اتسمت السنوات الماضية بتطورات وتحديات عديدة كان لها تأثيرات مباشرة على مفهوم الإدارة العامة.. ومن أهم هذه التحديات اختلاف، التغيرات البيئية، وتطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات..ولكي يتمكن القطاع الحكومي من مواجهة تلك التغيرات، ينبغي الاستفادة من التطورات الحديثة في الإدارة وتجارب الجهات المتميزة الأخرى في كيفية التعامل مع مثل هذه التغيرات والتطورات. إن التعامل مع المتغيرات التي تحدث على المستوى المحلى والإقليمي يتطلب ضرورة إحداث تغييرات جذرية في أسلوب الإدارة في المنظمات الحكومية وكيفية تقديمها للخدمات، وهذا يستلزم تبني مفهوم حديث للإصلاح الإداري يتلاءم والتغيرات التي يمر بها الجهاز الحكومي.. فالمفهوم التقليدي للإدارة العامة لم يعد قادراً على التعامل مع التطورات الحديثة. لقد شهدت مدن المملكة ولا تزال معدلات عالية من التنمية والتطور في كافة المجالات، ومنها التنمية العمرانية، حيث تم تنفيذ العديد من المشاريع العامة والخاصة، وما واكبها من جهود كبيرة قامت بها أجهزة البلديات في مجال الإشراف والمتابعة؛ حيث دعت الحاجة إلى وجود الأسس والقواعد التي يمكن أن يسير بموجبها العمل بشكل دقيق وواضح وبصورة فنية ملائمة. وتماشياً مع هذه الطفرات حرصت أمانة المنطقة الشرقية على اتباع أسلوب الإدارة الحديثة عبر إدارة وتوجيه الموارد البشرية والمادية، وتنظيم وسرعة ترسية العقود الأمر الذي ساهم في سرعة ودقة الانجاز، حيث ساعد ذلك في تطبيق رؤى الأمانة نحو إرضاء المستفيدين. وفي مجمل حديثنا عن دور الإدارة الحديثة في تطور العمل البلدي.. لابد أن نعي أن الأداء الإداري المتميز عنصر هام وضروري من عناصر الإدارة الحديثة النموذجية، حيث ترتقي مكونات النجاح للإدارة كلما كان التخطيط الاستراتيجي فعالاً وشاملاً ومتوازناً ومواكباً لتطورات العصر، وذلك بهدف الارتقاء بشمولية العمل البلدي في جميع مكوناته. ختاماً..لابد أن ندرك أن العديد من دول العالم أخذت في التخلي عن الأسلوب التقليدي للإدارة لصالح الإدارة الحديثة، ونحن في أمانة الشرقية طبقنا هذه المفاهيم الإدارية والتجارب الناجحة فى هذا المجال..ونحن هنا لا ندعو إلى نقل تلك المفاهيم كما هي، ولكن للاستفادة قدر الإمكان من الأساليب والممارسات الحديثة بما يتلاءم وظروفنا الاقتصادية والاجتماعية تحقيقاً لتطبيق الحكومة الذكية في كافة تعاملاتنا الإلكترونية.