أحرزت المعارضة السورية تقدما جديدا شمال سوريا بسيطرتها على بعض الحواجز في جبل الأربعين ذي الموقع الإستراتيجي. فيما شن مقاتلو تنظيم داعش هجوما على مناطق خاضعة لسيطرة جيش النظام في حمص. يأتي هذا في وقت نجح فريق سوريا في جمع وثائق كافية لتوجيه اتهامات لبشار الأسد ومعاونيه. وأعلن جيش الفتح في إدلب عن سيطرته على عدة حواجز لقوات النظام في منطقة جبل الأربعين الإستراتيجي وقرية مصيبين بريف إدلب. وأفاد الناطق الرسمي باسم حركة أحرار الشام -المنضوية في جيش الفتح- أن المعارضة استهدفت مراكز قوات النظام بقذائف المدفعية والدبابات، مشيراً إلى أن المقاتلين نسفوا حاجز قصر الفنار المطل على مدينة أريحا عبر نفق حفروه تحت القوات المتمركزة في الحاجز، تبعها استهداف الحاجز بقذائف الدبابات والهاون تمهيداً لاقتحامه ولتغطية تقدم المقتحمين الذين تمكنوا من السيطرة الكاملة على الحاجز. وأضاف: إن مقاتلي المعارضة سيطروا على حاجز مباني الجمعيات المشرف على طريق اللاذقية - حلب بعد انسحاب قوات النظام، كما سيطروا على حواجز قرية مصيبين جنوب شرق مدينة أريحا بعد اشتباكات استمرت ساعات. وبينما ذكرت شبكة سوريا مباشر أن مواجهات جبل الأربعين خلفت 15 قتيلا في صفوف النظام، ذكر آخرون أن المواجهات أدت لمقتل العشرات من عناصر النظام. ويأتي هذا التطور تزامنا مع معارك ضارية بين فصائل المعارضة المسلحة وقوات النظام في محيط المستشفى الوطني في جسر الشغور جنوب غرب إدلب، وذلك وسط أنباء غير مؤكدة عن اقتحام المعارضة للمستشفى والسيطرة على عدد من الأبنية فيه. هجوم داعش من جهة أخرى، شن مقاتلو تنظيم داعش هجوما على مناطق خاضعة لسيطرة جيش النظام السوري في محافظة حمص أثناء الليل في إطار محاولات التنظيم توسيع نفوذه خارج معاقله في الشرق. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 20 متشددا من التنظيم و30 جنديا سوريا على الأقل قتلوا في الهجوم. وقال المرصد: إن أهداف داعش شملت مدينة السخنة التي تبعد حوالي 220 كيلومترا إلى الشرق من مدينة حمص. وقال المصدر العسكري: إن الجيش "صد الهجوم في مناطق وهناك مناطق ما زالت (المعارك) فيها مستمرة". وشنت داعش في الشهور الأخيرة هجمات على مناطق خاضعة لسيطرة النظام السوري علاوة على أماكن خاضعة لقوات المعارضة خارج المساحات التي تحكم سيطرتها عليها في شمال وشرق سوريا. القلمون وشنت جماعة حزب الله اللبنانية الحليفة لبشار الأسد وجيش النظام هجوما كبيرا لطرد المعارضة المسلحة من المنطقة المهمة الواقعة على الحدود بين لبنانوسوريا. فيما قال جيش الفتح: إن مواجهات عنيفة بين مسلحي المعارضة السورية وقوات حزب الله دارت صباح امس على محاور تلال نحلة ورأس المعرة وفليطا. وذكر بيان صدر الثلاثاء عن المركز الإعلامي للقلمون أن الوحدات التابعة لجيش الفتح دخلت في اشتباكات مع قوات النظام السوري المدعومة من حزب الله في منطقة جيرود بالقلمون، وأنها تمكنت من قتل 35 من عناصر حزب الله، فضلا عن إصابة الكثيرين منهم. وأضاف البيان: إن جيش الفتح استولى كذلك على كثير من الأسلحة والذخائر الخاصة بقوات النظام السوري، وأنها استخدمت -أثناء قتالها تلك القوات- تكتيك "اضرب واهرب". فيما تحدثت وسائل إعلام تديرها جماعة حزب الله المدعومة من إيران عن تحقيق تقدم آخر في الهجوم لطرد المسلحين وبينهم عناصر جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا من سلسلة جبال القلمون. ويركز الهجوم على مناطق تبعد حوالي 50 كيلومترا إلى الشمال من معقل حكم الأسد في دمشق، وينظر إليها على أنها أولوية قصوى، فيما يحاول الأسد وحلفاؤه تعزيز السيطرة على الأجزاء المكتظة بالسكان في غرب سوريا. وقال تلفزيون المنار التابع لحزب الله: إن مقاتلي الحزب والجيش السوري يقصفون تل موسى الذي ينظر إليه على أنه أهم هدف في الهجوم؛ بسبب ارتفاعه الشاهق وإشرافه على المنطقة بأسرها. إدانة الأسد على صعيد آخر، ذكرت صحيفة "الغارديان" أن فريقاً سورياً نجح في جمع وثائق على مدى ثلاث سنوات "كافية" لتوجيه اتهامات لرأس النظام في سوريا بشار الأسد ومعاونيه. ونشرت الصحيفة البريطانية، الأربعاء، تقريراً أعده جوليان بروغير بعنوان "جرائم الحرب السرية التي ارتكبها الرئيس السوري". وقال كاتب التقرير: إن "المحققين استطاعوا تهريب وثائق رسمية كافية لتوجيه الاتهام للأسد ول24 من كبار معاونيه". وأضاف: "أضحى لدى لجنة التحقيق الدولية ما يكفي من الأدلة لتوجيه الاتهامات للأسد"، مضيفاً إن "عملية جمع الوثائق دامت 3 سنوات". وقالت اللجنة: إن "القضايا التي سترفع ضد القادة السوريين ستكون حول دورهم في قمع الاحتجاجات عام 2011". وأوضح كاتب التقرير أن "عشرات الآلاف ممن يشتبه بأنهم من المنشقين اعتقلوا وعذبوا وقتلوا داخل السجون السورية". وأشار بروغير إلى أن "هذه الأدلة قدمت إلى لجنة العدالة والمساءلة الدولية التي تضم محققين وخبراء قانونيين، عملوا سابقاً في محاكم تعنى بجرائم حرب تتعلق بيوغوسلافيا السابقة ورواندا، كما قدمت إلى محكمة الجنايات الدولية". وبحسب التقرير، فإن "فريقاً مؤلفاً من 50 محققاً سورياً خاطروا بحياتهم من أجل تهريب هذه الوثائق، وأن أحدهم قتل وأصيب آخر بجروح بالغة، كما اعتقل العديد منهم وعذبوا على يد النظام السوري". وأضاف: إن "اللجنة ممولة من دول غربية، وهي بريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وألمانيا وسويسرا والنرويج والدنمارك وكندا". يذكر أن روسيا استخدمت حق النقض (الفيتو) ضد مشروع إحالة التحقيقات حول نظام بشار الأسد إلى محكمة الجنايات الدولية.