الارهاب الداعشي الملطخ بدماء السوريين والعراقيين دون تمييز بين الشيعة والسنة ومجرموه هم المتورطون بقتل الشهيد الغامدي امتدت أياديهم الآثمة الى القديح لتفجر عبر أحد عناصرها مسجد الامام علي بن أبي طالب حيث قتل في هذا التفجير من قتل وجرح من جرح ليضيف الداعشيون الى أعمالهم الارهابية المتعددة عملا مشينا آخر أدانه العالم بأسره كما أدان وما زال يدين سائر أعمالهم الاجرامية التي لا علاقة لها بدين أو عقل أو قانون. ان ما حدث بالقديح وما زال يحدث في كثير من الأقطار التي منيت بالأفكار الداعشية المتطرفة هي عمليات اجرامية هدفها الأساسي كما هو الحال مع ما حدث في مسجد الامام علي هو تمزيق الوحدة الوطنية المتغلغلة في قلوب وعقول أبناء المملكة، كما أنه يرمي الى زرع بذور الفتنة ونشر الطائفية البغيضة بين أفراد المجتمع السعودي المعروف بلفظه لكل أشكال وألوان الفتن ولفظه للطائفية بكل تفاصيلها وجزئياتها. وتلك الأعمال الدنيئة التي يرتكبها الداعشيون تجيء في أعقاب اليأس الواضح الذي لا يكاد يخفى على أفاعيلهم وأفاعيل أعوانهم جراء ما أفرزته عاصفة الحزم من انتصارات واضحة على الأرض ضد الحوثيين وقوات الرئيس اليمني المخلوع، فالارهابيون بدأوا يحسبون ألف حساب لهبوب تلك العاصفة التي أودت بأحلامهم العدوانية التوسعية وتكاد بنجاح ملحوظ أن تصيب مخططاتهم الارهابية في مقتل. ويعلم الداعشيون علم اليقين أن ما ارتكبوه من فعل شنيع في القديح لن يؤثر على اللحمة الوطنية الآخذة في القوة والشموخ، ولن يؤدي الى اشاعة الفتن بين المذهبين الشيعي والسني، فأصحاب المذهبين متساوون في الحقوق والواجبات أمام الدولة ولا فرق في تعاملها مع الشيعة والسنة. ولا شك أن عملية القديح الاجرامية تمت وفقا لما أعلن عنه سابقا من ضبط كميات كبيرة من المتفجرات التي حاول أذناب الداعشيين تهريبها من البحرين الى المملكة، ومن تم ضبطهم هم من أفراد الخلية الداعشية الاجرامية، وهم من المغرر به من صغار السن حيث غسلت أدمغتهم بأفكار منحرفة وكان في نيتهم الاقدام على ارتكاب عمليات انتحارية عديدة. وقد ضرب رجالات الأمن البواسل بالمملكة مثالا جديدا على التضحية والفداء عبر ما حققوه من نجاح احترافي في الكشف عن تلك الخلية الاجرامية قبل أن تتمكن من تنفيذ أعمالها الارهابية. ان المضامين السامية التي جاءت في برقية قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- يحفظه الله- لسمو ولي العهد بعد ذلك الحادث الأليم تصب في روافد وضع الخطط المناسبة الكفيلة بعدم تكرار أمثال تلك الجريمة الشنعاء، والتعامل مع أولئك المجرمين بحزم وشدة ليكونوا عبرة لمن يعتبر، والضرب بيد من حديد على كل مارق وعابث يحاول المساس بأمن الوطن ومواطنيه.