لنهائيات النصر والهلال رونق خاص على كافة المستويات, ففي محطاتها تبرز وجوه كنا نعتقد أن آخر اهتماماتها كرة, ولا ضير إن وجدنا علماء دين يدخلون في هذا الخضم ويعطون رأيهم حيال ظاهرة قطبي العاصمة, وسينشط هذه الأيام مفسرو الأحلام , وسيظهر نجوم الفن بين مرتاد الشال الأصفر وفي الضفة الأخرى الأزرق , ودخل في الآونة الأخيرة على الخط الحسناوات من مذيعات النشرات الإخبارية والبرامج المنوعة في كهف الهلال والنصر , وكل له مآرب حتى ولو كان بينه وبين عشاق الصحراء أو البحر كالمسافة بين السماء والأرض, فالمهم في حساباته أن يأخذ من كعكة الشهرة نصيبا. والحق يقال: إن لمواجهات العالمي والزعيم جاذبية تفوق المواجهات الأخرى, ليس فقط جماهيريا ولا إعلاميا, بل لأن لها عشاقا يتسامرون على ضوء القمر , وآخرين يهيمون بدفء الشمس بطريقة جنونية تتخطى حدود الوطن. والجميل في نزال رمال الصحراء وأمواج البحر أن الماضي لا يغيب، بل يستحضر وكأنه حاضر , ولعل التغني بماجد وسامي إلى الآن قبل كل مواجهة هو إرث لا يتخلى عنه أنصار الفريقين. وبصراحة أكثر وأكثر مواجهة قطبي العاصمة ترسم لها الخرائط خليجيا وعربيا, ولا تقتصر على القوة الإعلامية والجماهير المحلية فقط, فهي محطة عربية بامتياز لها عشاق، بل ومشجعون بعضهم أكثر تعصبا من جمهور الفريقين المحليين. ولقد شاهدنا جماهير خليجية تقطع مسافات طويلة لتحضر مواجهتهما وبعشق لا مثيل له. اتفقنا أو اختلفنا الهلال والنصر "غير " في وهجها وحدودها وطربها, وحتى تطفل من ليس له ناقة ولا جمل بالرياضة عليها, ولعل مفسري الأحلام يتكاثرون عليها هذه الأيام , فلا تصدقوهم.