أبدت القائمة بأعمال وزير خارجية إسرائيل، تسيبي هوتوفلي، امس تراجعا عن تأييد حل الدولتين، وذلك بعد يوم واحد من تأكيد قادة الاحتلال لمسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني الزائرة انهم ملتزمون بحل الدولتين. ونقل موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية على الانترنت عن هوتوفلي القول لدى تسلمها منصبها في وزارة الخارجية: "لا بد أن نعود إلى الحقيقة الأساسية لحقنا في الأرض. الأرض ملكنا. كلها أرضنا. لم نأت هنا لكي نعتذر عن ذلك". وحاولت الحكومة الإسرائيلية الجديدة بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو جاهدة إقناع قادة العالم بأنها ملتزمة بحل الدولتين. وقبل الانتخابات البرلمانية التي جرت في مارس الماضي، تعهد نتانياهو بأنه لن تقوم دولة فلسطين ما دام في السلطة. وحاول نتانياهو التراجع عن ذلك الأربعاء عندما التقى موجيريني. وقال: "لا أدعم حل الدولة الواحدة. لا أعتقد أن ذلك حل بأي شكل. أؤيد رؤية الدولتين لشعبين - دولة فلسطينية منزوعة السلاح تعترف بالدولة اليهودية". كما قالت هوتوفلي للدبلوماسية الأرفع مستوى في الاتحاد الأوروبي: إنها ملتزمة بالتفاوض مع الفلسطينيين. ونظرا لاعتبارات نتانياهو في الحفاظ على استقرار حكومته اليمينية القومية، لم يعين وزيرا للخارجية، ولكن عين هوتوفلي كقائم بأعمال وزير الخارجية. وكانت هوتوفلي قد أبدت قبل ذلك معارضتها للاعتراف بدولة فلسطينية وتأييدها لضم مناطق مهمة من الضفة الغربية لإسرائيل. عنصرية واستمرارا لتصريحاته ومواقفه المعادية للعربية والقيادة الفلسطينية، حث وزير الخارجية السابق افيغدور ليبرمان امس بنيامين نتانياهو على إلغاء محادثات مرتقبة مع ايمن عودة رئيس القائمة العربية المشتركة في البرلمان الاسرائيلي، واتهمه بإضفاء شرعية على "داعمي الارهاب". ويعرف ليبرمان بمواقفه المتطرفة وتصريحاته المثيرة للجدل، حيث يتهمه منتقدوه بأنه عنصري وذو ميول "فاشية". وليبرمان زعيم حزب اسرائيل بيتنا اليميني المتطرف المعادي للعرب والموجود حاليا في المعارضة، اعلن انه لن ينضم للحكومة الاسرائيلية الجديدة التي شكلها نتانياهو. ولكنه قد ينضم في نهاية المطاف الى الائتلاف الحكومي الذي يملك اغلبية هشة في البرلمان مع 61 مقعدا من اصل 120. ويترأس ايمن عودة القائمة العربية المشتركة التي اصبحت القوة الثالثة في الكنيست بعد الانتخابات التشريعية في 17 من مارس الماضي، بعد ان حصلت على 13 مقعدا. وقال ليبرمان في بيان: "هذا الرجل يمثل لائحة من داعمي الارهاب في البرلمان الاسرائيلي - ورئيس وزراء اسرائيل الذي يترأس حكومة تعرف نفسها بأنها قومية، سيلتقي به". وأعرب ليبرمان ايضا عن دعمه لتصريحات نتانياهو يوم الانتخابات التي حذر فيها من ان العرب يصوتون "بأعداد كبيرة" لحث ناخبي اليمين على التصويت. ورأى ليبرمان ان نتانياهو كان محقا في ذلك؛ لأنه تم تشجيع العرب على التصويت من قبل "عناصر معادية لإسرائيل، وأولهم السلطة الفلسطينية". وتعرضت تصريحات نتانياهو لانتقادات واسعة بسبب تصريحاته، وانتقدها الرئيس الاميركي باراك اوباما، مشيرا إلى ان مثل هذه التصريحات تقوض الديمقراطية الاسرائيلية. ومن