استقال بلاتر من رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم رغم أنه أكثر المتفائلين بأن يستقيل أو يخسر في الانتخابات لم يكن ليتصور بأن يحدث هذا المشهد الدراماتيكي الذي تسارعت أحداثه ووتيرته في غضون ساعات قليلة. إلقاء القبض على مسؤولين كبار من الفيفا بتخطيط وتدبير أمريكي مسبق ومحكم. وهنا رد عنيف بل وتكذيب للذين كانوا يتفاخرون بل ويهددون حكوماتهم بعصا الفيفا. على اعتبار ان الفيفا يضرب بيد من حديد كل دولة تتدخل في شؤون اتحادها الكروي، واتضح أن هذه القصة كانت أكذوبة. صدقها من كذب بها. فرئيس الفيفا نفسه يخضع للتحقيقات. فما بالكم بأتباع الفيفا؟ وبالتالي أنصح الذين كانوا يتقوون بالفيفا. ويهددون بها حكوماتهم أن يعرفوا أن كذبتهم انكشفت ولم يعد هناك من يصدقها. وإذا كان من يصدقها ما زال متمسكًا بها فننصحه بأن يقتدي برئيس الفيفا مثل ما كان يتقوى به على العدالة العمانية. نعود للمشهد الدراماتيكي. طبعا عقدت انتخابات الفيفا وتوقع الكثيرون أن الأمير العربي الشاب ابن الحسين سيفوز برئاسة الفيفا باكتساح. على اعتبار ان المخابرات الامريكية (خلخلت) عظام بلاتر. ولكن شاهدنا الامير ينسحب بعد الأصوات التي حققها، وربما كان هذا الانسحاب يخفي وراءه بعضًا من أسرار (الصندوق الأسود). فاز بلاتر بالتزكية بعد انسحاب الامير العربي. وبعد ساعات أعلن بلاتر استقالته، وبدأت حسابات جديدة للمنافسين. هناك من حاول تلغيم ملف مونديال قطر 2022.. وللأسف أن هذه المرة لم تكن الانتقادات او محاولات التشويه فقط كما كانت تأتي من أوروبا وخاصة من الإنجليز. وإنما التشويه والتصفية للأسف الشديد هذه المرة عربية. استقال بلاتر فبدأت التحركات الجديدة للذين فقدوا دمهم بالكامل بفوز بلاتر. بدأت كل جهة تجهز قوافلها لترشيح منافسين جدد على أغلى كرسي كروي في العالم. فالأوروبيون عندهم مرشح. والآسيويون عندهم مرشح. والعرب طبعًا عندهم مرشح. وهكذا تفرق دم الفيفا بين القارات بعد بلاتر. وأصبح صديق الأمس عدو اليوم. أعود إلى بلاتر الذي كان (جبل ما يهزك ريح) ولم تنجح كل المحاولات خلال عقدين من الزمن لإزاحته واجتمعت عليه (الإنس والجن)، ولم يستطيعوا إقالته أو الفوز عليه في أي انتخابات حتى أصاب الفيفا الوهن من الداخل ليسقط بلاتر وهو واقف. نقلًا عن صحيفة عمان الآن