إننا وبتأملنا لمجريات الأحداث حولنا على الساحة الإقليمية منذ ما يربو على عقدٍ من الزمن, انتهاءً بساعة إطلاق عاصفة الحزم ألا يفرض علينا إعادة النظر وتحريك الفكر حيالها كافة !؟ خصوصاً بعد تفشي أعمال جسام, من قبل جهاتٍ تدعي المقصد الساميِ, وإذ بحقائقها تنجلي بارتكابها طوام لا تفعلها حتى الهوام, فكم من فرقٍ ظهرت وادعت الجهاد, وقد أساءت للدين والعباد, تهرف بما لا تعرف بزعمها من خلال أعمالها نُبل الأهداف, ثم إذ بها تقترف كل إسفاف, وجلبت على دولٍ مسلمة الدمار والحصار, وأدت لنفور غير المسلمين من الإسلام, وشككت بصحة معتقداته حديثي الإسلام, والسؤال لكل من أصاب عقله السفه أو ادعى الفقه وبرأيٍ أحاديٍ اكتفى : هل اجتمعت الأمة على تنظيمٍ زعم القتال في سبيل الله ولاقى منهم جزءا من التأييد !؟ أرأينا رضا من علماء ربانيين لتنظيماتٍ تفككت عندما كانت بأشد قوتها !؟ هل سمعنا تأييداً وشاهدنا تمجيداً أوشعرنا بتعزيزٍ من عزيز وعقلاءَ وعلماءَ معتبرين فضلاً عن دولٍ إسلامية لمن خرجوا علينا فجأة براياتٍ سوداء مشهرين سكاكينهم ممتطين طوابير من (الهايلوكسات) وشعارهم (جئناكم بالذبح) لمن عارض نهجهم !؟ حَصحَصَ الحقُ بالاكتفاء بآياتٍ وأحاديثٍ صحيحةٍ, بدلاً من أقوالٍ اجتهاديةٍ بوحل الضلال طريحة, ممن وصفهم نبينا "بأنهم حدثاء أسنان سفهاء أحلام" درجة العلم الشرعي لفردهم مجرد (طويلب علم) في أحسن حالاته,فلن نستغرب من فتاوى غاية في الغباء, صادرة من كهوفٍ وأقباء, أقل طوامها هدر الدماء, مارست أبشع أعمال القتل والتنكيل بمسلمين حكموا بردتهم لمجرد عدم مبايعتهم, إن لم يكن هؤلاء خوارج العصر فبالله من سيكونون !؟ نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم) يعلم أن أمته ستبتلى بهم فقال فيهم "طوبى لمن قتلهم أو قتلوه" و "لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد" لعلمه أن شرهم كبير ومستطير, وهذا ما رآه العالم وبسببهم غدا عقلاء اليهود والنصارى شاهدين لبراءة الإسلام من أعمال الذين يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ولا يجاوز تراقيهم لا آيٍ ولاحديثٍ يقرأون.. يا من بحجة الجهاد كفروا ولاة أمرهم وقاموا بالافتئات على علمائهم متأثرين بما يفدهم من مجرمين بالشام والعراق وبدون يقينٍ أنهم على حقٍ مبين, لتسألوا من وصفهم نبيكم بأنهم "يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان" لم لا يكون جهادكم ضد إسرائيل كونها مد بصركم بدلاً من أن يكون بدار قبلة المسلمين !؟ ألا قرأتم عن بلدٍ أخبر نبيكم أن الفتنة ستخرج منها ونُقل عن سلفكم أنهم يسألون عن الصغيرة ويرتكبون الكبيرة.!؟ هل سمعتم وشاهدتم إجماعاً والتفافاً من شعوبٍ وعلماءٍ ودعاة الأمة من الهند والسند, أو من العرب والعجم, أو من فرسٍ مسلمين لتنظيم أوجبهة أودولة مزعومة كالتأييد المنقطع النظير لعاصفة الحزم التي تبنتها بلاد الحرمين !؟ إن العاقل بصير نفسه والإنسان حين لقاء ربه لن ينفعه من سلب عقله حال اكتشافه أنه مات وهو مجرد أداة لتنفيذ مخططات سرية باسم (عش الدبابير) تديرها استخبارات بشعارات دينية ولم يُقتل شهيداً وإنما مجرماً سفاكاً للدماء مستبيحاً للأعراض ومن شذ شذ في النار.! انظروا لأفاعيل أولئك الجماعات واسمعوا لأقاويل تلك الجهات المدعية للجهاد, جُلهم في صراع, وكل يوم هم بتشرذمٍ وضياع, ومن ذكرى الماضي سيغدون. كما اندثر من كانوا بغيهم سائرين, فكونوا يا أبناءنا واعين قبل أن تندموا, فلكل تبيانٍ عنهم ستتذكرون, تأملوا بهبوب الدول الإسلامية للاصطفاف خلف قيادة بلادكم بعاصفة الحزم لإيقاف زحف أعداء الأمة الحقيقيين نحو الحرمين الشريفين, ألا يدلل لكم على أنها قيادة صالحة شرعية لأمتكم الإسلامية !؟ ألا يؤكدها عندكم قول نبيكم (صلى الله عليه وآله وسلم): "لا تجتمع أمتي على ضلالة" !؟