أكدت شخصيات وطنية وخليجية أن مكافحة الإرهاب مسؤولية جماعية، وأن تعزيز الوحدة الوطنية والالتفاف حول القيادة الرشيدة يقطع الطريق أمام المتطرفين، مشددين على اللحمة الوطنية واستتباب الأمن وتفويت الفرصة على العابثين بأمن الوطن العزيز، ونشر ثقافة المحبة والتسامح وبث روح الأخوة والاحترام بين مكونات هذا الوطن، وتغليب المصلحة الوطنية العامة، والتمحور حول القيادة الراشدة، واجتثاث خطاب الكراهية والتحريض، ولم الصف والتعاون على البر والتقوى لا على الإثم والعدوان. واعتبر عدد من المشاركين في تقديم واجب العزاء في تفجير مسجد القديح أن مرتكبي الجريمة الإرهابية في محافظة القطيف لن ينجحوا في شق الصف الوطني وإحداث الانقسام بين المواطنين في القطيف ومختلف مدن المملكة، الذين نشأوا على الألفة والمحبة بينهم. وأجمعوا على أهمية تعزيز اللحمة الوطنية، والحفاظ على السلم الاجتماعي، ونبذ التطرف والكراهية؛ للحفاظ على المنجزات والمكتسبات الوطنية. وثمنوا المواقف الشرعية والوطنية المسؤولة، الصادرة عن هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، وعلى رأسهم مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، ومن كافة الأجهزة الأمنية التي بادرت بمحاصرة الجناة وتعقبهم؛ حرصاً على إطفاء شرارة الفتنة والعبث بأمن واستقرار الوطن والمواطنين. وشدد محافظ هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات السابق الدكتور عبدالرحمن الجعفري على ضرورة تفويت الفرصة على الجهات الساعية لبث الفرقة والتمييز بين أفراد المجتمع السعودي، مضيفا، أن هناك اطرافا تتربص بالمملكة وتعمل لهدم أركان الوطن، مشيرا إلى أن المجتمع يتحمل مسؤولية كبرى في عملية رص الصفوف والالتفاف حول القيادة الرشيدة. وقال خلال تقديمه واجب العزاء، أمس الأول، إن الاتصالات سلاح ذو حدين، فالتقنية الحديثة تكون نافعة بما يسهم في زيادة الاطلاع والتعرف على الحديث في كافة العلوم الانسانية والطبيعية، بينما يمكن استغلالها في اهداف غير نافعة واجرامية بهدف الهدم، داعيا المجتمع لإدارك مثل هذه الامور؛ للوقوف سدا منيعا في وجه هذه الاطراف المجرمة، ولافتا الى أهمية التفريق بين ما ينشر على الانترنت من الغث والسمين، وبالتالي عدم التعاطي مع ما ينشر من معلومات تحمل في طياتها الخراب والدمار. وأشار إلى وجود غرف خاصة للحاقدين في خارج الوطن تقوم ببث رسائل الفرقة والتمييز، بهدف إشاعة الفوضى وزعزعة الاستقرار في ارجاء الوطن، محذرا من التعاون مع هذه الاطراف سواء بوعي أو دون وعي من خلال نقل ما يتم بثه من رسائل حاقدة، مطالبا في الوقت نفسه بضرورة الحذر في التعاطي مع المعلومات التي يتم تداولها عبر شبكات التواصل الاجتماعي، خصوصا مع وجود شائعات ومعلومات ليست دقيقة أو لا تمت للحقيقة بصلة، معتبرا بث مثل هذه الرسائل يمثل نوعا من التعاون في تحقيق أهداف تلك الأطراف في دهم المجتمع الواحد. وأوضح مدير إدارة الدفاع المدني في محافظة القطيف العقيد راشد المري، أن إدارة الدفاع المدني تلقت بلاغ الحادث الإرهابي فور وقوعه، حيث تم التنسيق مع الجهات ذات العلاقة للمساهمة في إسعاف الجرحى، لافتا الى ان ادارة الدفاع المدني قامت بالتنسيق مع جمعية الهلال الأحمر للوقوف على الحادث والتواجد في الموقع. وأضاف أن إدارة الدفاع المدني والجهات الاخرى تعاملت مع الموقف بما يستحق، خصوصا وان الصدمة الكبرى لم تقتصر على المصلين بل شملت كل مواطن على أرض المملكة، سائلا المولى أن يجنب المملكة شرور الإرهاب ويحمي الجميع من الاعمال المتطرفة التي تسعى للتخريب واشاعة الفوضى وزعزعة الاستقرار. واعتبر تقديم واجب العزاء لذوي الشهداء واجبا وطنيا، مضيفا، ان منسوبي الدفاع المدني يشاطرون العزاء جميع أسر الشهداء، مشيرا إلى أنه حرص على التواجد شخصيا لنقل تعازي ومواساة كافة منسوبي الدفاع المدني في مصاب رئيس الرقباء كمال العلويات، الذي كان مثالا للإخلاص والتفاني في العمل طيلة عمله في إدارة الدفاع المدني. وأوضح عضو مجلس الشورى العماني وممثل ولاية مطرح توفيق اللواتي أن العمل الارهابي الذي ضرب القديح يستحق الإدانة والشجب، لافتا الى ان الجريمة الإرهابية غريبة عن الجسم الخليجي الذي جبل على التسامح والتعايش، مضيفا، ان المجتمعات الخليجية نشأت على المحبة والاخوة واللحمة الوطنية الخليجية. مضيفا، ان الهدف من التواجد في مجلس العزاء تقديم التعزية لذوي الشهداء في بلدة القديح، مشيرا الى ان المصاب واحد والجميع يشعر بهول الحدث، فالشعوب الخليجية تشعر بآلام وأحزان بعضها البعض. فيما طالب عضو مجلس الأمة الكويتي السابق هاني شمس بضرورة اجتثاث منابع الفكر المتطرف محذرا من مخاطر تنامي هذه الافكار في المجتمع الخليجي، لافتا الى ان الفكر المتطرف ينعكس بصورة مباشرة على امن واستقرار الشعوب الخليجية، وان اجتثاثه يمثل المدخل الاساس لإعادة الالفة والمحبة والتعايش في المجتمعات الخليجية. وأشار إلى ان الجريمة الارهابية ادمت قلوب الجميع، خصوصا وأن العمل الاجرامي ارتكب في بيت من بيوت الله وفي يوم مبارك، مبينا، ان العمل الارهابي لا يمت للإنسانية بصلة، فضلا عن الدين الاسلامي، مؤكدا، ان الجهات المرتكبة لمثل هذه الافعال لا تحمل أي ذرة من الانسانية، فالإنسان المسلم لا يرتكب جريمة بحق أناس أبرياء يؤدون فريضة الصلاة. وقال إننا في الكويت والمملكة جسد واحد، وما يحصل للشعب السعودي يتألم عليه الشعب الكويتي، فالحدث الجلل أصاب قلوب جميع أفراد الشعب الكويتي. متمنيا الشفاء العاجل للجرحى. معزون من مختلف مناطق المملكة ودول الخليج