قتل 35 مسلحا في صفوف تنظيم داعش في ضربات جوية للتحالف الدولي ليل الجمعة السبت في شمال سوريا، حسب المرصد السوري لحقوق الانسان. حيث نفذت طائرات التحالف غارات على محيط مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) التي يحاول مقاتلو داعش اقتحامها في مواجهة مقاومة شرسة من مقاتلي وحدات الشعب الكردية، وتسببت الغارات في مقتل خمسة عناصر من التنظيم. واستهدفت الغارات في ريف الحسكة (شمال شرق) مواقع ومقار لتنظيم داعش أسفرت عن مقتل ثلاثين مسلحا، وصرح الجيش الأمريكي بأن تسع ضربات جوية استهدفت مواقع داعش في سوريا أمس، مشيرا الى أن مقاتلات وطائرات بدون طيار امريكية وأردنية وسعودية واماراتية، شاركت في الهجمات. وافادت صحفية من وكالة فرانس برس في مرشد بينار على الحدود التركية الشمالية لسوريا بمشاهدة عمليات قصف جديدة على عين العرب أمس السبت. وأقدم رجال أمن أتراك على إ بعاد مدنيين كانوا يراقبون الوضع في عين العرب من على تلة مطلة عليها في المنطقة الحدودية التركية، وانتشر عدد من الجنود الاتراك على التلال المطلة. وذكر المرصد السوري ان مسلحي التنظيم المتطرف يشنون هجوما جديدا على المدينة على الجبهة الشرقية والجبهة الجنوبية الشرقية، ويحاولون الاستيلاء على تلة مشتى نور عند أطراف المدينة، مشيرا الى "اشتباكات هي الاعنف" منذ بدء الهجوم على كوباني في 16 سبتمبر. وفي باريس، طالب الطبيب الجراح جاك بيريس الدول الغربية بأن تقدم "مساعدة انسانية وعسكرية" للسكان الاكراد، متحدثا عن "رعب" و"مجزرة" يتعرض لهما هؤلاء في شمال سوريا. وقال الطبيب بيريس العائد من مدينة السرقانية على بعد بضعة كيلومترات شرق مدينة عين العرب (كوباني) في شمال سوريا التي يحاصرها تنظيم داعش منذ أكثر من أسبوعين: "يتعين رؤية ما يواجهه الاكراد". وأضاف الطبيب الذي يرأس جمعية "فرنساسوريا ديموقراطية" وشارك في تأسيس "منظمة أطباء العالم" و"أطباء بلا حدود" ان ما يحصل "رعب، ومجزرة"، لافتا الى "جروح وحروق" والى "شبان انتزعت اعضاؤهم". وتابع ان الوضع "يدفعني الى الانهيار بصفتي طبيبا" متحدثا عن تدفق متواصل للجرحى "بينهم 40 بالمائة من النساء" مع انعدام "كل شيء" لتقديم العلاجات الضرورية. ورأى الطبيب انه اذا كان بعض مقاتلي حزب العمال الكردستاني وآخرون يحملون السلاح، فان كثيرين آخرين "غير مسلحين سوى بشجاعتهم وببندقية كلاشنيكوف بالية". وقال جاك بيريس : "على الدول ان تقدم اليهم (الاكراد) مساعدة انسانية ومساعدة عسكرية" ساخرا من انعدام التكافؤ بين "بندقيات كلاشنيكوف قديمة ودبابات الجهاديين". وأوضح مارك روسيل - وهو أحد الموثقين في فريق بيريس - ان 40 الى 50 الف نسمة في السرقانية "عالقون بين مقاتلي داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) من جهة، والحدود التركية المقفلة من جهة أخرى" بواسطة "جدار علوه خمسة أمتار وأسلاك شائكة". وأكد ان "السكان واقعون في شرك" فيما أعرب بيريس عن خشيته من تعرض الاكراد "لابادة". وخلال عشرة أيام أمضياها داخل الاراضي السورية، قال الرجلان: إنهما "لم يلاحظا أي تأثير للاسلحة التي أرسلتها" الدول الغربية وبينها فرنسا، ومنذ بدء هجوم داعش في شمال سوريا، قدر المرصد السوري لحقوق الانسان عدد النازحين بنحو 300 ألف شخص. وحسب أنقرة، فإن أكثر من 186 ألف شخص عبروا الحدود لاجئين الى تركيا، هربا من القصف الذي يقوم به مقاتلو داعش على المدينة. وقال المرصد السوري: إن داعش استهدفت المدينة بثمانين قذيفة على الأقل يوم الجمعة في مسعاه لشق