"تمازج 2015" هي التسمية التي اختارتها جمعية الثقافة والفنون بالأحساء لمعرضها الجماعي، الذي انتهت الاستعدادات لإقامته، الأربعاء الماضي، بمقر الجمعية، لكن ظرف وفاة ابن رئيسة لجنة الفنون التشكيلية بالجمعية الفنانة سلمى الشيخ حال دون ذلك، ليتم تأجيله إلى وقت لاحق. كانت الفنانة وفي دعوتها لي للمعرض أشارت إلى أن المعرض يتضمن قرابة المائة عمل فني، وأنه ستصاحبه فعاليات متنوعة، تبدأ قبل الافتتاح ولمدة أيام يشارك فيها فنانون من داخل الأحساء ومن خارجها، بل وفنانون تمت دعوتهم من دول مجلس التعاون الخليجي، بمعنى أن هناك حدثا تشكيليا ستشهده المحافظة التي اعتادت على نشاط وعروض ابنائها. شهدت الأحساء قبل أشهر معرضا جماعيا بمناسبة مهرجان للتمور، وأقيم في مقر المهرجان تخلله رسم مباشر، وزيارات لبعض الفنانين وكانت خطوة جيدة في التواصل مع الجمهور، وحدث استقطب عددا من فناني المحافظة واخرين من خارجها. عرفت الساحة التشكيلية في المملكة عددا من فناني الأحساء من خلال مشاركاتهم المبكرة في معارض الرئاسة العامة لرعاية الشباب أو جمعية الثقافة والفنون، ومنهم (أحمد المغلوث وعبدالحميد البقشي واحمد السبت ومحمد الصندل) وغيرهم، وجمعية الثقافة والفنون انطلق تأسيسها من الأحساء عندما أنشأ مجموعة من الفنانين جمعية الفنون الشعبية، وكان التشكيل أحد اهتماماتها، بل ان أول رؤساء هذه الجمعية كان الفنان الراحل محمد الصندل، سرعان ما انضمت هذه الجمعية الى كيان اشمل ولتصبح احد الفروع النشطة للجمعية، ولم تزل. اعتمد النشاط التشكيلي في الأحساء في بداياته على المراكز الصيفية التي تنظمها إدارة التعليم والأندية الرياضية، ومنذ السبعينيات اعتمد على جهتين رئيسيتين هما مكتب رعاية الشباب الذي توقفت اهتماماته واختصاصاته التشكيلية، والجمعية، وما عدا ذلك كانت تقوم به الاندية الرياضية لمنسوبيها من الهواة كما اقيمت معارض جماعية ضمن فعاليات لمهرجانات سياحية ترفيهية صيفية خاصة عن طريق أمانة الأحساء. والواقع أن الأحساء مثل عدد من المدن السعودية لم تظهر فيها قاعات متخصصة للعرض، كما لا يوجد فيها مؤسسات خاصة راعية او ذات صلة بالفنون التشكيلية؛ ما قوّض كثيرا من نشاط فنانيها، وكانت جمعية الثقافة والفنون تسعى دوما الى انشاء قاعات للعروض الفنية في مقراتها المستأجرة، تسد الحاجة وتغني عن الخروج الى مقار او مواقع مفتوحة اكثر للجمهور. لم يزل العدد الأكبر من فناني الأحساء رهن مدينتهم، وان تحرك البعض مع جهات حكومية كرعاية الشباب، او تجمعات فنية خاصة كجماعة ألوان في الرياض، كما نشط البعض من الفنانين او الفنانات الشباب في التواصل والعرض مع بعض المؤسسات الخاصة في الرياض أو جدة؛ ما أسهم في دعم معنوي لهم. اختلفت مستويات الفنانين والفنانات وتنوعت اساليبهم متأثرين بالاتجاهات الفنية السائدة، فبالاضافة إلى الاسماء التي أشرت لها في المقدمة هناك (محمد الحمد وتوفيق الحميدي وسامي الحسين وسعيد الوايل وتغريد البقشي) وقائمة من الاسماء تسعى إلى حضور ومشاركة في معارض أو مناسبات داخل المحافظة وخارجها.