يسدل الستار يوم الجمعة القادم على آخر فصول الموسم الكروي السعودي، بلقاء كبير بين قطبي الكرة السعودية "النصر والهلال"، في ليلة يكرم بها قائد الأمة سلمان الخير والبناء والعطاء جميع الرياضيين السعوديين بتشريفه لهذا اللقاء على كأسه -حفظه الله-، ليكون خير ختام لمشوار رياضي طويل وشاق، توجه الفريقان بتحقيقه شرف السلام على راعي اللقاء كأغلى البطولات.. دائماً ما تحظى لقاءات ديربي العاصمة بين النصر والهلال بإثارة ذات طابع خاص على المستوى الإعلامي والجماهيري، بشكل يضفي على التنافس نكهة مميزة، وتعزز متعة المباراة قبل المتعة الكروية التي يقدمها عناصر الفريقين فوق المستطيل الأخضر، إلا أن الوضع مختلف هذه المرة، فقد لزم الطرفان الصمت والبعد عن أية تصريحات أو تسريبات، وحتى إعلام الفريقين لزم الهدوء من على صفحات الصحف، أو حتى عبر الفضاء ليس كما اعتدنا من قبل، ولعل ظلال آخر لقاء في الدوري جمع بينهما كان له الأثر في ذلك فقد شهد الكثير من الصخب والإثارة بين الجانبين، والذي انتهى بانتصار نصراوي حسم من خلاله لقب الدوري السعودي للمرة الثانية على التوالي و 16 في تاريخه.. أم أنه الحذر والترقب؟؟ إن الضغط الكبير الذي دخل به لاعبو الهلال أظهر لنا مشاهد خارجة عن النص، وهو غير مألوف بين عناصر الفريقين، كاد أن يصل إلى ما لا تحمد عقباه لولا تدخل العقلاء من الفريقين، ولأن هذا اللقاء يتشرف بحضور والد الجميع وحبيبنا وملكنا "سلمان الحزم والعزم"، فإن ذلك يجعلنا متأملين أن يركز لاعبو الفريقين على تقديم مستوى يليق بالحدث الكبير وأن يتحلوا بالروح الرياضية كما عهدنا منهم. شاهدنا بعد تحقيق النصر لبطولة الدوري ما طرأ على مستوى لاعبيه من انخفاض كبير في المستوى، وقلل من تركيزهم داخل الملعب، وصعّب عليه المباراتين السابقتين أمام فرق أقل منهم خبرة وأداءً، بل إن القتالية التي كانت تميز لاعبي النصر غابت في خضم الاحتفالات ببطولة الدوري، والظهور الإعلامي المبالغ فيه لعناصر الفريق، مما ترك لديهم انطباعاً مبكراً بانتهاء الموسم؟ خوف لاعبي وأنصار الهلال من خروج فريقهم خالي الوفاض للموسم الثاني على التوالي سيكون حافزاً لهم يفوق الحافز لدى لاعبي النصر الذين توجوا مشوارهم بتحقيق كأس أهم بطولة "الدوري"، ويأملون في تحقيق أغلى البطولات "كأس خادم الحرمين الشريفين"، لكن لن يتحقق ذلك بالأماني فقط، بل بالعزيمة والإصرار وإعادة روح النصر التي لا ترضى بغير الذهب واعتلاء القمة. إن تسابق جماهير الفريقين على شراء تذاكر اللقاء قبل موعد المباراة بيومين يؤكد مدى أهمية هذا اللقاء وأهمية هذه الكأس الغالية على الجميع لديهم، وأنها مطلب لهم فيجب تحقيقها بأمر المدرج، وهي في ذات الوقت تأكيد على الشعبية الكبيرة التي يحظى بها الفريقان في جميع مناطق المملكة. الجميل في هذا اللقاء أننا سنشهد بطلاً جديداً لهذه البطولة - بمسماها الجديد - فهل سينضم الكأس الأغلى إلى الكأس الأهم، أم سينقذ الهلال موسمه بالكأس الأغلى.. اللهم احفظ بلادنا من كيد الكائدين وشر الأشرار، ونسألك اللهم أن ترد كيدهم إلى نحورهم، فنحن بقلب واحد وصوت واحد نقول: «دام عزك يا وطن» ..