خصصت أمانة الأحساء ضمن الأسواق المركزية جزءا لبيع التمور المفردة، التي يطبق عليها لائحة الاشتراطات الفنية والصحية والرخص المعنية. في حين شرعت الأمانة في بناء مجمع تجاري داخل مدينة الملك عبدالله للتمور مخصص لمحلات ومعارض بيع التمر المصنعة والتحويلية. وبحسب خالد بووشل مدير العلاقات العامة والإعلام بأمانة الاحساء، فإنه روعي في المحلات المواصفات ذات الجودة العالية، التي تعنى بالمقاييس الفنية والإخراجية لاستيعاب أكبر عدد ممكن من المراكز التجارية الخاصة بالتمور وينتظر أن يكون أكبر مجمع تجاري «مكيف» خاصا بالتمور على مستوى الخليج. وأبان «تولت أمانة الاحساء بالشراكة مع عدد من الجهات الحكومية ذات العلاقة تنظيم مزاد التمور ضمن مسؤولياتها الخدمية والسعي لظهور المزاد بصورة إيجابية والارتقاء بمستوى تمور الاحساء للوصول إلى التميز والمنافسة محليا ودوليا حيث حقق مزاد التمور الذي جاء ضمن مهرجان «للتمور وطن» نسبة مبيعات متسارعة تضمن للمزارعين مستقبلا أفضل وإنتاجا أجود نظير آلية السوق». مكافحة الغش وأضاف بووشل ان «مزاد التمور أخذ طابعا مميزا في عملية تفويج السيارات ودخولها إلى ساحة المزاد عبر آلية مقننة ومدروسة وسط مظلة تبلغ مساحتها 30 ألف متر مربع، حيث تدخل السيارات من البوابة وتسجل بيانات المزارع بعد أخذ عينات عشوائية لدخول مختبر الجودة ويعطى عليها «باركود»، وعند دخول السيارات إلى المرحلة الأولى تقوم لجنة مبدئية متخصصة بفحص التمور وتحديد المستوى، وفي حالة وجود حالات من الغش يتم إخراج السيارة من السوق وعدم السماح لها بمواصلة مراحل البيع، أما في حالة ثبوت عملية الغش بما يزيد عن النسبة التي تقررها اللجنة فيتم مصادرة التمور وفرض غرامة على المزارع وبيع تلك الكميات المصادرة على أن يكون ريعها لصالح الجمعيات الخيرية بالمحافظة، علما بأن مدة الكشف داخل مختبر الجودة لا تتجاوز نصف ساعة، كما أن اللجنة أسهمت في الحد من تفشي ظاهرة الغش التجاري في التمور ورفع مستوى التمور المعروضة وثقافة الفرز لدى المزارع والتاجر مما حقق لتمور الأحساء استعادة ثقتها لدى المستهلك». البيع ب «الباركود» وأوضح بووشل أن البيع في مزاد التمور يتم عبر نظام إلكتروني مقنن باستخدام تقنية (الباركود) بعد إدخال كافة بيانات المزارع وتصنيف التمور ومن ثم خضوع المنتج لمختبر الجودة الذي يعمل على اختبار جودة التمور من حيث ما إذا كان فيه خلط أم لا وتحديد نسبة الشوائب «السقاط وحلم الغبار والتقشير»، وتحديد نسبة الإصابة الحشرية والتي لها تأثير كبير على جودة التمور، كما يقوم المختبر بتصنيف درجة التمور « أ. ب. ج» ونظام البيع الكتروني يضبط عملية البيع والأسعار والنسب بشكل متطور، حيث يتم تسجيل بيانات المزارعين وإعطاؤهم «باركود» خاصا بكل مزارع مع خاصية تخزين موقع المزرعة لكل مزارع، وتسجيل بيانات المشترين، إضافة إلى تسجيل بيانات دفعات التمور مع باركود خاص بكل دفعة وباركود