هند فنانة تشكيلية جعلت من الفرشاة والألوان مترجما حقيقيا لمشاعرها وأحاسيسها، فهي تعتبر الألوان ناقلا أمينا لكل ما تشعر به، فمن خلال تجربتها استطاعت ترسيخ قيم وجماليات تخصها، إنها الفنانة التشكيلية هند الذرمان، التقيناها ليكون لنا معها هذا اللقاء: تقول هند بدأت قصتي مع الرسم بحكم دراستي للتصميم الداخلي، وعلاقتي القوية باللون وسحر اللون، ثم قادني هذا العشق إلى أن أحترف، وأمضي في طريقي لتعلم الفن حسب مدارسه واتجاهاته وتطوّر أساليبه، ومن ثم تعليمه لطالباتي حيث إني أدرس مادة الفن لطالبات المرحلة الثانوية، وأعطي دورات في الرسم لهاويات الرسم، فقبل رسم أي لوحة هناك مضامين ومواضيع تفرض نفسها على اللوحة، أحيانا أيضا أرسم فكرتي في صورتها النهائية في داخل خيالي ومن ثم أترجمها على اللوحة وأترك هامشا حرا يأخذني إليه اللون وفضاء الفرشاة. وتضيف: صداقتي مع اللوحة كانت كفيلة بنقل الكثير من إحساسي ومشاعري في حالة الفرح والحزن أو في حالة الحياد التام، فالألوان ناقل أمين ومترجم عميق لكل تلك المشاعر والأحاسيس، وأجد أن اللون يأخذني ليعبر عني بدقة. وعن سبب حضور المرأة الطاغي في لوحاتها، تقول هند: لأنني امرأة لديها قضاياها المشتركة مع النساء، ومضمون المرأة يُظلم كثيرا بتصويرها من خلال لحظات عاطفية فقط، بينما هي بذرة الحياة الأولى ورمز العطاء والحب والخير والوعي. وأضافت: لكل فنان بصمته وخطه الخاص الذي يتكون بعد تجربة عميقة وقراءة واعية لفلسفة التشكيل، وأعتقد أنني بذلت جهدا من خلال تجربتي في التشكيل في ترسيخ قيم وجماليات تخصني، تجدها في حساسيتي مع لون معين أو اتجاه ضمن مدرسة فنية، وليس بالضرورة أن تعكس اللوحات والأعمال الفنية حياة الفنانة، فأحيانا اختار تلك المواضيع التي أسعى من خلالها إلى الاضافة إلى رصيدي اللغوي والشعوري. وعن لوحاتها قالت هند: كثيرة هي اللوحات القريبة لقلبي ولروحي، كل منها له وقعه الخاص وذاكرته الجميلة وحضوره في وجداني، لكن قد تكون هناك لوحات قادمة تعني لي أكثر، هذا ما لا يمكن التكهن به في عالم الفن. وعن القضايا التي تناولتها في هذا المجال تقول: رسالة الفن بشكل عام وبالنسبة لي، رسالة إنسانية وجمالية علاوة على كونها فنية وإبداعية، لذا تناولت قضايا المرأة وصياغة التراث العربي من جديد، ومحاولة المساهمة مع الكثيرين في بقائه ناصعا في الوجدان الإنساني والثقافي. واختتمت الفنانة هند حديثها قائلة: إيماننا بأن هناك دورا ما لابد أن نؤديه، كل حسب اهتمامه، وما يشغل تفكيره، والعمل على ذلك، ففعالية أي شخص يحددها ميوله وتوجّهه وقدرته على صنع نسيج يمتد لمجتمعه، ونصيحتي للفنانة التي بدأت طريقها بهذا المجال، أن تحافظ على قلقها الخاص وحالتها الفنية، وأن يبقى سؤال الفن يلح عليها بشكل دائم والبحث الدائم عن حساسية فنية مختلفة تصنع بصمتها. لوحة تم إهداؤها لوزير التعليم د. عزام الدخيل