ظهرت بلدة القديح هادئة أمس وذلك بعد الحادث الارهابي الذي يعد من الأيام الدامية على الوطن بأكمله وبدأ الأهالي في "لملمة" الصدمة الكبرى التي احدثها العمل الارهابي حيث ادى تفجير انتحاري نفسه في جموع المصلين في مسجد الامام علي بن أبي طالب في استشهاد 21 مصليا فضلا عن 102 مصاب. وعادت الحياة الى طبيعتها باستثناء اثار الحزن الذي يلف وجوه المواطنين عقب وقوع الحادث الذي يعد الأول من نوعه في المنطقة. المحلات التجارية الموزعة على الشارع الرئيس الذي يقسم البلدة الى منطقة شمالية واخرى جنوبية عادت لممارسة نشاطها التجاري، فيما اغلق مسجد الامام علي ابوابه امام المصلين جراء الدمار والخراب الذي لحق به جراء التفجير الارهابي. وقال مواطنون ان العمل الارهابي الذي اصاب بلدة القديح هدفه ضرب الوحدة الوطنية، مؤكدين على ضرورة الارتقاء بمستوى الوعي في مثل هذه المرحلة الحساسة، لافتين الى ان الارهاب يستهدف الوطن ككل وليس مقتصرا على فئة محددة، مطالبين بضرورة ضبط النفس وعدم تحميل الاخرين مسؤولية او جريرة عمل ارتكبه صاحب فكر ضال. اوضح جمال الناصر «مواطن» ان الجريمة النكراء التي شهدتها بلدة القديح تمثل كارثة ارهابية كبرى، مطالبا بضرورة القصاص من الجناة والمحرضين على مثل هذه العمليات الارهابية التي تستهدف الابرياء، مستنكرا في الوقت نفسه إقدام الارهاب على قتل المصلين اثناء تأدية الصلاة. وفي مقبرة البلدة التي لا تبعد سوى 150 مترا عن موقع مجزرة مسجد الامام علي بدأت تحضر نفسها لاستقبال اجساد الشهداء الذين سقطوا امس الاول، فعملية تجهيز القبور تجري على قدم وساق، خصوصا في ظل التواصل المباشر مع الجهات المختصة لاستلام الجثث في وقت لاحق. وذكرت اللجنة الاعلامية المشكلة لمتابعة حادثة القديح ان الترتيبات المتعلقة باقامة مجلس العزاء المركزي يجري على وتيرة متصاعدة، مشددة على ضرورة عدم ترويج الشائعات ومحاولة التواصل معها في الحصول على جميع البيانات والمعلومات الدقيقة، حيث سيتم نصب خيمة مركزية على شارع احد لاستقبال المعزين فور الانتهاء من عملية التشييع التي لم يحدد وقتها حتى الوقت الراهن. وبينت اللجنة ان أكثر من 300 شخص من أهالي القديح اجتمعوا لتحديد لجان تنظيمية لتشييع الشهداء. وطالب الشيخ محمد العبيدان أثناء الجلسة بضبط النفس والهدوء والاستقرار والطمأنينة ليكون ذلك خير ردٍ على تلك القوى الفاسدة والزمرة الحاقدة. وذكر أن هذا الاجتماع يأتي انطلاقًا للمساهمة في القيام بتشييع الشهداء. وأكد العبيدان على ضرورة التعاون والاتفاق الجماعي بتوزيع الأدوار على جميع الأفراد بالتعاون بدون أي خلاف منوهًا إلى تولي كل فرد لمسؤولية معينة.