أنا متزوج من فتاة جميلة ولطيفة وحنونة ونشيطة، وارتبطت بها بعد فترة اختبرت خلالها بعضاً من خصالها الأساسية التي شعرت بضرورة وجودها في زوجة المستقبل لتضمن حماية العلاقة من المخاطر، المشكلة هي أنني وجدت خلال الخطبة وبعد الزواج بعض الخصال التي تنفّرني عادة من المرأة، وهما خصلتان أساسيتان. الأولى هي الانفتاح غير المتوازن في التعامل مع الجنس الآخر، والثانية هي في تضخيم كل الأمور إلى حد فقدان المصداقية، وبالمقابل هناك خصلتان قلما يوجد نظيرهما في نساء اليوم، الأولى هي المحبة الحقيقية لي، وتحمّل كل مشكلاتي وهمومي، والثانية هي الاستعداد لطاعة كل اقتراحاتي وأوامري بلا تردد يذكر، وأظن أن قوة الشد والجذب في هاتين المجموعتين قد حافظتا على العلاقة المقبولة طوال سنوات الزواج، لكنني ما زلت أشعر بصعوبة تقبل الخصلتين الأوليين، وأشعر أنهما يؤثران بشدة على حياتي وقراراتي. أرشدوني ماذا أفعل؟ الجواب -تأملت رسالتك كثيراً، وقرأتها لأكثر من مرة، وفي كل مرة أجد نفسي أمام شخص يملك عقلاً راجحاً وفكراً متنوراً وبصيرة ثاقبة قلما نجدها في هذا الوقت، بل في بعض الأحيان نشعر بأنها أصبحت عملة نادرة. حقيقة أثرت إعجابي وبشدة في طريقة سردك وتحليلك وتقييمك لزوجتك ومحاولاتك في عدم التقليل منها أو المساس بشخصيتها. تعلم أخي الحبيب أن جميع البشر يحملون صفات سلبية وصفات إيجابية، وأن الكمال لله سبحانه وتعالى، ومهما بحثنا في نساء العالم أجمع فسنجد في الجميع صفات نحبها وصفات نكرهها، والعكس صحيح، فالرجال فيهم كذلك النقيضان من الصفات، ولكن هناك صفات نستطيع تقبلها في شريك الحياة، وصفات لا تطاق ولا تحتمل، وأنا أرى أن زوجتك لا تحمل الصفات التي تجعلك تنفر منها، أو ترى أنها تقع في المحظور بسببها. لعل من سماتك الشخصية الدقة في الملاحظة، وكذلك النظام والترتيب في جميع أمورك، ولكن هذه الصفات غالب النساء لا تميل إليها، فإن دققت في الملاحظات عليها تعبت وأتعبتها معك، والنساء في بعض الأحيان يملن للخروج عن النظام والترتيب لأنها تشعر بالملل والرتابة والروتين. أرى من خلال سردك أنك لم تذكر لي أمورًا مشتركة فيما بينكما، وهذا ربما ما تفتقده حياتكما الزوجية، فعليك وعليها هي أيضاً البحث عن عناصر مشتركة بينكما مثل الهوايات فهي تقرب الأرواح كثيراً، وتشعرك بالجمال الذي في الطرف الآخر. لا أرى فيما ذكرته عيوبًا واضحة في زوجتك، بل على العكس أجد أنها امرأة طيبة ويكفيك مميزاتها التي ذكرتها وهي مهمة للغاية، ويبحث عنها كل زوج في زوجته. ولا يمنع أن تكون لك حياتك المستقلة البعيدة عن الجميع، ولكن يجب ألا تؤثر حياتك المستقلة على حقوق الآخرين المرتبطين بك. أخيراً، أنصحك أخي الحبيب بأن تستمتع بحياتك مع أسرتك، فاليوم الذي يمضي لا يعود، حاول أن تكون أنت وزوجتك وطفلك أصدقاء قبل أن تكونوا أسرة.