جهته، رفض النائب ايمن عودة التعقيب على تصريحات ليبرمان، لكنه قال: "انه لا يقبل الا بمقابلة عمل جدية مع نتانياهو يطرح فيها القضايا السياسية، وقضايا المواطنين العرب". إفشال عملية السلام على صعيد آخر، قال عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات: إن رئيس وزراء الاحتلال يتقن أساليب فن العلاقات العامة والحديث عن السلام وحل الدولتين بالشكل الظاهري، وفي الحقيقة يفشل السلام بقراراته الاستيطانية والعنصرية المتنكرة لحقوق الفلسطينيين. وأضاف عريقات في حديث إذاعي: "نتانياهو قال لمفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي أنا أؤيد رؤية دولتين لشعبين، وفي نفس الوقت أصدر قرارات استيطانية واجراءات مخالفة للقانون الدولي، مما يؤكد أنه يهدف إلى إفشال عملية السلام". وأكد عريقات أن لقاء الرئيس محمود عباس مع موغريني كان إيجابياً، واشتمل على محادثات معمقة، تناولت آخر مستجدات العملية السلمية، وارتكزت على وجوب قيام المجتمع الدولي بوقف الاستيطان وفرض الحصار على قطاع غزة. وأشار إلى أن الرئيس محمود عباس شدد على شروط تحقيق السلام، وهي إيقاف الاستيطان، وإطلاق سراح الدفعة الرابعة من أسرى ما قبل أوسلو، والاعتراف بدولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو. وحول انعقاد مؤتمر للمانحين المتوقع نهاية الشهر الحالي في بلجيكا، قال عريقات: 'نحن ندعم انعقاد المؤتمر، وخاصة أن قرارات مؤتمر المانحين الذي انعقد في القاهرة في أكتوبر الماضي حول إعمار قطاع غزة لم تنفذ، موضحاً أن نقطة الارتكاز ستكون حول هذه المسألة، وللحديث عن المشاريع التي ستقدم من دول العالم من أجل تطوير البنية التحتية وللموازنة الفلسطينية. تشييع من جهة اخرى، شيع المئات من أهالي جبل المكبر جنوبي القدسالمحتلة، فجر الخميس، جثمان عمران عمر أبو دهيم (41 عاماً) في مسيرة انطلقت من منزله في البلدة حتى مقبرة السواحرة. وقالت مصادر محلية: إن الاحتلال سلم جثمان الشهيد لذويه عند الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، واشترط وجود 20 شخصاً فقط عند مركز شرطة «عوز»، مشيرة الى أن سيارة إسعاف نقلت الجثمان الى منزله حيث ألقيت نظرة الوداع الاخيرة عليه. وشدد محامي مؤسسة الضمير محمد محمود على أن ما حدث مع الشهيد هو حادث سير وليس كما يدعي الاحتلال محاولة لتنفيذ عملية دهس جنود، مضيفا: "عدم تعنت الاحتلال هذه المرة عند تسليم جثمان الشهيد ومصادرة كافة التسجيلات لكاميرات المراقبة الخاصة بالمحال التجارية عند موقع الاغتيال، ومصادرة الاجهزة الخلوية من الذين تواجدوا في الموقع، يدلل على أن الشهيد أبو دهيم ضحية يد الاحتلال المضغوطة على الزناد دوماً تجاه الفلسطينيين". وأكد محمود ضرورة المطالبة بفتح تحقيق فيما جرى مع الشهيد أبو دهيم، معرباً عن وجوب خوض معركة قانونية لفضح جريمة الاحتلال. وكان الشهيد عمران أبو دهيم قد استشهد في قرية الطور برصاص الاحتلال بادعاء محاولته دهس جنود. وطالبت وزارة الخارجية في رام الله، منظمة الأممالمتحدة ومنظماتها المختصة بتشكيل لجنة تحقيق دولية وذات صلاحيات، للكشف عن ملابسات جرائم القتل التي تنفذها قوات الاحتلال بحق المقدسيين.