لا أقصد بهذا العنوان الإساءة -لا سمح الله- للسويسري جوزيف بلاتر، بل أردد كلمات الأغنية التي صاغها الأمير الشاعر عبدالرحمن بن مساعد رئيس نادي الهلال السابق، وشدت بها المطربة المصرية آمال ماهر، والتي تقول في مقدمتها «احترامي للحرامي صاحب المجد العصامي، صبر مع حنكة وحيطة، وابتدا بسرقة بسيطة وبعدها بسرقة بسيطة، وبعدها تعدى محيطه وصار في الصف الأمامي، احترامي للحرامي». ولا أدري لماذا تذكرت تلك الأغنية فور إعلان نتيجة انتخابات رئاسة «الفيفا»، بفوز السويسري جوزيف بلاتر بولاية خامسة يتم في نهايتها عامه الرابع والثمانين. وشخصياً لم تنتابني لحظة شك في فوز بلاتر، وهو ما أكدته على صفحتي في موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، على الرغم من تداعيات زلزال الفضيحة المدوية التي سبقت الانتخابات بساعات. وثقتي في فوز بلاتر ارتكزت على معطيات عدة، أهمها موقف الاتحادين الآسيوي والأفريقي الداعم بكل قوة للمرشح السويسري، خاصة موقف الشيخ أحمد الفهد الذي حيّا «شقيقه» الأمير علي ومنح صوته ل«صديقه» بلاتر، والأكثر من ذلك أنه ناشد الجميع بانتخاب بلاتر، وثانياً أن الأمير علي لم تكن لديه الخبرة الكافية لمواجهة شخصية تجيد اللعبة الانتخابية وتلعب كما يقولون ب«البيضة والحجر»، بدليل أن بلاتر حوّل المأزق الصعب لمصلحته، عندما اعترف بصعوبة الموقف الذي تواجهه «الفيفا»، وأنه بصفته رئيس جمهورية كرة القدم في العالم، يتحمل كامل المسؤولية، مع وعد بتصحيح مسار «الفيفا» في السنوات المقبلة. وعلى الرغم من قناعة الجميع بأن الفساد داخل «الفيفا» ليس وليد اليوم، وأن الرشى باتت جزءاً لا يتجزأ من تلك المنظومة، كلما تعلق الأمر باختيار الدولة المنظمة لكأس العالم، إلا أن معظم أعضاء الجمعية العمومية للاتحاد الدولي اعتبروا اعتراف بلاتر بتحمل مسؤولية الفساد شجاعة أكثر منه لحظة فارقة، يجب أن تنهي علاقة بلاتر بالمقعد الدولي. وأتصور أن ميشيل بلاتيني تحديداً كان يمكن لو ترشح أن يهز الكرسي من تحت بلاتر، لكنه لم يتجاسر على خوض التجربة قناعة بأن بلاتر فائز لا محالة، ولم يكن يدري أن الأقدار تحمل ل«الفيفا» مفاجآت مدوية بعد أن تحوّل عدد كبير من مسؤوليه من المجد إلى السجن ليتابعوا انتخابات الرئاسة من خلف القضبان!. واحترامي للحرامي!. نقلاً عن صحيفة الاتحاد الإماراتية