تذكر مروة.. طالبة في كلية التجارة أنها تمر بفترة عصيبة في حياتها فهي في ورطة كبيرة بسبب زواجها عن طريق الوشم منذ فترة هرباً من رقابة الأهل وخوفاً من أن تقع ورقة الزواج العرفي في أيديهم، فقد عانت كثيراً في حياتها منذ أن توفيت والدتها وتركتها لأبيها الشديد القسوة والذي لا يتعامل معها إلا بالضرب والإهانة لأتفه الأسباب لم يعد لها أحد بعد أن كانت أمها تدافع عنها وتحميها، وأخوها الأكبر متزوج ومشغول عنها ويكاد لا يعرف عنها شيئاً، ومنذ فترة تعرفت على زميل لها في الكلية أغراها بكلامه المعسول عن الحب والغرام ومدى تعلقه بها ورغبته في الاقتران بها، وتحت ضغط رغبتها في أن تشعر بالحب والأمان مع أحد وافقت على الاقتران به وظنت أنه سيتزوجها عرفياً ولكنها فوجئت به يحدثها عن «الزواج بالوشم» فقبلت لأنها أصبحت طوع يديه وتصدقه في كل شيء، والآن هي «حامل» في الشهور الأولى ولا تدري ماذا تفعل بعدما ظهر حبيبها على حقيقته وتنكر لها عندما قالت له إن الذي على جسديهما «عقد الزواج» سخر منها متهكماً وقال لها هذا كان «لعب عيال» وهي الآن لا تدري ماذا تفعل في ورطتها ولا إلى من تلجأ، هذا ما أدلت به إلى مأمور قسم الجمالية الذي أمر بعمل التحريات اللازمة والقبض على الشاب، ولم تمر ثمان وأربعون ساعة حتى تجمعت التحريات وألقي القبض عليه، وبمواجهته بالتحريات والشهود والعواقب الوخيمة التي سيواجهها في حالة عدم الاعتراف بزواجه من مروة وعدم الاعتراف بحملها.. انهار واعترف بجريمته وأبدى قبوله الزواج منها فوراً، وهذا ما تم فعلاً وتم أخذ تعهد عليه بحسن معاملتها. غضب الضابط وتقول: م.خ طالبة في الجامعة الأمريكية 20عاماً.. مررت بتجربة قاسية مع «الزواج العرفي» فقد كنت مرتبطة بشكل كبير مع أحد زملائي في الجامعة ونكاد لا نفترق طوال اليوم وكنت أحبه بشدة وكان يقول لي إننا متزوجان تماماً ولكن دون «حجرة نوم» وكانت تحدث بيننا أشياء كثيرة وكنا نعلم أننا لصغر سننا لن يقتنع الأهل بالموافقة على زواجنا وقررنا أن نتزوج «عرفياً» وقمنا بكتابة عقد عرفي مطبوع ويباع بالمكتبات بخمسة جنيهات ووقعت عليه وهو أيضاً واثنان من زملائنا، وأصبحنا زوجين، كنا نقضي بعض أيام الأسبوع في شقق أصدقائنا ومرت شهور على ذلك، وحدث أن تقدم أحد الأشخاص ليخطبني من أهلي بطريقة رسمية ووافقوا عليه، أبلغت زوجي بهذا الخبر وفوجئت برد فعله، فهو لم يغضب ولم يقل لي إنه سيتوجه إلى أهلي ويخطبني منهم بشكل رسمي أو حتى يصرخ ويقول إنهم إذا رفضوني فسأضعهم أمام الأمر الواقع.. لم يحدث شيء من هذا واكتفى بأن هز رأسه بعلامة لم أفهم معناها وبدأ يبتعد عني شيئاً فشيئاً وكلما قابلته في الجامعة يتهرب مني وعندما أردت مواجهته وأن يحدد موقفه مني بالضبط هل سيتزوجني رسمياً أم لا؟ أجاب بأن أهله لن يوافقوا على زواجه من أي فتاة الآن لصغر سنه، وأنهم يعتزمون أيضاً أن يرسلوه إلى الخارج ليكمل دراسته وهو لا ينوي أن يخسر عائلته فوصلتني الرسالة ولكنها حطمتني.. ماذا أفعل الآن؟ وأخذت أبحث عن ورقة الزواج العرفي فلم أجدها وعرفت أنه قد أخذها من حقيبتي في أحد الأيام التي كنا فيها في شقة أحد الأصدقاء.. فجن جنوني، وذهبت إلى الجامعة وواجهته بما فعله فقال لي أيام ومرت تمتعنا فيها وانسيها من حياتك.. فذهبت على الفور إلى قسم الشرطة وأبلغت المأمور بالواقعة كلها، وتسرد بقية المفاجأة فتقول من سوء حظي العسر أن المأمور بمجرد أن قرأ بطاقتي الشخصية وعرف اسمي الثلاثي .. غضب أشد الغضب وقال أنت بنت فلان وأخت فلان فقلت نعم فقال أخوك صديقي، وبمجرد أن سمعت هذا الكلام أغمي علي وعندما أفقت قال لي المأمور سأتصرف فوراً وأمر بضبط الشاب فوراً والشهود والأصدقاء الذين يعرفون حكايتنا وبمواجهتهم جميعاً اعترفوا بحقيقة الزواج العرفي بيني وبين الشاب وأنه قام بسرقة عقد الزواج من حقيبتي ليتخلص مني.. وأمام هذه الاعترافات أخرج الشاب ورقة الزواج من محفظته واعترف بالحقيقة كاملة، فما كان من المأمور إلا أن أرسل للمأذون وقام بتوثيق الزواج العرفي من تاريخه. محترف زواج عرفي !! أما أ.ص (27 سنة) طالب بكلية الآداب فقال تزوجت عرفيا ثلاث مرات وكل منها لها قصة.. أولاً أنا مازلت في السنة الرابعة لأني رسبت عدة مرات.. وأعيش بمفردي فوالدي ووالدتي يعملان في إحدى الدول العربية ولا يريدان العودة إلا بعد أن يؤمنا مستقبلي .. ويستكمل حديثه فيقول.. الزواج الأول يعود إلى قصة حب عميقة وعنيفة عشتها في أول سنة لي في الكلية واستمرت سنتين وكانت حبيبتي هي كل شيء في حياتي.. ولكن للأسف مع أول اختبار تواجهه مع أهلها لم تستطع المقاومة حينما تقدم لخطبتها شخص جاهز للزواج فوراً ففضلته عني (عصفور في اليد ولا عشرة على الشجرة) وطلبت مني تطليقها فوراً واستجبت لطلبها فقد أخذت كل المتعة منها، ولم تعد تمثل شيئاً بعد أن أطفأت المتعة نار الحب، ولكن بعد هذه الواقعة أصبحت من أكبر المؤيدين لجميع طرق الزواج المستحدثة فكلها زيجات بدون تكاليف أو مسؤوليات، وكل فتاة تقبل بهذه الطرق تستحق ما يحدث لها.. وكنت أعلم أنني أنتقم بذلك من فتاتي الأولى، فقد تزوجت عرفياً من طالبة أخرى، وبعد فترة قصيرة شعرت بالملل منها فقطعت الورقة، بعدما تحايلت عليها بطريقة ما وأخذتها.. ولكن كل اللوم يقع عليها فلماذا توافق على مثل هذا الوضع؟ أما الزواج الثالث.. فأنا أشعر بحبها لي وأشعر بأني لو تركتها سأحطمها ولا أشعر بالسعادة لتحطيمي لها بل أشعر بالشفقة، ولكن يوجد بداخلي قرار وهو - بعد تخرجي في الكلية أني سأسافر إلى والدي وأعيش بالخارج معهما أما الآن فأنا أعيش حياتي واتسلى، وظللت معها واشترطت عليها أن تحافظ على نفسها من الإنجاب لأنني لا أعترف به واستمررت على هذا الحال وهي معي في الشقة طوال اليوم وتذهب إلى بيت أهلها في المساء لمدة عام كامل حتى فوجئت بها ذات يوم تطلب مني توثيق زواجنا بالحضور لأهلها وطلبها للزواج.. فصارحتها بالحقيقة بأنني لا أرغب في الزواج الأبدي، ولكنه زواج لمدة ثم يروح كل واحد لحاله بالمعروف.. ولكنها هددتني فقلت لها سأعطيك مبلغا جيدا وانسي الموضوع كاملا، فجن جنونها ونزلت من الشقة الى قسم الشرطة التي قامت بالقبض عليّ.. وأمام هذه الورطة اضطررت الى الموافقة على الزواج الرسمي منها لكي أخلص نفسي من المشكلة. بالطبع تم إبلاغ أهلها الذين ارتضوا بالواقع، ووعدتهم بأن يتم الزواج الرسمي فور تخرجي في الكلية.. وفور ظهور النتيجة .. طلقتها وسافرت .. ويختتم أ.