الشاهدة هي الخريجة حديثاً من جامعة نورثرج (كاليفورنيا) العائدة قبل ثلاثة أشهر إلى أرض الوطن بعد خمس سنوات قضتها في الولاياتالمتحدة، حصلت بعدها على شهادة البكالوريوس في علم الإدارة المالية. دانة هي واحدة من آلاف الطلبة والطالبات الشباب الذين شملهم مشروع الملك عبدالله للابتعاث الخارجي. هذا المشروع العملاق الذي جسّد بحق معاني الاستثمار في الإنسان بشكل ملموس ورؤية متقدمة. لم يمض على وصول دانة أكثر من شهرين حتى وجدت نفسها أمام حيرة الاختيار لجهة العمل، الشيء الذي حسمته بسرعة بناءً على اختصاصها المتميز وباشرت العمل فيه. في الأسبوع الماضي كان الحديث مع دانة عن تجربتها هناك في الجامعة وفي أمريكا ومع الملحقية الثقافية ودور الملحقية كأكبر ذراع تنفيذية لمشروع الابتعاث العملاق. أتت البداية تلقائياً على شكل سؤال: إلى أين وصلت شكاوى ومشاكل المبتعثين مع الملحقية الثقافية؟ عن أي مشاكل وشكاوى تتحدث؟ . أنا لم أتعرض لأية مشاكل جدية ولم افكر بتقديم أي شكوى. على مدى خمس سنوات لم اتصل تلفونياً بالملحقية إلا مرة أو مرتين ولم يكن ذلك ضرورياً. كنت أتلقى التعليمات والتوجيهات عن طريق البريد الإلكتروني إلى أن فتحت (البوابة الإلكترونية) التي يمكن عن طريقها الحصول على متابعة الموضوع مع كل المنتمين للهيكل الإداري للملحقية ابتداءً من المشرف الدراسي وصولاً للملحق شريطة الالتزام بالوضوح والانضباط في المتابعة .... على رسائلك يا دانة، يبدو أنك لم تطلعي على ما ينشر في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي من شكاوى المبتعثين ومشاكلهم مع الملحقية؟ صحيح -مقاطعة- أنا لم أكن متابعة لوسائل الإعلام، لكني كنت عملياً في مدينة لوس انجلوس التي لا تبعد جامعتي عنها سوى 25 كيلو مترا. هناك كنت على اتصال بعشرات الزملاء والزميلات وأصدقائي وأصدقائهم من جامعات الولايات الأخرى وأسمع الكثير من الشكاوى وأقدر جدية البعض، لكنني كنت هناك للدراسة. حسناً، ماذا عن إيقاف المكافأة فجأة وسط ظروف الغربة وتأخر إصدار الضمان المالي للجامعة المعنية وما قد يترتب على ذلك من غرامات فضلاً عن توفر الإمكانية . هذه الأمور وغيرها طرحتها جريدة «اليوم» وهي الجريدة التي أكتب بها وأحترم موضوعيتها في 5 سبتمبر 2011 تحت عنوان: شكاوى المبتعثين السعوديين في أمريكا.. من يسمع أو يحقق فيها ؟ مقاطعة وبهدوء هذه المرة، هذه الأمور، أعرف أنها كانت تحدث في الماضي. الأمور تطورت للأحسن بكثير. اليوم المكافأة لا تقطع إلا بعد إنذارات متكررة لا يلتزم الكثير من الطلبة بعدم أخذها على محمل الجد. جزء كبير من ثقافة إلقاء اللوم على الملحقية الثقافية مرده لأسباب شخصية من الطالب أو ربما من المشرف الدراسي. ليس لدي ذرة من شك حول النوايا الخيرة والجهد الكبير الذي تبذله الملحقية، لكنها وكأي جهاز بيروقراطي غير مبرأة من الأخطاء. ننسى أحيانا أن الملحقية كأي إدارة حكومية مرتبطة بمرجعيات وما يفرضه ذلك من ارتباك في التواصل لأخذ هذا القرار أو ذاك. وفيما يخص التأخر في إصدار الضمان المالي للجامعة فهذا يرجع في أحيان كثيرة إلى التغيير من جامعة إلى أخرى أو لسوء تواصل بين الطالب والمشرف. أنا لست هنا محامية عن الملحقية وموظفيها وما أقوله مبني على تجربتي الشخصية وانطباعاتي عن بعض مشاكل أعرفها تعرض لها البعض. لكن يا دانة الكثير من المبتعثين يركزون على سوء معاملة المشرف أو المشرفة؟ أنا لم أقابل مشرفتي وكل ما أعرفه عنها أن اسمها «إيمان» وقد كانت أمينةً معي أيام البريد الإلكتروني وعبر البوابة الإلكترونية جزاها الله عني كل خير. هل تودين إضافة شيء آخر يا دانة وباختصار؟ نعم سأقول إن الملحقية والمبتعثين وبخاصة في السنة الأولى لوصولهم أو عند تعرضهم لبعض الإخفاقات يحملون هم والملحقية الثقافية وزر مواجهة ثقافتين على مستوى التفكير والسلوك. وبما أن الأمريكان سيبقون أمريكان في إطار حرية الفرد المسئولة فإن الملحقية والمبتعثين سيواجهون نفس المصاعب القائمة على ثقافة الأبوة المفرطة حتى مع بلوغ سن الرشد. شكراً دانة .