دعت الممثلة الأميركية وسفيرة المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنجلينا جولي خلال زيارة إلى مخيم للاجئين السوريين في جنوب شرقي تركيا، الأسرة الدولية إلى التحرك من أجل معالجة أزمة اللاجئين، في وقت أحيت المنظمة الدولية يوم اللاجئ في دمشق. وزارت النجمة الهوليوودية المخيم الواقع في محافظة ماردين بصحبة المفوض الأعلى لشؤون اللاجئين أنتونيو غوتيريس، والتقيا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي كان موجوداً في المدينة لمناسبة اليوم العالمي للاجئين. وقالت جولي خلال مؤتمر صحافي في ميديات، إحدى مدن المحافظة: «نحن هنا لسبب بسيط: هذه المنطقة هي مركز أزمة عالمية. هناك حوالى 60 مليون شخص نزحوا عن ديارهم بسبب نزاعات شتى في العالم». وأضافت: «الأمر لا يتعلق فقط بأزمة لاجئين، بل بأزمة الأمن والحوكمة العالميين، والتي تتجلى بأسوأ أزمة لاجئين سجلت على الإطلاق وبحركات نزوح ضخمة». ودعت سفيرة المفوضية العليا للاجئين إلى وعي أكبر ل «قيمة اللاجئين» الذين يجب أن يتمتعوا ب «الحماية» ويجب أن يتم «الاستثمار» فيهم، مؤكدة أنهم «ليسوا مشكلة، هم جزء من الحل لهذه الأزمة العالمية». ودعت جولي المجتمع الدولي وقادة العالم إلى الاعتراف بما تمثله هذه الزيادة غير المسبوقة في أعداد النازحين. وشكرت الممثلة الأميركية تركيا - التي تستضيف 1,7 مليون لاجئ سوري وأصبحت بالتالي المضيف الأول للاجئين في العالم - ودولاً أخرى على المساهمة التي تقدمها في استضافة اللاجئين السوريين الفارين من لهيب الحرب الأهلية المستعرة في بلادهم. وخلال زيارتها، التقت جولي لاجئين سوريين واستمعت إلى المعاناة التي قاسوها في رحلة الفرار واللجوء. وخلال النهار شوهدت جولي برفقة ابنتها شيلوه تتجولان في أنحاء ماردين وتزوران بعضاً من متاجرها. وفي دمشق، أحيت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أمس يوم اللاجئ العالمي في سورية، حيث تسبب النزاع المستمر منذ أربعة أعوام بفرار أكثر من أربعة ملايين شخص، مسلطة الضوء على أزمة ملايين اللاجئين والنازحين حول العالم نتيجة الحروب والاضطهاد. وقال مساعد رئيس بعثة المفوضية في دمشق أجمل خيبري: «الهدف الأساسي من حملة هذا العام هو التعرف إلى اللاجئين وجعل الناس قريبين منهم». وأردف أمام عدد من الصحافيين واللاجئين «نريد توضيح أن اللاجئين هم أشخاص عاديون يعيشون ظروفاً استثنائية». ونظمت المفوضية نشاطها السبت في فندق في العاصمة السورية. وقال مسؤول محلي في المفوضية أن اختيار هذا المكان مرتبط ب «أسباب ذات طابع أمني». وقدمت مجموعة من اللاجئين غالبيتهم من العراقيين والسودانيين للمشاركة في الاحتفال بيوم اللاجئ العالمي. وقال بشار نذير عبدالله (29 عاماً) وهو مدرس عراقي لجأ إلى سورية قبل ست سنوات لوكالة فرانس برس: «ليس ذلك أمراً اعتيادياً بالنسبة إلى لاجئ. لسنا معتادين على الترف. لا يسمح وضعي بذلك». ورأت اللاجئة العراقية انتهاء العاني (53 عاماً) أن خطوة المفوضية «بادرة طيبة». وتابعت: «كنت متوترة قليلاً، لكن عند دخولي الفندق تنفست وشعرت بالفرح». وقال الطالب السوداني حسن الصادق أحمد (35 عاماً) اللاجئ إلى سورية منذ ثمانية أعوام: «لم أتخيل يوماً أنني سأدخل هذا الفندق الفخم. في العادة لا أذهب إلى أماكن مماثلة ومن الجيد جداً أن تخصص المفوضية يوماً للاجئين. يجب منحهم الأهمية». ووفق تقرير أصدرته المفوضية عشية الاحتفال بيوم اللاجئ العالمي، بلغ عدد اللاجئين والنازحين حول العالم بسبب الصراعات والاضطهاد نحو ستين مليون شخص، بينهم حوالى 20 مليون لاجئ وأكثر من نصف هؤلاء من الأطفال. ويشهد العالم وفق منظمة العفو الدولية التي انتقدت قبل أيام «التقاعس المخزي» للمجتمع الدولي، أسوأ أزمة لجوء منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية. وتسبب النزاع الذي تشهده سورية منذ منتصف آذار (مارس ) 2011 بمقتل أكثر من 230 ألف شخص، وأجبر نحو نصف السوريين على ترك منازلهم. ولجأ أكثر من أربعة ملايين سوري إلى دول الجوار، لا سيما تركيا ولبنان والأردن والعراق، وفق المفوضية، وهم يعيشون في ظروف إنسانية صعبة.