قتل سبعة اشخاص بينهم ثلاثة افراد من عائلة واحدة في اعمال قصف عشوائية اصابت منطقتين سكنيتين في مدينة بنغازي الليبية الجمعة، بحسب ما اعلن مركزان طبيان في بنغازي. وقال مركز بنغازي الطبي على صفحته الرسمية في موقع فيسبوك "الحصيلة من الشهداء التي وصلت للمركز سبعة"، مشيرا الى ان هؤلاء قتلوا الجمعة بعدما اصابت مناطق سكنهم "القذائف العشوائية". واوضح المركز الذي يضم المستشفى الرئيس في بنغازي (الف كلم شرق طرابلس) ان من بين ضحايا اعمال القصف على منطقتي الحميضة والكيش في وسط المدينة، ثلاثة افراد من عائلة واحدة. في موازاة ذلك، اعلن مستشفى الجلاء للجراحة والحوادث في بنغازي على صفحته في موقع فيسبوك ايضا انه استقبل "قتيلا وسبعة جرحى جراء سقوط قذيفة عشوائية في منطقة الحميضة" في حديقة عامة. ولم تتضح الجهة التي تقف وراء اعمال القصف في هذه المدينة التي تشهد منذ اكثر من عام معارك دامية بين جماعات متشددة بينها جماعة انصار الشريعة القريبة من تنظيم القاعدة، والقوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا. وقتل في اعمال العنف في بنغازي والتي تشمل المعارك والهجمات الانتحارية وتفجير السيارات المفخخة واعمال قصف يومية، اكثر من 1700 شخص منذ بداية 2014 بحسب منظمة "ليبيا بادي كاونت" غير الحكومية، وهو اعلى معدل قتلى مقارنة بباقي المدن الليبية. وتشهد ليبيا صراعا على السلطة منذ اسقاط النظام السابق عام 2011 تسبب بنزاع مسلح في الصيف الماضي وبانقسام البلاد بين سلطتين، حكومة يعترف بها المجتمع الدولي في الشرق، وحكومة مناوئة لها تدير العاصمة منذ اغسطس بمساندة تحالف جماعات مسلحة تحت مسمى "فجر ليبيا". واكبر المجموعات المسلحة في بنغازي تنضوي تحت مسمى "مجلس شورى ثوار بنغازي"، الذي يضم جماعة انصار الشريعة، والمتحالف مع السلطات الحاكمة في العاصمة، التي تخوض بدروها معارك يومية في عدة مناطق من ليبيا مع القوات الموالية للحكومة في الشرق. كما ان تنظيم داعش المتطرف ينشط في بنغازي حيث تدور معارك في مناطق تقع في وسطها وجنوبها وغربها، معلنا عن عمليات انتحارية او اعمال قنص ضد القوات الموالية للحكومة المعترف بها. سياسيا دعا "مجلس أعيان ليبيا للمصالحة"، كافة الليبيين إلى اتخاذ العفو منهجا حقيقيا بينهم لكي نخرج مما نحن فيه وننهي حالة الانتقام والانتقام المتبادل. ورأى المجلس، في بيان أصدره عقب اجتماعه في طرابلس الليلة قبل الماضية، أن الوقت قد حان لأن يلتفت الحكماء والعقلاء من أعيان البلاد وسياسييها، إلى ضرورة إطلاق مشروع متكامل للمصالحة الحقيقية التي تنهي كل أسباب الخلاف بين أبناء الوطن الواحد، مؤكدا أن هذه الحروب الداخلية، بلا أفق حقيقي، واستمرارها سيخرج ليبيا من حركة التاريخ، وسيجعلها في سجل الدول الفاشلة التي لم تتمكن من منع أبنائها من الاقتتال والاحتراب الداخلي.