قال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني ناصر جودة: إن اللاجئين السوريين يمثلون حاليا 21% من إجمالي عدد سكان الأردن. فيما وصفت نجمة هوليوود انجلينا جولي أزمة اللاجئين العالمية المتصاعدة بأنها "انفجار لمعاناة إنسانية". وأضاف الوزير الأردني، في بيان نقلته وكالة الأنباء الأردنية (بترا) :" تحل ذكرى يوم اللاجئ العالمي تزامنا مع استضافة الأردن لما يقارب من مليون ونصف مليون لاجئ سوري، يشكلون ما نسبته حوالي 21% من عدد سكان الأردن". وقال: "نحن على أعتاب السنة الخامسة لاندلاع الأزمة المأساوية في سوريا، والأردن لا يزال يقوم بأداء واجبه الإنساني والأخوي تجاه الأشقاء السوريين الذين قصدوا الأردن طلبا للأمن والأمان، ويتقاسم أبناء الشعب الأردني مع هؤلاء الأشقاء موارد بلادنا المحدودة". وأشار جودة إلى أن "المملكة تقوم بأداء هذا الدور بالنيابة عن المجتمع الدولي المطالب بالنهوض بمسؤولياته لتقاسم أعباء أزمة اللجوء الضخمة" . وأضاف: "يستمر النازح واللاجئ الفلسطيني منذ ما يقارب 76 عاما بانتظار العودة إلى بلاده، في ظل إخفاق المجتمع الدولي في حل قضيته الإنسانية العادلة، ويستمر الأردن بتحمل أعباء استضافة ما يشكل 42 % من إجمالي عدد اللاجئين الفلسطينيين البالغ عددهم سبعة ملايين لاجئ". انفجار لمعاناة إنسانية في سياق متصل، وصفت نجمة هوليوود انجلينا جولي، السبت، أزمة اللاجئين العالمية المتصاعدة بانها "انفجار لمعاناة إنسانية" يرفض المجتمع الدولي مواجهة أسبابها. كانت جولي، وهي مبعوثة خاصة للأمم المتحدة للاجئين، تتحدث في مؤتمر صحفي في جنوب شرق تركيا الذي يستضيف لاجئين سوريين وعراقيين شردتهم الحرب، وذلك في اليوم العالمي للاجئين. وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في تقرير الأسبوع الماضي: إن أعداد اللاجئين أصبحت الآن أكثر من أي وقت مضى في التاريخ، وإن عدد المشردين في أنحاء العالم بلغ 59.5 مليون شخص. وقالت جولي: "ثمة انفجار للمعاناة البشرية والتشرد على مستوى لم يحدث من قبل" محذرة من أن السوريين والعراقيين باتوا يفقدون الملاذات الآمنة بعد أن وصلت الدول المجاورة إلى الحد الأقصى من قدرة استيعابها للاجئين. وقالت: "من الصعب الإشارة إلى نموذج واحد يظهر أننا -كمجتمع دولي- نتصدى بحزم للأسباب الأساسية لمشكلة تدفق اللاجئين." واجتمعت جولي ومفوض الأممالمتحدة السامي لشؤون اللاجئين انطونيو جوتيريس مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في مدينة مديات التي تبعد نحو 50 كيلومترا من الحدود السورية. وهذه ثالث زيارة لجولي لتركيا منذ 2011 عندما تفجر الصراع في سوريا. وشردت الحرب أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ أو نحو خمس سكان البلاد قبل الحرب. وأحيت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، السبت، يوم اللاجىء العالمي في سوريا مسلطة الضوء على أزمة ملايين اللاجئين والنازحين حول العالم جراء الحروب والاضطهاد. وقال مساعد رئيس بعثة المفوضية في دمشق أجمل خيبري "الهدف الأساسي من حملة هذا العام هو التعرف على اللاجئين وجعل الناس قريبين منهم". وأضاف أمام عدد من الصحافيين واللاجئين: "نريد التوضيح أن اللاجئين هم أشخاص عاديون يعيشون ظروفا استثنائية". ونظمت المفوضية نشاطها، السبت، في فندق "فور سيزنز"، أحد أفخم فنادق العاصمة السورية. وقال مسؤول محلي في المفوضية: إن اختيار هذا المكان مرتبط ب"أسباب ذات طابع أمني". وقدمت مجموعة من اللاجئين غالبيتهم من العراقيين والسودانيين للمشاركة في الاحتفال بيوم اللاجئ العالمي. تحذير أما بالنسبة للسوريين في الداخل، فقد حذرت منظمة أطباء بلا حدود، الأحد، من تداعيات نقص الوقود على الخدمات الطبية في المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل معارضة في شمال سوريا، والتي يمنع تنظيم داعش وصول الإمدادات إليها بعد سيطرته على عدد كبير من آبار النفط. وقالت المنظمة في تقرير: إن "مرافق صحية عدة ومنظمات إنسانية اضطرت لوقف عملها أو تقليص نشاطاتها بسبب النقص الحاصل في الوقود الضرروي لتشغيل المولدات الكهربائية ووسائل النقل". وأوضحت المسؤولة عن برامج المنظمة في سوريا دنيا دخيلي لوكالة فرانس برس، إن هذا النقص في الوقود مرتبط "بالمعارك الدائرة بين المجموعات المسلحة في شمال سوريا"، في إشارة إلى الاشتباكات بين تنظيم داعش من جهة وتحالف جبهة النصرة وفصائل إسلامية أخرى. ومع سيطرته على آبار النفط ومصافي التكرير الواقعة في شرق البلاد، بات تنظيم داعش يتحكم بالموارد النفطية والمحروقات ويمارس الضغط على خصومه الذين هم في حاجة ماسة إلى الوقود. ونقلت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، عن فصائل معارضة، إن التنظيم يتبع هذه المنهجية لإضعافهم. وبحسب تقرير أطباء بلا حدود، أطلقت الإدارات الصحية في حماة وإدلب نداء استغاثة في 15 و16 يونيو، وناشدت مستشفيات في مناطق أخرى المساعدة، في وقت حذر الدفاع المدني السوري من إمكانية وقف نشاطاته الإغاثية في حلب وحماة وإدلب واللاذقية بسبب النقص في الوقود. وقالت دخيلي، إنه من المحتمل أن تغلق مستشفيات عدة أبوابها، مضيفة، إن "حياة العديد من السوريين أكثر عرضة للخطر. ولا غنى عن الوقود لتشغيل مضخات مياه الشفة والحاضنات المخصصة للمواليد الجدد وعمليات الإغاثة عبر سيارات الإسعاف". وأوضحت، إنه اذا بدأت المنظمة بتقديم الوقود "فلن يكون لهذا تاثير إلا على المدى القصير". وقالت "ندعو كافة الأطراف في النزاع السوري إلى السماح بتوفير إمدادات الوقود بشكل دوري داخل البلاد لتلبية الاحتياجات الكبرى والفورية للسكان". وتدير منظمة أطباء بلا حدود خمسة مرافق طبية داخل سوريا وتقدم دعما مباشرا لأكثر من مائة عيادة ومركز صحي ومستشفى ميداني.