طريقه إلى داخل ثالث تجمع سكاني للأكراد في سوريا. وأعرب عبدي عن بعض التفاؤل لدى المدافعين عن البلدة، وقال: إن "مقاتلي التنظيم كانوا ينوون أداء صلاة عيد الأضحى في كوباني لكنهم لم يتمكنوا حتى الآن من دخول البلدة"، وأضاف : "لكنهم فشلوا في دخول البلدة". وقال ناشطون أكراد والمرصد السوري لحقوق الإنسان: إن تنظيم داعش أطلق فجر أمس قذائف على المدينة التي يحاصرها بصورة شبه تامة، وكان التنظيم قد أطلق عشرات من قذائف الهاون والمدافع على المدينة ما أدى لارتفاع سحب من الدخان فوق المناطق المستهدفة. وأفاد المرصد السوري بأن اشتباكات وقعت في الجبهة الجنوبية الغربية لعين العرب, في حين شهدت الجبهة الجنوبية الشرقية هدوءا نسبيا بحلول يوم عيد الأضحى. وبسبب القصف المكثف, انسحبت الفصائل الكردية من أهم معاقلها في المدينة على غرار تلة مشتا وتل شعير، لتصبح المواقع غربي وجنوبي وشرقي عين العرب بيد تنظيم الدولة. وقال مراسل وكالة الأناضول: إن اشتباكات عنيفة جرت في محيط المدينة بين الطرفين في محاولة من تنظيم الدولة لاقتحام المدينة، إلا أن ثلاث ضربات جوية من قبل طيران التحالف الدولي على الجبهة الشرقية للمدينة في قرية "حلنج" و"مزرداودا" أعاقت محاولات التنظيم. وبينما أكد ناشطون إحكام سيطرة تنظيم داعش على أكثر من 350 تجمعا سكنيا وقرية في المنطقة، وأن سكان القرى تراجعوا إلى مناطق أكثر أمنا، أعلنت قوات الحماية الكردية أن مدينة عين العرب منطقة عسكرية بعد مطالبتها المدنيين بالخروج تمهيدا لحرب شوارع مع مقاتلي داعش. وبسبب القصف المكثف, انسحبت الفصائل الكردية من أهم معاقلها في المدينة على غرار تلة مشتا وتل شعير، لتصبح المواقع غربي وجنوبي وشرقي عين العرب بيد تنظيم الدولة. تعزيزات ومقاومة وفي مواجهة هجوم تنظيم الدولة, دعت وحدات حماية الشعب الكردية أمس في بيان الشبان الأكراد إلى التطوع للدفاع عن المدينة. وتعهّد هذا الفصيل -وهو أكبر الفصائل الكردية السورية- بمقاومة "لا تنتهي أبدا" ضد داعش, مضيفا أن "كل شارع وكل منزل سيكون مقبرة لهم". وأكد قائد القوات الكردية بعين العرب عصمت الشيخ أمس أن المسافة التي تفصل مقاتليه عن مقاتلي تنظيم «داعش» باتت أقل من كيلومتر واحد. ونقلت وكالة رويترز عنه قوله: "نحن في منطقة صغيرة محاصرة, ولم تصلنا أي تعزيزات والحدود مغلقة". أردوغان يحذّر وحذّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس تنظيم "داعش" من المساس بضريح سليمان شاه الموضوع تحت السيادة التركية في محافظة حلب بسوريا، ويحرسه جنود أتراك. وقال أردوغان للصحافيين في أسطنبول "لن نتردد بتاتا في الرد في حال حصل أي شىء هناك. يتمركز أربعون من جنودنا في هذه المنطقة التي هي أرض تركية". وأضاف "إذا مست شعرة واحدة من جنودنا، ستقوم تركيا والجيش التركي بكل ما يلزم وسيتغير كل شىء ابتداء من تلك اللحظة". ووضعت تركيا منذ فترة في حالة تأهب الفوج الذي يحرس الضريح-المزار الواقع على نهر الفرات قرب قرية قره كوزاك على بعد 25 كيلومترا من الحدود التركية. وأجازت رئاسة الأركان التركية للجنود المكلفين بحراسة الموقع التاريخي بفتح النار في حال تعرضهم لهجوم. ومزار سليمان شاه جد عثمان الأول مؤسس الامبراطورية العثمانية هو تحت السيادة التركية بموجب معاهدة أنقرة الموقعة بين فرنساوتركيا في عهد الانتداب الفرنسي على سوريا في 1921. وأعاد أردوغان التأكيد على ضرورة إقامة منطقة أمنية داخل سوريا لحماية المدنيين ووقف تدفق اللاجئين إلى تركيا التي تستقبل 1,5 مليون لاجىء سوري.