قالت إحدى أبرز الصحف الإيرانية إن نظام "الجمهورية الإسلامية الإيرانية" سقط اخلاقيا، وعبر مسيح مهاجري مدير صحيفة "اطلاعات" الناطقة باللغة الفارسية في مقابلة مع وكالة أنباء "آنا" عن أسفه لأن "البعض" بات يحتكر كل شيء ويحذف مسؤولين كبار في النظام بتهمة معاداة ولاية الفقيه والانتماء إلى الليبرالية، وقتل 16 من الباسيج الإيراني في عملية لجيش العدل البلوشي، فيما شنت السلطات الأمنية الإيرانية حملة اعتقالات موسعة في مناطق مختلفة من أراضي الأحواز العربية المحتلة منذ بداية شهر رمضان هجوم جيش العدل وفي التفاصيل، تبنى الجناح العسكري لحركة المقاومة البلوشية (جيش العدل) عملية إطلاق على ثكنة عسكرية تابعة لقوات الباسيج الإيرانية في أراضي بلوشستان المحتلة من قبل إيران، وفي بيان للحركة والتي يتزعمها صلاح الدين فاروقي قال ان مجموعتين من جيش العدل يبلغ عددهما 40 مجاهداً قاموا بعملية نوعية ضد قوات الإحتلال الإيراني في منطقة سروان والتي تقع ضمن نطاق الأراضي البلوشية المحتلة من قبل إيران باستخدام قذائف (آر بي جي)، وبحسب البيان إن العملية استمرت 7 ساعات نتج عنها مقتل 16 فردا من قوات الباسيج الإيرانية وتأثر أحد المجاهدين بجروح متوسطة. تفاصيل العملية وكشف مصدر مطلع لليوم من جيش العدل البلوشي رفض نشر اسمه عن تفاصيل العملية بقوله: في تمام السادسة مساء بالتوقيت المحلي لبلوشستان قامت مجموعة قوامها 20 مجاهدا بإطلاق نار محدود على الثكنة العسكرية التابعة للباسيج الإيراني لإجباره على طلب الدعم والمساندة من مراكز قريبة تابعة له، وفور وصول رتل عسكري تدخلت فرقة المجاهدين الثانية والتي كانت تنتظر إشارة طلب التدخل. وتعليقا على هذه العملية وفي تصريح خاص ل«اليوم» قال المتحدث الإعلامي لوسائل الإعلام العربية لجمعية حقوق الإنسان البلوشية ملا مجيد البلوشي إن هذه العملية هي رد على الإجرام الفارسي والذي يمارس ضد البلوش السنة كل يوم، وأضاف المتحدث الإعلامي لحقوق الإنسان البلوشية إن البلوش متفقين على النظام الإيراني لا يردعه إلا الرد بالسلاح والقوة، وأن السياسة لم تعد مجدية مع الفرس. وفي حديثه ل«اليوم» بين ملا مجيد البلوشي أنه وعلى الرغم من الفارق الكبير بين إمكانيات القوات الإيرانية ومجاهدي جيش العدل من ناحية السلاح، إلى أن البلوش عملياتهم ضد الاحتلال الإيراني تكون موفقة دائما، وكشف أن هذه العمليات سوف تستمر حتى يتم طرد الاحتلال الفارسي. حملة اعتقالات الى ذلك، كشفت مصادر مطلعة من داخل دولة الأحواز العربية المحتلة أن السلطات الأمنية الإيرانية شنت حملة اعتقالات موسعة في مناطق مختلفة من أراضي الأحواز العربية المحتلة منذ بداية شهر رمضان. وأكد المصدر نفسه أنه تم اعتقال العشرات من ابناء الأحواز العربية المحتلة منذ بداية شهر رمضان. من جهتها، ذكرت وكالة "تستر" للأنباء على موقعها الرسمي أن السلطات الأمنية قامت بتعذيب المعتقلين في مقر الاستخبارات المركزية التابعة للسلطات الفارسية في الأحواز العربية المحتلة لانتزاع الاعترافات قسريا. وفي اتصال هاتفي مع "اليوم" قال الباحث في المركز البريطاني للدراسات ومسؤول الإعلام في المنظمة الأوروبية الأحوازية لحقوق الانسان أمجد طه إن قوات الأمن والمخابرات الإيرانية ومنذ بداية شهر رمضان المبارك اختطفت العشرات من عرب الأحواز العربية المحتلة، بينهم اطفال، ووصف ما تقوم به السلطات الأمنية التابعة للسلطات الفارسية ب«حملة قمعية متصاعدة»، وأن القائمين عليها يستنسخون التجربة الاسرائيلة في اعتقال الناس اثناء الصيام وفي هذا الشهر الفضيل. سقوط اخلاقي وفي سياق إيراني آخر، أكد مدير أحد أبرز الصحف الإيرانية أن نظام "الجمهورية الإسلامية الإيرانية" لم يتقدم في مجال الأخلاق، لا بل سقط في هذا المجال بالرغم من التطورات العلمية التي أحرزها على حد تعبيره. وعبر مسيح مهاجري مدير صحيفة "اطلاعات" الناطقة باللغة الفارسية في مقابلة مع وكالة أنباء "آنا" عن أسفه بهذا الخصوص مشيراً إلى أن "البعض" بات يحتكر كل شيء ويحذف مسؤولين كبار في النظام بتهمة معاداة ولاية الفقيه والانتماء إلى الليبرالية. واستطرد مهاجري قائلاً: "ليس من الشطارة أن نتهم كل يوم عدداً من الأشخاص وحذفهم. وأكد أن "الاخلاق" هي "ضالة" إيران اليوم، "فإذا استمررنا بإدارة البلاد على هذه الطريقة فأنا أعارض ذلك. ثم انتقد بشدة الهجوم الذي يتعرض له هاشمي رفسنجاني وحليفه ناطق نوري، مضيفاً ليس من الذكاء أن نبعد الأشخاص عن الساحة باسم "دفع الفتنة". يذكر أن التيار المحافظ يتهم رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، هاشمي رفسنجاني بدعم احتجاجات 2009 التي انطلقت ضد التزوير في الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها محمود أحمدي نجاد لدورة رئاسية ثانية ويصف المحافظون تلك الاحتجاجات ب"الفتنة". وأردف "مسيح مهاجري" قائلاً إن ثقافة المجتمع نظمت بطريقة باتت تدفع الناس نحو المهادنة والوصولية، في حين هذا يتعارض مع الحقوق الأساسية التي ينص عليها الدستور. وحول إلغاء حق الشعب في تقرير مصيره قال: "لو ألغي دور الشعب في تقرير مصيره، لكان علينا أن نبقي الشاه، فلماذا قمنا بالثورة؟ نحن ثرنا ليكون الدور للشعب وتكون السلطة والحكومة والنظام شعبية ويساهم الشعب في تقرير مصيره". يذكر أن بعض المقربين للمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي وأبرزهم آية الله مصباح يزدي يؤكدون أن القرار في نظام ولاية الفقيه المطلقة يحتكره الولي الفقيه أي المرشد الأعلى للنظام فقط وأن دور الشعب ثانوي. في المقابل يؤكد الاصلاحيون والمعتدلون على حق الشعب في تقرير مصيره إلا أن أصحاب النظرية الأولى لهم الكلمة العليا في نظام "الجمهورية الإسلامية الإيرانية".