خاص بكل صنف، كما يشتمل النظام على خاصية إضافة أصناف جديدة من التمور، وتسجيل نتائج الاختبارات الخاصة بأصناف التمور وحفظها، واعتماد أصناف التمور أو رفضها. فحص 500 عينة وذكر بووشل: يقوم مختبر الجودة في سوق التمور بفحص 500 عينة من التمور المشاركة بالمزاد يوميا عبر آلية يلتزم بها المزارع من أول دخوله لبوابة المزاد حتى خروجه منها حيث يعتبر المختبر كأداة كنترول للسوق يهدف إلى تحسين جودة التمور، و القضاء على الغش التجاري في البيع والشراء وحماية المستهلك. حيث يعمل في المختبر 40 فتاة سعودية يحملن تخصصات جامعية في الأحياء والكيمياء ومنهن من تحمل مؤهلا ثانويا إضافة لعدد من الدورات التدريبية المكثفة. مضيفا: يتم سير العمل في المختبر عن طريق استلام العينات وتمرير قارئ الباركود على العينة، ومن ثم يتم طباعة نموذج اختبار فحص العينة ليتم إدراج نتائج اختبارات الفحص كما يتم إرفاق نموذج اختبار الفحص بالعينة، ومن ثم ترسل العينة إلى قسم فحص داخل المختبر. وأشار: «تدخل العينات مرحلة الفحص عبر عدد من الخطوات منها الوزن حيث يتم وزن 500 جرام من العينة عن طريق الميزان الالكتروني وتحديد الفئة «الحجم» إضافة لتحديد نسبة الشوائب في العينة وذلك عن طريق سحب 20 حبة من العينة بطريقة عشوائية، وتقدر نسبة الشوائب لكل حبة 5%. وهناك أنواع مختلفة من الشوائب ومنها «حلم الغبار» وهو ماتجمع عليه الغبار حتى أصبح مثل الطبقة الشمعية، و»المعجن» أي أن نسبة الرطوبة عالية مما أدى إلى تجمعه وفقدان التمرة لشكلها الأساسي، و»السقاط» وهو ماسقط من فوق النخلة على الأرض، «الملوث بروث الحيوانات»، «الشيص» أي تمرتان تشتركان في زهرة واحدة وهو طور تمرة غير مكتمل، «المنقور» ما أكل منه الطير، «المقشور» وهو ما يكون نسبة التقشر عالية، «الجاف» حيث تفقد التمرة الكثير من رطوبتها فبالتالي تصبح جافة، «الحويل» وهو ما أتم سنة كاملة، «المتعفن» وهو ما يظهر عليه تغير في اللون والطعم والرائحة ويفقد مكوناته الطبيعية، «طور الرطب» أي عدم اكتمال نضج التمرة، و»صغيرة الحبة» حيث تكون الحبة صغيرة الحجم. الإصابة الحشرية وبين بووشل من ضمن الاختبارات التي تجرى على التمور تحديد نسبة الإصابة الحشرية وذلك عن طريق سحب 10 حبات من العينة بطريقة عشوائية، حيث يتم نزع القمع وفتح التمرة بشكل طولي، ويتم فحص التمرة من الداخل وتحديد نوع الإصابة، وذلك باستخدام المجهر الضوئي. أما عن أنواع الإصابة الحشرية فهناك عدة أنواع منها بيوض، شرنقات، يرقات، وطور حشرة كاملة وهو ما يعرف ب «سوسة التمر». ويمر الفحص أيضا بمرحلة قياس الحموضة PH حيث إن النسبة المسموح بها « 4.5_5.5 « حيث تكون الحموضة معتدلة. وذلك عن طريق جهاز خاص لقياس نسبة الحموضة، ويتم الاختبار بأخذ 4 حبات تمر من العينة، تذاب في ماء دافئ يميل للسخونة في كأس مخصص للاختبار، حيث يتم وضع الجهاز بداخل الكأس لقراءة نسبة الحموضة. وهناك قياس نسبة الرطوبة والذي يتم عن طريق جهاز خاص لقياس الرطوبة (شبيه بالميزان) ويكفي لإجراء هذا الاختبار حبة تمر واحدة من العينة، حيث نفرد التمرة على طبق ثم توضع على الجهاز ويحسب الوزن قبل وبعد التجفيف وتحدد نسبة الرطوبة على هذا الأساس. وبعد إجراء عملية الفحص وتعبئة نموذج البيانات من قبل فنية المختبر يتم إرسال نتائج فحص الاختبارات إلى قسم إدخال البيانات داخل المختبر .