ص حديثه قائلاً أحب توضيح شيء، أنه لا يوجد شاب يحترم الفتاة التي تسلم نفسها له وتفرط في أعز ما تملك وترضى بهذه الطرق للزواج فلا يمكن أن يرتبط بها وأية فتاة تقبل بأي زواج غير الزواج الشرعي فعليها أن تتحمل نتائجه. الله يرحم أيام زمان !! ويقول أحمد إبراهيم أحد أولياء الأمور، الله يرحم أيام زمان عندما كانت الفتاة تخشى من التمادي في العلاقات العاطفية حرصا وحفاظا على شرفها أما الآن فنجد الفتاة لا تبالي بهذا الشأن لوجود الكثير من الحلول المتاحة والمعلن عنها مثل الترقيع وحبوب منع الحمل والحقن المختلفة كل هذا يسر الارتباط الجنسي بين الفتيات والشباب بأساليب غير أخلاقية مثل الزواج بالوشم، والزواج العرفي، والزواج بالهبة، والزواج بعقد يباع بإحدى المكتبات، وكل هذه الأساليب كارثة دخيلة على مجتمعنا والغرض منها تدمير القيم والأخلاق لدى شبابنا وللأسف الشديد هناك أسباب عديدة ساعدت على ذلك منها، غياب الرقابة الأسرية، وعدم وجود إمكانيات لدى الشباب للزواج الشرعي، وانتشار البطالة .. ناهيك عما نشاهده من كوارث على شاشات التليفزيون المحلية والفضائيات من مشاهد العري لدى البنات في أغاني الفيديو كليب دون رقابة من الجهات المختصة التي تعتبر هذا نوعا من التطور والمدنية وليس مفسدة للأخلاق . نانسي وشاكيرا!! وأضافت نادية محمد، تعمل بإحدى الشركات، بصراحة شديدة ما نشاهده في التليفزيون مثير جداً للغرائز، وتتساءل ماذا يفعل الشباب العاجز عن الزواج لعدم وجود وظائف ولا إمكانيات عندما يشاهد نانسي عجرم وشاكيرا بملابسهما وحركاتهما التي تحرك الحجر فما بالك بالشباب الذي يمتلئ حيوية ونشاطا وغريزة تتحرك داخله .. وعندما تسير في الشارع تلاحظ الفتيات يرتدين ملابس ضيقة جداً تظهر مفاتنهن وأخريات يظهرن بطونهن .. وتتساءل أين رقابة الأهل عندما ترتدي بناتهم هذه الملابس ؟ لماذا لا تقوم شرطة الآداب بمعاقبة الفتيات العاريات ؟.. وتؤكد على ضرورة توفير فرص عمل للشباب مع توفير بعض الإمكانيات البسيطة لمساعدة الشباب على الزواج .. وعدم مغالاة أولياء الأمور في طلباتهم لمن يتقدم للارتباط ببناتهم ومحاولة مساعدة قدر المستطاع، وبذلك سوف تستقيم الأمور ويرجع الشباب والفتيات عن هذه الأساليب الخاطئة ما دامت توافرت لهم الطرق الشريفة للزواج . رقابة ومحاسبة يعلق د. عبد المعطي بيومي عميد كلية أصول الدين سابقا على هذه الزيجات فيقول هذا الزواج .. زواج متعة وهو حرام شرعاً وقانونا .. لأن الزواج الشرعي يتطلب الإعلان وشهادة الشهود على وثيقة شرعية قانونية لحماية حقوق المرأة .. وهذا الزواج كما يدعون .. كارثة على الفتاة لأنه ينتهي بمجرد الخلاف وإنهاء المشكلة في قسم الشرطة ولا يوجد ما يدين الزوج ويحمله أدنى مسؤولية .. والإسلام شرع الزواج وطالب بالإعلان عنه لحماية الأسرة المسلمة ويجب على أولياء الأمور فرض رقابة شديدة على ابنائهم وبناتهم في كل شيء حفاظاً على كيان الأسرة والمجتمع . وتقول د. سهير عبد العزيز رئيس قسم الاجتماع بجامعة الأزهر .. إن ما وصل إليه شبابنا، ما هو إلا حصيلة لعدة أخطاء وقعنا فيها. أولها، تخلينا عن القيم الجميلة النبيلة التي تترسخ في أصول عائلاتنا، فبداية الإنسان وتأسيسه بالقيم الحميدة القوية تبدأ من عائلته. (ينشر بترتيب مع وكالة الأهرام للصحافة)