريت بهذا الشكل ..