وبعد الانتهاء من عمليات الفحص يتم إدخال النتائج والبيانات (I.T ) إلكترونيا عن طريق نظام KACD، وهو برنامج خاص بمدينة الملك عبدالله الدولية للتمور مرتبط محليا بشبكة داخلية بأطراف المزاد بعد ذلك تُسلم نتائج العينة المفحوصة إلكترونيا للخارج «قسم الرجال»، حيث تطبع شهادة بالنتائج ويتم تسليمها للمزارع حيث تعلق على السيارة، وهذه الشهادة الصادرة تُمنح للمزارع ليتمكن من الدخول في سوق التمور والمزاد الذي يقام بشكل سنوي. دور الدلالين وعن دور الدلالين في سوق التمور، أبان بووشل بأن الأمانة أولت مهمة تسجيل وتدريب أكثر من 40 دلالا من مختلف الأعمار وهم المعتمدون رسميا للبيع والشراء داخل مزاد التمور وتم إشراك أصحاب الخبرة ودمجهم مع الشباب من الدلالين وتدريبهم وفق أنظمة السوق ومعايير وآلية البيع باستخدام تقنية الباركود ومكافحة الغش. حيث اثبتوا دورهم الهام في تمييز التمور ومبيعاتها ومايقدمونه من جهد كبير. في حين تم تعيين مشرف على الدلالين من ذوي الخبرة لمراقبة الانضباط وحسن التعامل وتنظيم المزارعين والتجار. وقد خصصت الأمانة جوائز نقدية للدلالين المثاليين وجار حاليا الاستعداد والتدريب للموسم الحالي 2015. الفرز والتعبئة أما عن فرز التمور وتعبئتها وعرضها في الأسواق، فحدثنا تاجر التمور محمد الهبدان أنه يتم شراء التمور من أصحاب المزارع او من السوق المركزي للتمور وتحفظ في ثلاجة التبريد للحفاظ عليها من السوس والحفاظ على لونها وجودتها وفي مرحلة التعبئة تقوم المصانع بتقميع التمور وتنظيفها وإزالة الشوائب والتمور الجافة او التي اكل منها الطير ومن ثم غسلها آليا ومن ثم تعبأ حسب الحجم والوزن إلى كيلو ونصف كيلو وغيرها من الأوزان المتعارف عليها. ومن ثم ترسل الكميات إلى سوق الجملة أو التجزئة حسب الطلب كما ترسل للدول الفقيرة كمعونات لها أو صدقات. أما عن الصناعات التحويلية للتمور فأشار تاجر التمور أحمد العجاجي إلى أن المصانع تقوم بتحويل التمر إلى عجينة تمر حسب آلية معينة وتوزع العجينة على مصانع المعمول والبسكويت ليتم تصنيع المعمول وغيره مضيفا ان هناك صناعات أخرى للتمور فمنها المحشي باللوز والمكسرات ومنها المغمس بالشكولاتة البيضاء والبنية حسب الطلب والأكلات الشعبية التي يقومون بصنعها. مبينا أن هناك طلبا على التمور وعجينتها من مختلف مناطق المملكة كجدة والرياض إضافة إلى دول الخليج. مزاد التمور يعرض العديد من الأصناف الخاضعة لمختبر الجودة جامعيات سعوديات متخصصات أثناء فحص العينات في مختبر الجودة