جملة بسيطة بلغة عامية من أربع كلمات قد تكشف لك ما لا يسرك.. تتضمن لغو قسم معروف في لهجتنا يجري مجرى اللسان وليس يميناً تؤاخذ عليه، قال تعالى «لا يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ» (225) سورة البقرة. ضحايا فكر "داعش" الإرهابي الذين فجروا وقتلوا وحرقوا في بلادنا لم يكن يدر في خلد معظم ذويهم أن يقوموا بما قاموا به من جرم عظيم، فلا يوجد عاقل فما بالك بمسلم يتمنى أن يصبح ابنه إرهابيا مجرما، فلا يغرنك صلاح ابنك أو قريبك أو علامات الهداية الشكلية على محياه، بل يجب أن تقلقك هذه الأيام أكثر للأسف، واحذر ان يكون فلذة كبدك يحمل في قلبه بذرة داعشية قد يتحول بها يوما الى قنبلة موقوتة، اجلس مع ابنك أو قريبك وتظاهر بتأييد عصابة الشر "داعش" وقل له تلك الجملة "داعش رجال!" أو ما يماثلها ثم انظر كيف تكون ردة فعله ولاحظ تعابير وجهه وستعرف من تعليقه مباشرة إن كان يحمل بذرة أولئك الخوارج أم لا، حاول أن تستفزه لتعرف كيف يفكر وأي فكر يعتقد.. فإن رأيت أو سمعت ما لا يسرك فلا تغضب أو تنفعل، بل استمر بمحاولة سبر أغوار فكره وحدد في أي مرحلة من الخطر يقع، فإما أن تتمكن من تغيير وجهة نظره وهدايته للحق وتوضيح خطر أولئك الخوارج له أو دع الأمر لأهله واتصل بمكافحة الإرهاب، فأن تصل إليهم حقيقته عن طريقك خير لك والله من أن تصل حقيقته إليك عن طريقهم إما حيّا أو ميتا! حتى لو كان الثمن سجنه فلو سجن فلذة كبدك سنة او سنتين او سبعا او حتى عشرا فهي خير لك والله من ان تستلمه أشلاء وفي رقبته دم امرئ مسلم! ولا تكف أبدا عن الدعاء لأهلك وذويك ولا تظن انكم بمنأى عن بذور الشر التي يسعى كلاب النار جاهدين لزرعها في عقولهم، فلقد رأينا كلنا من كان خلف تفجير القديح الآثم ومن خلف قتل ابناء وطننا ورجال امننا وتألمنا أي ألم ونحن نسمع تواريخ ميلادهم فجلهم أطفال منا، نجح الخوارج بالتغرير بهم، وغسل أدمغتهم، فعاجل بالتعرف على ما يحمله ابنك أو قريبك من فكر ولا يغرنك صغر سنه، تابع ما يكتبه في "تويتر" وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي، وانظر من يتابع ومن يؤيد فتلك الوسائل سيوف ذات حدين رهيبين! حتى لو وجدته لا يتابع إلا الدعاة ورجال الدين، فلقد تابعت بعضا من أولئك "الدعاة" المشهورين المؤثرين على فئة الشباب خاصة وللأسف لم أجد لهم كلمة أو تغريدة واحدة تحذر من "داعش" رغم رفع عدد لا بأس به من متابعيهم رايات داعش السوداء! ولذا تذكر أن الفتنة توقد لنا من الخارج وتُغذّى من الداخل فقم بذلك اليوم قبل غد، ولا تسوف أو تؤجل فهي والله مسؤولية تقع على عاتقك وعاتقنا أجمع فنحن صمام الأمان الأول لهذا الوطن، ولن ينفعنا الندم حين لا ينفع الندم، أسأل الله أن يتغمد شهداء الإرهاب بواسع رحمته، وأن يرد كيد الخوارج في نحورهم، وأن يجعل تدبيرهم في تدميرهم، وأن يحفظ شبابنا وشباب المسلمين وأن يديم علينا أمننا وأماننا ووحدتنا الوطنية وتلاحمنا مع قيادتنا ويحفظ بلادنا من الفتن، ما ظهر منها وما بطن! هذا ما أرى والله -سبحانه وتعالى- أعلم.