أفصح المهندس عبد اللطيف العثمان، محافظ الهيئة العامة للاستثمار رئيس مجلس الإدارة لهيئة المدن الاقتصادية «مدن»، أن مدينة الملك عبدالله الاقتصادية انتهت مؤخراً من وضع خطة لتسريع وتيرة العمل بالتعاون مع الجهات الحكومية المعنية لتطوير الأنظمة لدعم الاستثمارات، واستقطاب المزيد من الاستثمارات الحكومية الحيوية. وأشار إلى أن المدينة اليوم تعتبر أقوى من أي وقت مضى في كيفية تجاوز التحديات، حيث أصبحت من المدن الاقتصادية الهامة في المنطقة التي استطاعت أن تحقق الكثير من النجاحات والإنجازات خلال فترة محدودة، مبيناً أن تنفيذ الخطة سيتم بالتعاون بين الجهات الرسمية والمطور الرئيس شركة إعمار المدينة الاقتصادية. جاء على على هامش افتتاح المهندس العثمان، منتدى الاستثمار في المدينة الاقتصادية الذي انعقد في الرياض أمس، وتم خلال حفل الافتتاح تعريف المشاركين بالفرص الاستثمارية، وتشجيعهم على الاستثمار من خلال شراكات متنوعة في القطاعات الصناعية والتجارية والعقارية داخل مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، إحدى أبزر المدن الاقتصادية في المملكة والمنطقة على حد سواء، التي تعد مثالاً ناجحاً لشراكة القطاع الحكومي مع القطاع الخاص. من جهته، أكد فهد الرشيد، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لمدينة الملك عبدالله الاقتصادية، أنهم يستثمرون في الإنسان قبل كل شيء، كما أن المدينة الاقتصادية تشكل موقعاً استراتيجيا في قلب مسار خطوط الملاحة العالمية والبوابة الأفضل لأسواق الخليج ومنطقة البحر الأحمر، إضافة لاشتمالها على واجهات بحرية بطول 51 كلم، بجانب الأودية والمناطق العامة والمنتزهات التي تمتد على طول 150 كلم. وأضاف: «تقوم عليها المرافق الترفيهية وخدمات الإيواء والفندقة ومراكز للمؤتمرات والمعارض، وتعتبر هذه المشاريع جزءا من الاستراتيجية السياحية التي نعمل عليها، كما أن مساحة الأراضي تحت التطوير حالياً تبلغ 45 كلم 2 تشمل الوادي الصناعي بمراحله المختلفة وميناء الملك عبدالله وخط الحجاز الذي يربط المدينة بالجسر البري على مستوى المملكة، إضافة للمواقع والأحياء السكنية». وأشار الرشيد إلى أن إجمالي المساحة التي تستهدفها المشاريع التطويرية داخل المدينة ستصل إلى 70 كلم2 في عام 2020م، وبنسبة نمو في عدد السكان ستصل إلى 50 ألف لنفس الفترة، ملمحاً لمصادر التمويل التي تدعم مشاريع المدينة، حيث بلغت حتى اليوم أكثر من 25.5 مليار ريال مع تزايد نسبة النمو السنوي وصافي الدخل. من جانب آخر، أشار الدكتور عبدالرحمن الزامل رئيس مجلس الغرف السعودية إلى أنه عاصر نشأة المدينة الاقتصادية منذ البداية، وكان شاهداً على الكثير من المعوقات والتحديات التي واجهتها مسيرة المدينة وتم تجاوزها بفضل الجهد المبذول والعمل الجاد، حتى أصبحت المدينة الاقتصادية صرحاً اقتصادياً شامخاً ورقماً كبيراً في الخارطة الاقتصادية الإقليمية والدولية. وتوقع الزامل أن تصبح المدينة خلال السنوات الثلاث القادمة رافداً اقتصاديا قوياً، ووجهة استثمارية واقتصادية للتجارة الدولية، مثلها مثل سابقاتها من المدن الاقتصادية حول العالم، مبيناً أن العمل يعتبر ضخماً في ميناء الملك عبدالله، كما توقع أن يستقبل الميناء خلال السنوات القريبة القادمة المزيد من الحاويات التي ستأتي من مختلف المدن والموانئ العالمية. وكانت جلسات المنتدى في اليوم الأول قد بدأت بمشاركة مجموعة من المستثمرين الحاليين في المدينة الذين عكسوا تجاربهم في المدينة، إلى جانب مناقشة آفاق الاستثمار في الخدمات اللوجستية والخدمات والمرافق الاجتماعية وقطاع الصناعة، فيما سيتناول المنتدى في اليوم الثاني عرض الفرص الاستثمارية الواعدة الذي يتيح لكافة المشاركين فرصة الاجتماع مع رؤساء قطاعات المدينة لمناقشة حزمة من الفرص في مجالات عدة تقدر في مجموعها ب 2.6 مليار ريال سعودي. شهد حفل الافتتاح إبرام حزمة من العقود والاتفاقيات، حيث أعلنت شركة إعمار المدينة الاقتصادية عن توقيع عقد مرابحة مع مصرف الإنماء بقيمة مليار و250 مليون ريال لفترة تمويل تمتد لثماني سنوات، حيث وقع العقد نيابة عن إعمار المدينة الاقتصادية فهد الرشيد الرئيس التنفيذي لمدينة الملك عبدالله الاقتصادية، بينما مثل مصرف الإنماء عبدالمحسن الفارس العضو المنتدب والرئيس التنفيذي في المصرف. والاتفاقية الثانية، وقعتها شركة إعمار المدينة الاقتصادية مع شركة مجموعة الحكير لتطوير فندق أربعة نجوم في حي البيلسان بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية، باستثمار قدره 100 مليون ريال، بما في ذلك قيمة أرض المشروع ومساحتها 10.3 ألف متر مربع، بقيمة 15.4 مليون ريال، وتتضمن الاتفاقية تأسيس شركة خاصة بالمشروع برأس مال مبدئي قدره مليون ريال سعودي. وستكون حصة شركة إعمار المدينة الاقتصادية 40 % وحصة شركة مجموعة الحكير 60 % من رأس المال، وقد وقع الاتفاقية كل من فهد الرشيد، المدير التنفيذي والعضو المنتدب لمدينة الملك عبدالله الاقتصادية ومساعد الحكير، رئيس مجلس إدارة شركة عبدالمحسن الحكير للسياحة والتطوير. كما وقعت شركة إعمار المدينة الاقتصادية، ممثلة في فهد الرشيد، المدير التنفيذي والعضو المنتدب لمدينة الملك عبدالله الاقتصادية اتفاقية مع شركة إدارة وإنماء المشاريع العقارية، ممثلة في صالح بن لادن، رئيس مجلس الإدارة، وذلك لتطوير مجمع سكني يحتوي 288 وحدة سكنية في حي البيلسان بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية باستثمار قدره 250 مليون ريال، بما في ذلك قيمة أرض المشروع ومساحتها 119 ألف متر مربع، بقيمة 47 مليونا. وتتضمن الاتفاقية تأسيس شركة خاصة بالمشروع برأس مال مبدئي قدره مليون ريال سعودي، بحيث تكون حصة شركة إعمار المدينة الاقتصادية 20 % وحصة شركة إدارة وإنماء المشاريع العقارية 80 % من رأس المال، وسيكون لهذه الاتفاقية اثر إيجابي على وتيرة تطوير المدينة واستقطاب الاستثمارات ومردود مالي للشركة من بيع الأرض الذي سينعكس على قوائمها المالية في المستقبل. جانب من حضور منتدى الاستثمار خلال عرض الفرص الاستثمارية بالمدينة الاقتصادية